
خلاف عنيف بعد المباراة
شهدت أروقة منتخب كولومبيا لكرة القدم حدثًا وصفه الإعلامي الكولومبي باولو أريناس بالـ"المشين"، حين اندلع خلاف عنيف داخل غرفة الملابس بعد نهاية مواجهة كولومبيا وبيرو في الجولة الخامسة عشرة من تصفيات أمريكا الجنوبية لكأس العالم 2026. وتعرض نجم نادي النصر والمنتخب الكولومبي جون دوران لاتهامات بالاعتداء اللفظي والجسدي على زملائه وعلى مدربه نيستور لورينزو، في حادثة غير مسبوقة أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل ومواقع أخبار كرة القدم العالمية.
الغضب يسيطر على دوران
انطلقت الأزمة مباشرةً بعد صافرة نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي دون أهداف في العاصمة البيروفية ليما. حيث عاد دوران إلى المقصورة مظهراً علامات الغضب الشديد، وبدون إشارة واضحة لسبب الزعل، توجه مباشرةً إلى غرفة ملابس المنتخب الوطني وأطلق ألفاظاً حادة تجاه بعض اللاعبين، قبل أن يتوجه نحو المدرب صاحب الخبرة الواسعة نيستور لورينزو ويُمسك بقميصه، وفق ما ذكره أريناس، مما اضطر النجمين القديرين خاميس رودريجيز وجيفيرسون ليرما للتدخل لمنع تطور الأمور إلى ما هو أبعد من السلوك اللفظي.
محاولة تهدئة الأجواء

وفق المعلومات المتداولة، فإن خورخي سانشيز قائد الفريق حاول تهدئة الأجواء قبل أن يترك غرفة الملابس على عجل. فيما أكد أريناس أن خاميس رودريجيز سقط أرضًا أثناء محاولته منع دوران من الاعتداء على مدربه، وهو ما دفع زميله في الوسط ليرما لإيقاف مهاجم النصر البالغ من العمر واحد وعشرين عامًا. وتمت السيطرة على الموقف بعد تدخل بقية اللاعبين وأفراد الجهاز الفني، وسط حالة من الصدمة استمرت لوقت طويل بعد انفضاض الحضور من القاعة.
خلفيات الحادثة
خلفية الحادثة تشير إلى أن مواصلة التعثر في التصفيات وضغط النتائج السلبية ربما أثرت على نفسية جون دوران، الذي شارك أساسيًا في مباراة كولومبيا وبيرو قبل أن يتم الاستعاضة عنه في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول. لكن التوتر بدا واضحًا عليه منذ اللحظات الأولى، في ظل توقعات كبيرة من الجماهير ورغبة قوية في حجز مقعد مؤهل للمونديال القادم. وأكدت مصادر خاصة أن الجهاز الفني كان يمني النفس بخروج نجم النصر بأداء متميز قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب.
أزمة تحتاج حلولاً
هذه الواقعة المشينة التي تورط فيها هداف نادي النصر كشفت حاجة المنتخب الكولومبي إلى ضبط الحالة النفسية لبعض لاعبيه الشبان الذين لا يزالون يفتقرون للهدوء أمام الأزمات، كما سلطت الضوء على حجم الضغوط الملقاة على عاتقهم في مرحلة خطف بطاقة التأهل. وأشارت التعليقات على مواقع السوشيال ميديا إلى وجوب تدخل اتحاد الكرة الكولومبي لاتخاذ إجراءات تأديبية رادعة لصالح الحفاظ على سمعة المنتخب ورفع مستوى الانضباط داخل غرف الملابس قبل مباريات فاصلة في التصفيات.
مراقبة نادي النصر للتطورات

عقب الحادثة، تراقب الأندية العربية والغربية تطورات الموقف، خاصة نادي النصر الذي قد يواجه أزمة ثقة بين نجمه الشاب والجماهير النصراوية التي تنتظر أداءً لا تشوبه شائبة على الصعيدين المحلي والقاري. وأوضح محللون متخصصون في الشؤون الرياضية أن معالجة الموقف تتطلب جلسات نفسية للفريق بأكمله، وتركيزًا على الجانب التكتيكي والانضباطي لتفادي تكرار مثل تلك المشاهد المقلقة في المشهد الكروي العالمي.
ماذا بعد؟
يبقى السؤال الأبرز الآن حول مصير جون دوران مع منتخب كولومبيا، وهل سيتأهل فريقه إلى كأس العالم 2026 أم أن هذه الواقعة ستترك أثرًا سلبيًّا سيلاحقه في المباريات المقبلة. كما يتساءل الخبراء عن رد فعل المدرب نيستور لورينزو في مواجهة أزمة داخلية بدت مستعصية على كل المحاولات الأولية للاحتواء، في ليلة سجلت أحد أسود الكاراكاس فصولًا من التوتر غير المسبوق داخل غرف الملابس.