كارثة بول إنس على الطريق الفارهة تزلزل عرش نجوم إنجلترا
في واقعة استثنائية هزت عالم كرة القدم الإنجليزية أعلن عن توجيه تهمة القيادة تحت تأثير الكحول إلى أسطورة وسط مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي السابق بول إنس وذلك بعد تعرضه لحادث بسيارته الفارهة من طراز رينج روفر أسود اصطدمت بحاجز وسط الطريق بالقرب من نادي هيسوال للجولف في تشيشاير يوم السبت الماضي على أن يمثل أمام محكمة تشيستر الجزئية يوم الجمعة الثامن عشر من يوليو وفق ما نشرته صحيفة ديلي ميل التي تابعت تطورات القضية عن كثب
تعود ملابسات الواقعة إلى حوالى الساعة الخامسة مساءً حين تلقت شرطة تشيشاير بلاغاً بوقوع حادث تصادم على طريق تشيستر هاي رود في نيستون وهو المكان الذي شهد إصطدام سيارة بول إنس الساحرة من الخارج بحاجز الطريق الأوسط الأمر الذي استدعى تواجد دوريات الشرطة على الفور حيث تمكن الضباط من القبض على نجم مانشستر يونايتد السابق وهو في حالة سكر ووضعه قيد الحجز قبل إطلاق سراحه بكفالة مشددة على أن يمثل أمام القاضي خلال أسبوعين
مسيرة بول إنس الغنية بالألقاب والإنجازات جعلت من خبر توقيفه في حالة سكر خبراً مفاجئاً لجماهير كرة القدم التي
عاشت مع نجم الوسط الذي يُعتبر صانع ألعاب بارع إذ فاز مع مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين وكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين خلال التسعينات بالإضافة إلى خوضه 53 مباراة مع منتخب إنجلترا كما تبوأ مناصب إدارية وفنية بعد اعتزاله اللعب آخرها تدريب فريق ريدينج بين فبراير 2022 وأبريل 2023 مما يجعل هذه الواقعة مفصلاً جديداً يضاف إلى فصول الحياة المهنية لما وصفه كثيرون برقمي إنس المميز
وكان متحدث باسم شرطة تشيشاير قد أوضح في بيانه الرسمي أن الحادث وقع إثر فقدان السيطرة على السيارة الفارهة التي تعرضت لأضرار مادية في الحاجز المعدني ليتم القبض على رجل يبلغ من العمر سبعة وخمسين عاماً وتوجيه تهمة القيادة تحت تأثير الكحول إليه ومن ثم إطلاق سراحه بكفالة لحين المثول أمام المحكمة وهو ما يضع بول إنس في مواجهة ملاحقات قانونية قد تؤثر على رخصة قيادته وعلى سجلّه الشخصي أمام القضاء الإنجليزي
وفي هذا السياق أثار توقيف بول إنس موجة من ردود الفعل بين الجماهير الإعلامية إذ تباينت الآراء بين من يرى أن الأسطورة يستحق فرصة ثانية نظراً لما قدمه للمنتخب وللنادي الملكي مانشستر يونايتد خلال مسيرته الاحترافية التي امتدت لأكثر من عقدين ومنهم من اعتبر أن مثل هذه الحوادث تعكس أخطاء بشرية يجب أن يتحملها اللاعب السابق أمام القانون قبل أي اعتبار آخر خاصة وأن القيادة تحت تأثير الكحول خطر يهدد سلامة المئات من مستخدمي الطرق
وعند تتبع تاريخ بول إنس كلاعب لامع نذكر أنه سبق له أن خاض تجربة احترافية استثنائية شملت اللعب في أوروبا بأندية ليفربول وإنتر ميلان وميدلزبره وولفرهامبتون فضلاً عن تتويجه بلقب أول بطل لدوري الأبطال مع يونايتد عام 1999 رغم عدم مشاركته في المباراة النهائية إلا أن اسمه ارتبط بالجيل الذهبي للميرسيسايد تحت قيادة المدرب الأسطورة أليكس فيرجسون مما عزز من مكانته بين قائدي الجيل الذهبي لمنتخب الأسود الثلاثة
وبالرغم من انتهاء مسيرته الاحترافية قبل عقد من الزمن إلا أن بول إنس ظل يحافظ على حضور إعلامي وفني مميز من خلال التحليل التلفزيوني والكتابة الصحفية إضافة إلى مهامه التدريبية التي قادته لتولي إدارة أندية متواضعة لكنها شهدت معه تأثيراً تكتيكياً واضحاً على طريقة اللعب وسط حقل كرة القدم الإنجليزية المزدحم بالمواهب الصاعدة
وعلى مستوى الإجراءات المتوقعة بعد مثوله أمام القاضي في محكمة تشيستر الجزئية من المنتظر أن يستمع القاضي للشهود من ضباط الشرطة الذين تولوا الحادث ويطلع على نتائج تحليل الكحول المرفوعة ضده إضافة إلى إمكانية تقديم بول إنس دفاعاً يوضح فيه ملابسات الحادث وقدرته على تبرير وضعه القانوني بحكم الخبرة التي اكتسبها كلاعب محترف ومدرب سابق
من ناحية أخرى يتوقع المحللون القانونيون أن تؤدي هذه الواقعة إلى فرض غرامة مالية أو مدة تعليق رخصة القيادة أو كليهما وفق قانون المرور الإنجليزي الذي يشدد العقوبات على قيادة المركبات تحت تأثير الكحول كما قد ينظر القاضي في السياق العام لحالة بول إنس الشخصية والمهنية قبل إصدار الحكم النهائي الذي سيحدد مصيره القانوني وتأثيره المحتمل على مستقبله الإعلامي والفني
تظل قضية بول إنس مثالاً صارخاً على حجم الانعكاس السلبي الذي يمكن أن تتسبب فيه لحظة تهاون أمام قانون السير العام الذي يحمل شعار السلامة أولاً كما يشكل تذكيراً حقيقياً لكل نجوم كرة القدم والمحترفين الرياضيين بضرورة الالتزام بالقوانين والضوابط المرورية حفاظاً على سمعتهم ومكانتهم الاجتماعية وتقديراً لجمهورهم الذي يضعهم دائماً نموذجاً يُحتذى به داخل وخارج الملعب.
