تفاصيل بداية اللقاء
افتتح المدرب ليو سكالوني تشكيلة التانجو بخط هجوم ثلاثي مكون من تياجو ألمادا ونيكو باز وجوليان ألفاريز، إلى جانب جوليانو سيميوني الذي تولى مهمة صناعة اللعب والهجمات المرتدة. انطلق الفريق الأرجنتيني بروح هجومية عالية رغم افتقاد وجود صاحبه الرقم واحد في التشكيلة الأساسية، واعتمد في الدقائق الأولى على بناء اللعب من العمق والتمرير السريع بين قلبي الدفاع ولاعبي الوسط. من جهتها، حاول منتخب تشيلي ضبط إيقاع المواجهة عبر الاعتماد على كرات طويلة خلف دفاعات الأرجنتين، إلا أن الخبرة الدفاعية للتانجو حالت دون خلق فرص حقيقية لمهاجمي تشيلي خلال الشوط الأول.
تألق دفاعي وحصانة الأرجنتين
شهدت الدقائق الأولى إصرارًا تشيليًا على الضغط في مناطق منتصف الملعب، إلا أن وجود خط دفاع منظم بقيادة نيكولاس أوتامندي وحارس المرمى إيميليانو مارتينيز كفل تأمين منطقة جزاء التانجو. وعلى الرغم من محاولات تشيلي المستمرة، فإن اللمسة الأخيرة افتقدت الدقة أمام المرمى الأرجنتيني. بالمقابل، اعتمد منتخب الأرجنتين على شن هجمات مرتدة استثمر من خلالها نيكو باز سرعته في الاختراق من العمق، وكاد أحد لاعبي التانجو أن يهز شباك منتخب تشيلي في الدقيقة ٣٩ من كرة مشتركة بين ألمادا وألفاريز قبل أن يتصدى الحارس برايان كورتيس ببراعة.
دخول ميسي وتأثير فوري

في الدقيقة ٥٧، قرر سكالوني إشراك أسطورة الأرجنتين ليونيل ميسي بدلًا من نيكو باز، ليسجل هذا التغيير تدويلًا بديهيًا لرغبة المدرب في إدارة لياقة قائده وفترات مشاركته الدولية رقم ١٩٢ بقميص المنتخب. لم يمضِ سوى دقائق قليلة حتى برزت خطورة ميسي بمجرد دخوله إلى أرضية الملعب، حيث قاد هجمة مرتدة انطلقت من وسط الملعب بعد استلام الكرة بلمسة ساحرة اختصر بها مسافة تجمع لاعبي تشيلي، قبل أن يجتاز أحد المدافعين ويسدد كرة قوية أمسكها الحارس برايان كورتيس على مرتين بعد تدخل دفاعي منظم على خط المرمى.
وفي الدقيقة ٦٣، توغل ميسي في قلب دفاع تشيلي
وتمكن من توجيه عرضية أرضية اصطدمت بدفاعات الضيوف لتحصل الأرجنتين على ركلة ركنية، اشتعلت عندها الجماهير بالأمل في فك التعادل أو تعزيز الأفضليات، ما يعكس دائمًا قدرة ميسي على نقل التوازن بين الدفاع والهجوم في اللقاءات المصيرية. وكاد منتخب الأرجنتين أن يضاعف تقدمه عند الدقيقة ٧٥ من تمريرة بينية رائعة من ميسي إلى ألفاريز لكن الأخير جانبه الحظ في استلام الكرة قبل خروجها إلى ركلة تماس.
صناعة ميسي الضائعة
في الدقيقة ٨٢، خطف ليونيل ميسي الأنظار بلمسة عبقرية عندما التقط الكرة في منتصف الملعب ثم قام برفعها برأسه قاصدًا جوليانو سيميوني المتقدم خلف المدافعين التشيليين. وصلت الكرة إلى سيميوني الذي وجد نفسه في مواجهة حارس تشيلي برايان كورتيس، إلا أن الأخير تألق في التصدي لتسديدة سيميوني العشوائية التي كانت كفيلة بتحويل تمريرة ميسي الساحرة إلى هدف تاريخي. وبذلك مرّت لحظة التذكر والترقب دون أن تتوج بصناعة حقيقية حتى نهايات الوقت الأصلي.
أهمية إدارة مشاركة ميسي

تثير مشاركة ميسي من مقاعد البدلاء تساؤلات حول كيفية تحضير النجم الأرجنتيني لمواجهة متطلبات مونديال ٢٠٢٦ في ظل تقدم عمره وازدحام جدول المباريات. يتجه سكالوني لاستخدام ميسي بحذر والاعتماد على دوره كـ "مرحل" يخلق الفارق في اللحظات الحرجة، مستفيدًا من خبرته العالية في قراءة مجريات اللعب وإجبار المنافس على الانكفاء للدفاع بتركيزه على مساحات الشق اليمنى والأيسر. ومن بين المرشحين لتعزيز التشكيلة المقبلة يبرز اسم أنخيل دي ماريا الذي يُعتبر بديلًا مثاليًا في حال استمرار غياب ميسي أو رغبته في الحصول على راحة إضافية خلال التصفيات المقبلة.
ختامًا، شكّل ظهور ميسي كبديل في لقاء تشيلي رسالة واضحة من سكالوني
أن إدارة العروض الفنية لنجم يمتلك رصيدًا هائلًا من الأهداف والصناعات يجب أن يأتي ضمن رؤية بعيدة المدى تضمن استمرارية الأداء المتميز للأرجنتين. ويبقى السؤال مطروحًا حول قدرة ميسي على معادلة أسطورته التي أرسى أركانها في كأس العالم ٢٠١٤ وكوبا أمريكا ٢٠٢١، وكيف سيساهم اسمه في تحقيق الحلم الأرجنتيني الغائب منذ عام ١٩٨٦ في أرض الملعب الكندي.