
في تصريحات أشعلت مواقع التواصل وفجّرت جدلاً واسعاً بين جماهير الكرة العربية، كشف الجزائري رياض محرز، نجم النادي الأهلي السعودي، عن وصفاته الصادمة لعدد من زملائه داخل غرفة ملابس “الفرسان الحمر”، قبل أن يقلب الطاولة برفضه المستمر للقب “فخر العرب” الذي طالما رُبط باسمه.
مهرجان الألقاب داخل فريق الأبطال
لا يخفى على أحد حجم السعادة التي يعيشها رِياض محرز منذ تتويج الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخه موسم 2024–2025، عقب التغلب (2-0) على كاواساكي فرونتال الياباني، في نهائي حماسي أقيم على ملعب “الإنماء” بمدينة جدة.
هذا الإنجاز الفريد وظّفته قناة “أم. بي. سي برو سبورت” ووسائل الإعلام المحلية لاستغلال سعادة اللاعب وحماسه في الحديث عن تفاصيل لا تعرفها الجماهير عادة، وهي طريقة توصيفه لزملائه بروح مرحة ومليئة بالمفاجآت.
“المجانين” الثلاثة: علي مجرشي – إزجيان إليوسكي – زياد الجهني

خلال حوار استضافه الإعلامي وليد سعيد، لم يتردد محرز في إطلاق وصف “المجانين” على ثلاثة من أبرز لاعبي الأهلي، وهم:
- علي مجرشي: هذا الشاب المتألق بصماته الدفاعية والهجومية اللافتة، وصفه محرز بأنه “مجنون” في التمرير والاختراق، لا يعترف بمساحات ولا يهاب أي مدافع.
- إيزجيان إليوسكي: الجناح الطائر الذي لا يتوقف عن الانطلاق على الأطراف، ويجيد المراوغة والتمريرات الحاسمة. وصفه محرز بأنه “مختلف الجنون”، لا يستطيع أحد تركيب خطة لوقفه.
- زياد الجهني: صانع الألعاب صاحب الرؤية الثاقبة، الذي اختطف الأنظار بتمريراته السحرية. وصفه “بالمجنون” لما يقدمه من إبداعات تكسر رتابة المباريات.
هذا التعليق الطريف أكد للمشاهدين أن محرز ينظر إلى زملائه من منظور شخص قارئ للعبة، ويعشق المفاجآت داخل الملعب بقدر ما يعشق الألقاب الخارجية.
“المبتسم الدائم” و”الصخرة” و”العجوز الواثب”

ولم يتوقف الأمر عند الثلاثي السابق، بل واصل محرز طيفه الوصفي للآخرين:
- جالينو: وسمه بـ"المبتسم دائمًا"، نظراً لابتسامته المميزة التي لا تغادر وجهه حتى في أصعب المواقف.
- إدوارد ميندي: لُقب بـ"الصخرة"، تقديراً لثباته وحمايته اللصيقة لشباك الأهلي.
- روجر إيبانيز: وصفه محرز بـ"الوثاب العالي"، ويعني بذلك قفزاته الرهيبة التي تحسم الكرات الخطرة في الدفاع والهجوم.
- ميريه ديميرال: قال عنه "كثير الكلام"، في إشارة إلى حنكته الدفاعية وتوجيهه المستمر لزملائه داخل الملعب.
- إيفان توني: وصفه "بلا حركة"، ولم يقصد التقليل من قيمته، بل أشار إلى أنه لا يحتاج إلى التنقل المستمر داخل صندوق الجزاء، بل يكفيه التمركز الجيد لينهي الهجمات بلمسة واحدة.
محرز والوصف الساخر لكاسييه
أما المتابعون الأكثر دقة، فقد لاحظوا تعليق محرز المبطن على فرانك كيسييه، حين اعتبره “عجوزاً قديم الطراز”، في إشارة ساخرة للاعب الإيفواري المخضرم الذي يأتي بخبرة السنوات الطويلة ويمتاز بالقوة البدنية وفهمه العميق للعبة.
نهاية أسطورة “فخر العرب” وبداية “المنافس”
أكبر مفاجأة حملها حوار المحرز كانت رفضه التام لتوصيف نفسه بـ”فخر العرب”، وهو اللقب الذي اشتهر به كثيرون خاصة جماهير ليفربول المصرية لتكريم محمد صلاح.
وحين حاول الإعلامي وليد سعيد وحضور الحلقة حثه على إطلاق هذه العبارة، أصر الساحر الجزائري على تسمية نفسه بـ”المنافس”؛ أي الذي لا يهدأ ولا يرضى إلا بالتحدي الدائم.
هذا الموقف كشف عن شخصية محرز غير التقليدية؛ فهو يرفض الألقاب الجاهزة التي قد تحمل معانٍ إنشائية بعيدة عن واقعه المهني، ويضع نفسه في مرتبة أعلى، مرتبطة بالإثارة وروح التحدي وليس بالمجاملات الإعلامية.
دلالات وقراءات لما وراء التصريحات
- تعزيز الروح الجماعية: من خلال إطلاق ألقاب مرحة على زملائه، كان محرز يسعى إلى رفع المعنويات وبث روح الفكاهة داخل الفريق، وهي عناصر مهمة لما بعد لحظات التتويج الضاغطة.
- رسالة للاعبين الشباب: بالحديث عن "المجنين" والمبتسمين، يبعث محرز رسالة مفادها أن طريقة التعامل والمرح جزء لا يتجزأ من تكوين فريق ناجح.
- إبعاد الأضواء عن الذات: برفضه لقب "فخر العرب"، يرفض محرز الاحتفاء الفردي المبالغ فيه، ويفضل أن تكون النجومية مبنية على التنافس والإنتاج الدائم داخل المستطيل الأخضر.
خاتمة: مسؤولية النجومية بأقل مجاملات
رياض محرز قدّم درساً عملياً في إدارة الشهرة بعد الإنجاز القاري الأول للأهلي، حين فضّل الحديث الصريح والمباشر عن زملائه بدلاً من تلميع صورته الفردية.
وهنا تكمن قيمة تصريحاته الأخيرة: إنها تجسيد لشخصية “المنافس” التي تبغى الصدق والالتزام فوق أي لقب جاهز.
في المقابل، تذكّر الجماهير أن ألقاب الأبطال تُصنع بالإنجازات الميدانية، لا بالكلمات الرنانة.