تفاصيل الفحص الطبي ومدة الغياب
خضع ميندي لفحوصات طبية شاملة على يد الجهاز الطبي لريال مدريد أكّدت حصول تمزق في أوتار عضلات الفخذ، وهي إصابة تتطلب فترة راحة وعلاج قد تمتد ما بين 10 إلى 12 أسبوعًا، حسب ما أوردته صحيفة “آس” الإسبانية. هذا يعني أن الفرنسي سيغيب حتى نهاية الموسم الحالي ولن يكون متاحًا أمام المدرب كارلو أنشيلوتي في المواعيد الحاسمة للدوري الإسباني، إضافة إلى غيابه عن المشاركة في مونديال الأندية في حال تأهل الملكي إلى النهائي.
معاناة الظهير الأيسر تتكرر للمرة الخامسة له خلال 18 شهراً، بعد إصاباته المتكررة التي أثرت على استمراريته في تشكيل النهاية الخلفي لريال مدريد، ما يجعل إدارة النادي في حيرة بشأن كيفية تأمين موقعه قبل انطلاق الموسم المقبل.
تأثير الغياب على تشكيلة الدفاع
منذ انضمامه صيف 2019 قادمًا من أولمبيك ليون، نجح ميندي في فرض نفسه كخيار أول على الجهة اليسرى، سواء في مركزي الظهير أو قلب الدفاع في بعض المباريات. تميز بسرعته وقوته البدنية وإمكانية انطلاقه الهجومي من العمق، إضافة إلى قدرات دفاعية مميزة في المواجهة الثنائية. لكن رصيد إصاباته المتكرر جعل من قدرته على الاستمرار في موسمين متتاليين محل شك.
غياب ميندي الطويل سيفتح الباب أمام تعزيز الثنائي الأساسي في دفاع ريال مدريد، والمكون من الثنائي الألماني روديجر والإسباني فران جارسيا، الذي بات المرشح الأول لتعويضه في تشكيل الأنشيلوتي. فران جارسيا، القادم من أكاديمية “كاستيا”، ظهر بمستويات واعدة هذا الموسم، لكن الخبرة المتراكمة للنجم الفرنسي تبقى فارقًا مهمًا في البطولات الكبرى.
سيناريوهات لتعويض الظهير الفرنسي

1. ترقية فران جارسيا:
يبدو خيار الدفع بالظهير المدافع الإسباني فران جارسيا في مركز ميندي هو الأسهل والأقرب للتنفيذ، خصوصًا في ظل ثقته الكبيرة من قبل أنشيلوتي، وقدرته على الانخراط في الأدوار الهجومية مع المحافظة على الاستقرار الدفاعي.
2. الاستعانة بلاعب شاب من الكاستيا:
في حال رغبة إدارة النادي في تجربة المزيد من المواهب الصاعدة، قد يُعرض الطريق أمام مواهب كاستيا مثل ميجيل غوتيريز أو حتى إدخال بعض الأسماء الشابة في المباريات الأقل حسمًا للاستفادة من بدائل الظهير الأيسر.
3. البحث عن تعزيز في سوق الانتقالات الصيفية:
يدرس ريال مدريد بإمكانه التحرك مبكرًا لتوقيع ظهير أيسر جديد، لاسيما في حال استقرار موقف ميندي على فترات تعاقده، أو رغبة الإدارة في تقليل الاعتماد على لاعب يعاني من تعرض متكرر للإصابات. يبرز في هذا الإطار عدد من الأسماء المرشحة لدوري الأبطال والليغا، مع إمكانية التفاوض مع لاعبين سبق لهم إثبات جدارتهم في الأدوار الخلفية.
تداعيات على المنافسات المقبلة

غياب ميندي عن مباريات الحسم في الدوري الإسباني يضع ضغطًا إضافيًا على أنشيلوتي الذي يسعى للاحتفاظ بلقب الليغا رغم العقبات المتراكمة، خاصة مع تلاحم جدول المباريات في الأسابيع المقبلة. كما يفتقد الملكي خيارًا هجوميًا مميزًا عند الاعتماد على الأطراف لاستغلال سرعاته في الكرات المرتدة.
أما على صعيد كأس العالم للأندية، فغياب ميندي يعني ابتعاد أحد أبرز نجوم الدفاع عن التشكيل، مما يقلل من خيارات التدوير لدى المدرب الإيطالي في مواجهة فرق من قارات مختلفة تعتمد على لعب الأطراف والكرات العرضية.
تكرار الإصابات وخيارات الإدارة
يواجه ريال مدريد سؤالًا حاسمًا حول جدوى الإبقاء على ميندي كخيار أول في الظهير الأيسر، في ظل تكرار إصاباته التي حرمته من أكثر من نصف الموسم في العامين الماضيين. وقد يمنح هذا الوضع الإدارة فرصة إعادة تقييم مسألة التجديد له قبل نهاية عقده في صيف 2025، أو التفكير في بيعه مبكرًا لتعويض مكانه بلاعب يتمتع بموثوقية صحية أكبر.
نظرة مستقبلية
بينما تتجه أنظار جماهير “سانتياغو برنابيو” إلى مدى تمكن ريال مدريد من تجاوز هذه الأزمة التكتيكية والإصابية، يبرز تحدي الإعداد للموسم المقبل كأولوية قصوى للإدارة الفنية. يبقى على أنشيلوتي العمل على ضمان توازن الخطوط الخلفية مع تعويض الظهير الأيسر، في حين يسعى الجهاز الطبي للملك إلى إنجاز برنامج تأهيلي سريع لميندي يضعه في الخطط الصيفية، أو يتيح له استخدام عاملي الخبرة والصحة لاتخاذ قراره حول مستقبله في النادي.
في النهاية، سيكون متابعة تمديد غياب ميندي أو تحسنه قبل كأس العالم للأندية اختبارًا جديدًا لقدرة ريال مدريد على إدارة أزماته، وصياغة حلول فنية وبدنية للحفاظ على تنافسية الفريق في البطولات المحلية والقارية على حد سواء.