خيبة أمل كبيرة سيطرت على كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، عقب خسارة فريقه لقب كأس ملك إسبانيا أمام الغريم الأزلي برشلونة بنتيجة 3-2 بعد ملحمة كروية حابسة للأنفاس على أرض ملعب لاكارتوخا في إشبيلية.
ريال مدريد، الذي دخل المباراة بثقة عالية، سيطر على مجريات اللقاء لفترات طويلة، لكنه دفع ثمن الأخطاء الصغيرة غاليًا أمام فريق كتالوني عرف كيف يستغل أنصاف الفرص ليحسم اللقب.
تفاصيل المباراة
برشلونة افتتح التسجيل عبر بيدري في الدقيقة 28، قبل أن يرد الريال بهدفين عبر كيليان مبابي وأوريلين تشواميني في الشوط الثاني. فيران توريس أعاد الكتلان إلى اللقاء بهدف التعادل في الدقيقة 84، ثم وجه جول كوندي الضربة القاضية بهدف قاتل في الشوط الإضافي الثاني بالدقيقة 116.
تصريحات أنشيلوتي

في تصريحات نشرتها صحيفة ماركا، قال أنشيلوتي: "سيطرنا على مجريات اللقاء، وكنا الطرف الأقرب للانتصار. لعبنا بشكل جيد للغاية ولا أملك ما ألوم عليه اللاعبين".
وأضاف المدرب الإيطالي، مفسرًا ما حدث: "هذه المباريات تُحسم بتفاصيل صغيرة، وأحيانًا تمر بدون تأثير، وأحيانًا أخرى تكلفك غاليًا. للأسف، هذا ما حدث معنا".
أحد أبرز هذه التفاصيل تمثلت في تمريرة خاطئة من لوكا مودريتش قرب نهاية الوقت الإضافي، استغلها برشلونة لهز الشباك بهدف الفوز عن طريق المدافع الفرنسي جول كوندي، ليضيع الحلم الملكي بالتتويج بلقب جديد.
التركيز على المستقبل
أنشيلوتي لم يخفِ حزنه، لكنه أكد أن الفريق لا يزال في قلب المنافسة هذا الموسم، قائلاً: "علينا أن نستريح الآن، ثم نواصل القتال. لدينا بطولات أخرى علينا التركيز عليها".
خسارة الكأس جاءت في لحظة حساسة جداً بالنسبة لريال مدريد، الذي يواصل صراعه مع برشلونة على لقب الدوري الإسباني، إضافةً إلى منافسات دوري أبطال أوروبا. كلاسيكو الدوري المنتظر في 11 مايو المقبل على ملعب لويس كومبانيس سيكون محطة مفصلية في تحديد هوية بطل الليغا هذا الموسم.
انتصار برشلونة التاريخي

من جهته، خرج برشلونة منتشيًا بهذا الانتصار الكبير، ليضيف اللقب رقم 32 في تاريخ بطولة كأس الملك، ويؤكد تفوقه على ريال مدريد في المواجهات النهائية لهذه المسابقة، بعد أن بات لكل فريق 4 انتصارات في 8 نهائيات جمعت بينهما عبر التاريخ.
رسائل المباراة
بعيدًا عن الألقاب، الكلاسيكو الأخير حمل رسائل كثيرة. أبرزها أن ريال مدريد لا يزال فريقًا مخيفًا قادرًا على الهيمنة على مجريات اللعب أمام أي خصم، ولكن عليه أن يكون أكثر حسمًا أمام المرمى، وأقل عرضة لارتكاب الأخطاء القاتلة في اللحظات الحرجة.
أما أنشيلوتي، الذي بات من القلائل الذين خسروا نهائي الكأس لصالح برشلونة في السنوات الأخيرة، فسيكون مطالبًا بإعادة ترتيب الأوراق سريعًا، خاصة مع استمرار ضغط المباريات الحاسمة محليًا وأوروبيًا.
استعدادًا للكلاسيكو القادم
ومع اقتراب موعد الكلاسيكو الجديد، تبدو المواجهة القادمة بين الغريمين أشبه بنهائي آخر، قد يكلف الخاسر خسارة لقب الليغا نفسه.
الموسم لا يزال طويلاً، والفرصة قائمة للانتقام... ولكن ريال مدريد بحاجة لأن يتحول من فريق يسيطر إلى فريق يعرف كيف يقتل المباريات قبل أن تُعاقبه التفاصيل.