رد قاطع على الإشاعات
في تصريحات نقلتها صحيفة "آس" الكولومبية، خرج المدرب الأرجنتيني نيستور لورينزو ليوضح بشكل قاطع أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وقوع اعتداء جسدي من قبل جون دوران ضده في غرفة الملابس بعد مباراة بيرو هو مجرد "صياغة إعلامية بعيدة عن الحقيقة".
وأكد لورينزو أن العلاقة بينه وبين لاعبيه تسير ضمن أطر مهنية رصينة، وأن أي حديث عن حقد أو حسد هو محاولة لصرف الانتباه عن مستوى المنتخب، داعياً الجميع إلى التركيز على الأداء داخل المستطيل الأخضر.
خلفيات انتشار الخبر
انطلقت القصة عقب المباراة التي جمعت كولومبيا مع بيرو في الجولة الخامسة عشرة من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026 بمدينة كالي، حيث شارك جون دوران أساسياً قبل أن يتم استبداله في الاستراحة.
وسط التوقعات الإعلامية حول السبب الفني للتبديل، انتشرت عبر وسائل التواصل تغريدة من حساب الإعلامي باولو أريناس على منصة إكس يزعم فيها أن دوران دخل إلى غرفة الملابس مُهاجماً زملائه ومدربه قبل أن يتم ضبطه من قبل مجموعة من اللاعبين.
رد فعل رسمي من المدرب
وفي أول رد رسمي على الاتهامات، أوضح نيستور لورينزو أن بيئة المنتخب تمر بمرحلة من الوحدة والتكاتف، وأنه منذ توليه المسؤولية لم يسجل أي انتكاسة في الانضباط أو السلوك.
وأشار إلى أن اللاعب الدولي يتمتع بعلاقة طيبة مع الجهاز الفني وزملائه في المنتخب، كما أكد أن كل ما يتعلق بحالته الصحية هو السبب الوحيد وراء استبداله في مباراة بيرو، إذ عانى من آلام في الظهر منعته من الاستمرار في الشوط الثاني.
نفي أي تماس جسدي أو خلاف خطير

وعن التصريحات التي تناولت أنه أمسك بقميص المدرب أمام الجميع، نفى لورينزو حدوث أي تماس جسدي من جانب دوران، مؤكداً أن اللاعب كان مستاءً من نتيجة التعادل السلبي، لكنه لم يتجاوز الخطوط الحمراء إطلاقاً.
وأضاف أن الأخبار التي راجت حول وجود ضرر معنوي أو انقسام داخل صفوف المنتخب هي مجرد "ضجيج إعلامي" يستهدف تشويه صورة الكتيبة قبل خوض المباريات الحاسمة القادمة في التصفيات.
توقيت الأزمة وتبعاتها
تأتي هذه الأزمة الإعلامية في وقت حرج يمر به منتخب كولومبيا الذي يحتل حالياً المركز الثامن في جدول ترتيب التصفيات برصيد 12 نقطة، وتعرض لضغط جماهيري بسبب تراجع النتائج في الجولات الأخيرة.
ما جعل الأضواء تتجه بشكل أكبر نحو الأسماء الكبيرة في التشكيلة، وعلى رأسها جون دوران، الذي يلقب بلقب "نمر المساحات" نظراً إلى انطلاقاته خلف المدافعين وقدرته على التمركز داخل الصندوق.
تحليل المحللين: تحويل الانتباه عن الأخطاء التكتيكية
من جانبه، اعتبر المحلل الرياضي الكولومبي خوان رودريغيز أن الاعتماد على شائعات مثل هذه يهدف إلى صرف الانتباه عن الأخطاء التكتيكية التي تكشفها مباريات كولومبيا الأخيرة.
وقال رودريغيز في برنامجه الإذاعي إن تركيز الجمهور والصحافة يجب أن ينصب على كيفية تجاوز المنتخب لعثراته أمام منتخبات أمريكا الوسطى، قبل أن تتجدد مواجهاته ضد الأرجنتين والإكوادور اللذين تفصلهما عنه نقطة واحدة فقط في جدول الترتيب.
استعدادات كولومبيا للمباريات القادمة

ويستعد منتخب كولومبيا لخوض ثلاث مباريات صعبة:
- مواجهة الإكوادور على ملعبه في كييتو
- مباراة قوية ضد تشيلي في بوغوتا
- لقاء لاديربي الوطني أمام الأوروغواي في مونتفيديو
ويأمل لورينزو في أن يكون التركيز الميداني والانضباط التكتيكي هو عنوان المرحلة المقبلة، بعيداً عن أي ضوضاء إعلامية أو شائعات لا أساس لها من الصحة.
رسالة لورينزو للإعلام
واختتم نيستور لورينزو حديثه بتوجيه رسالة واضحة إلى وسائل الإعلام قال فيها إن مهمتها الأولى هي نقل الحقيقة وتغطية الجوانب الفنية التي تؤثر فعلاً على مستوى المنتخب، بدلاً من نشر قصص لا تستند إلى وقائع.
وأكد أن تركيزه الآن مع الفريق ومعالجة سلبيات الأداء الدفاعي والهجومي قبل أن تواجه كولومبيا اختباراً صعباً خارج أرضه ضد الإكوادور بعد أيام قليلة من الآن.
وشدد على أن أي قرار فني يتعلق بالتبديلات يتم اتخاذه انطلاقاً من الحالة البدنية والذهنية للاعبين، وليس بناءً على شائعات لا تصمد أمام الواقع.