مسيرة فنية حافلة
منذ انضمامه لصفوف الفريق الأول قبل عشر سنوات، شارك فاسكيز في 396 مباراة رسمية مع ريال مدريد، تمكن خلالها من تسجيل 38 هدفاً وصناعة 72 تمريرة حاسمة. وعلى مستوى الألقاب، حصد اللاعب الإسباني عدة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، فضلاً عن ظفره ببطولات الدوري المحلي وكأس الملك وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
ويُعزى تاريخه المشرف إلى تطوره التكتيكي الذي مكنه من شغل مراكز عدة بين الجناح الأيمن والظهير المساند وفي بعض الأحيان الجناح الهجومي الخالص، ما جعله أحد عناصر الاستقرار في تشكيلة المدربين التي تعاقبت على "السانتياجو بيرنابيو".
دور المحترف داخل غرفة الملابس
يُعرف عن فاسكيز مساهمته الإيجابية في الحفاظ على تماسك المجموعة وتناغم صفوف الفريق الملكي. فبجانب دوره التكتيكي داخل الملعب، يعكس تواجده مدى الوفاء والانتماء الذي يتمناه جمهور ريال مدريد وجوده بجانب نجوم الصف الأول.
ويتردد ضمن التقارير الإعلامية أن اللاعب يحظى بدعم واضح من بعض القادة في الفريق، الذين يرون في احتفاظ النادي به رسالة للجماهير بأن القيم والتاريخ لا يضيعان في مرحلة انعدام الاستقرار الفني.
السياق المؤثر على ملف التجديد
تأتي رغبة فاسكيز في الاستمرار في ظل استعداد ريال مدريد لإجراء تغييرات واسعة على مستوى الجهاز الفني، عقب انتهاء عقد المدرب الحالي بنهاية الموسم. وتتناقل وسائل الإعلام أسماء مرشحين جدد لقيادة الفريق على المدى المتوسط، إلى جانب التخطيط لتجديد دماء التشكيلة بإدخال لاعبين شباب قادرين على صناعة الفارق في السنوات المقبلة.
ويبرز في هذا السياق سؤال حول مدى رغبة مجلس الإدارة في الإبقاء على لاعبين شبه محليين أم التضحية ببعضهم لتمويل الصفقات الجديدة وضخ دماء جديدة في وسط وترسانة الهجوم.
السيناريوهات المتوقعة
- الاحتفاظ بخدماته: إذا قررت إدارة ريال مدريد الاحتفاظ بخدمات فاسكيز، فإن العقد الجديد قد يتضمن بنوداً مرنة تناسب تقدم اللاعب في العمر وضمان مشاركته في البطولات المحلية والأوروبية، لا سيما كأس العالم للأندية التي ستُقام نهاية العام المقبل.
- الوداع الرسمي: أما في حال عدم الوصول إلى اتفاق، فمن المتوقع أن يختم فاسكيز مسيرته مع «الميرنغي» في تلك البطولة، قبل تتويجه في وداع جماهيري في ملعب «بيرنابيو»، والانطلاق في رحلة احترافية جديدة أو اعتزال ارتداء القميص الملكي بعد مسيرة امتدت لعقد كامل.
رؤية جماهيرية وتوقعات المختصين

استقبلت جماهير ريال مدريد نبأ تمسّك اللاعب بالبقاء بردود فعل متباينة بين مؤيد يرى أن وجود "صاحب العقلية الانتصارية" في الفريق يُضيف الكثير من الخبرة والولاء، وبين متشكك يتساءل عن جدوى استثمار دقائق لعب له مقابل فتح المجال أمام الواعدين من الكاستيا أو التعاقد مع بدائل أكثر تطوراً.
وفي حين يشير بعض الخبراء إلى أن متوسط عمر فاسكيز (قرابة 33 عاماً) يجعله قابلاً للاعتماد عليه كبديل شاب في المباريات الحاسمة، لا يخفى أن الخطة المستقبلية لريال مدريد تتجه إلى الاستعانة بالجناحين الذين يمتلكون قدرة استثنائية على استدراك الأهداف والضغط العالي.
إرث يبقى في الذاكرة

بغض النظر عن قرار الإدارة، فإن إرث اللاعب سيبقى حاضراً في سجل النادي الملكي؛ فالذكريات التي صنعها في البطولات الكبرى، واللحظات التي كان فيها بديلاً فعالاً أو نجم الانطلاقة الواحدة التي قلبت موازين مباراة، تجعل من اسمه جزءاً لا يتجزأ من تاريخ ريال مدريد الحديث.
ورغم انتهاء الحقبة التي عاشها فاسكيز مع تصاعد الحديث عن جيل جديد، يطمح الملايين من مشجعي «الميرنغي» إلى تركيز الضوء عليه حتى اللحظات الأخيرة، تكريماً لعطاء قدمه طوال هذه السنوات.
خاتمة
مع اقتراب كأس العالم للأندية 2025، سيتضح مصير الظهير الإسباني، الذي اختار أن تكون نهاياته مع الريال في مكان عاش فيه أجمل فصول مسيرته الكروية. وبينما ترصد وسائل الإعلام كل جديد بشأن مفاوضات التجديد، يبقى السؤال الأهم: هل سيواصل لوكاس فاسكيز رحلته مع القميص الأبيض، أم سيحمل ذكرياته إلى وجهة أخرى بعد عشرة أعوام من الإنجازات والانتماء؟