أصدرت إدارة ريال مدريد مساء الثلاثاء بياناً رسمياً يفيد بإصابة النمساوي ديفيد ألابا بتمزق في الغضروف المفصلي الداخلي للركبة اليسرى، ما يعني استئصال مشاركته في ما تبقى من الموسم. وتشير التقارير الواردة من صحيفة “ماركا” الإسبانية إلى أن ألابا سيخضع لعملية جراحية عاجلة خلال الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن يمتد غيابه إلى ما بين شهرين ونصف وثلاثة أشهر، وهي فترة كافية لتحضيره نظرياً لكأس العالم للأندية التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية الصيف المقبل، لكن يبدو هذا الهدف بعيد المنال في ضوء مدة الرعاية اللازمة بعد الجراحة.
ألابا وفقدان الأمان الدفاعي
مركز قلب الدفاع شهد ضربة موجعة بتأكيد إصابة ألابا، الذي تحول في الموسم الحالي إلى واحدٍ من الركائز الأساسية لخط الخلف. منذ انضمامه قادماً من بايرن ميونخ، امتاز اللاعب النمساوي بقدرته على التمركز والقراءة المبكرة للكرات، بجانب قدرته على المسامير الطويلة التي تتحول سريعاً لهجمات مرتدة. غيابه يعني خلوّ الرواق الأيسر أمام برشلونة تقريباً، وركام الملفات الدفاعية يواجه ضغوطاً إضافية في “كامب نو” والملعب الأولمبي في الجولة بعد المقبلة من الليغا.
إلى جانب ألابا، يعاني الميرينجي حالياً من غياب أنطونيو روديجر للإصابة والإيقاف المتزامن، إضافة إلى فيرلاند ميندي المصاب أيضاً، ما يترك المدرب كارلو أنشيلوتي أمام خيارات ضيقة للغاية. وإذا لم يستطع الفرنسي العودة قبل مواجهة الكلاسيكو، فإن الأجهزة الفنية ستضطر للدفع بثنائي مكوّن من خيسوس فاييخو وفران جارسيا، أو إسناد المهمة لجونيور فيرلاند ميندي، مع احتمالية تحريك لوكاس فاسكيز لمدة مؤقتة.
سيناريوهات تحضير الكلاسيكو

مع انخفاض المخزون الدفاعي، قد يعتمد أنشيلوتي على خطة بديلة تحافظ على التوازن بين الخطوط. أحد الاقتراحات المطروحة يتضمن اللعب بثلاثة قلب دفاع مع تمديد خطوط الظهيرين لأدوار خط الوسط، ما يخفف الضغط على العمق. هذا الأسلوب نجح مع فرق أخرى تحت قيادة الإيطالي، لكنه يحتاج إلى انسجام سريع بين أنطونيو روديجر الذي عاد جزئياً لفترة الإيقاف النصفي، وخيسوس فاييخو الذي تطور لياقياً وتقنياً خلال الموسم.
كذلك، من الممكن تجربة تعزيز محور الارتكاز بإشراك كاسيميرو أو تشواميني بصورة واقعية لتغطية المساحات أمام الخط الخلفي، بجانب دفع ألابا الفخري مرتين على الجهة اليسرى في وسط الملعب. إلا أن هذا الخيار يعتمد كلياً على التوفر البدني والعقلي للاعبي الوسط، وفي ظل ضغط جدول المباريات، فإن التدوير سيكون صعباً.
رحلة التأهيل والإعداد الجراحي
وفق “ماركا”، سيُجري ألابا جراحة دقيقة تحت إشراف الطاقم الطبي لطرف النادي الملكي، قبل الشروع في برنامج تأهيلي يمتد لأسابيع. المرحلة الأولى تركز على استعادة نطاق حركة الركبة وتحقيق التعافي من التورم، يليها تدريبات تقوية العضلات المحيطة بالركبة، ثم العودة للأرض مع الكرة بخطوات محسوبة. يرتبط الجدول الزمني بمدى تجاوب اللاعب، لكن الخبراء الطبيين في ريال مدريد يتوقعون ألا يقل المعدل عن عشرة أسابيع لاستعادة القدرة على الجري الكامل.
هذا الوقت قد يغيب فيه ألابا عن كل مباريات الدوري المتبقية، وربما عن ذهاب ربع نهائي كأس الملك إذا تأهل الفريق، فيما يبقى الأمل ضئيلاً في ظهوره قبل مواجهة مانشستر سيتي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا إذا سارت الأمور بشكل مثالي.
تداعيات على سوق الانتقالات الصيفية

غياب ألابا إلى نهاية الموسم يفتح تساؤلات حول ضرورة تعزيز الجبهة اليسرى في الصيف المقبل. ريال مدريد لن ينتظر طويلاً قبل فتح ملف المدافعين، خاصة مع تقدم سيرجيو راموس في العمر وانخفاض سرعة بعض لاعبي الظهير. الأسماء المحتملة للبحث تشمل مواهب شبابية من ليغا سمارت أو سوق الانتقالات الأوروبية، إضافة إلى إمكانيات إعادة الظفر بخدمات لاعبين سبق لهم التألق في مراكز مشابهة.
كما أن تمديد عقد ألابا أو تجديده قد يتراجع على طاولة الإدارة مؤقتاً، مع التركيز على الجانب الطبي وتفادي أي “عائد للإصابة” على غرار حالات سابقة ضربت بعض نجوم الملكي في العقد الأخير.
تحدي أنشيلوتي والحفاظ على الصدارة
في ظل هذا النقص الكبير، يبقى السؤال الأهم: كيف سيعوض ريال مدريد غياب واحد من أفضل مدافعيه دون المساس بجودته الدفاعية؟ المدرب الإيطالي يملك سجلّاً في التعامل مع أزمات الإصابات الضخمة، لكن هذه المرة تبدو المهمة صعبة نظراً لتزامن الإصابات والإيقافات. تدارك هذا المشهد قبل مواجهة برشلونة سيكون مفتاح الحفاظ على موقع صدارة الليغا، والاستمرار في المنافسة على لقب دوري الأبطال. ومع اقتراب الكلاسيكو، تتصاعد وتيرة التحليلات على مواقع مثل “ماركا” و“موندو ديبورتيفو”، ولم يتبقَ أمام جماهير الملكي سوى انتظار كيف سيتحمل الفريق هذه الضربة القوية على مشارف الحسم.