في ليلةٍ يندر أن تتكرر، صنع نجم الأهلي والمنتخب الجزائري رياض محرز الحدث مرتين في 90 دقيقة: الأولى بإحراز هدف لا يُنسى من كرة ثابتة خارج منطقة الجزاء، والثانية بتعليق ساخر لا يخلو من الطرافة على ردّة فعل زميله البلجيكي ماتيو دامس تجاه هذه القذيفة التي اصطدمت بالقائم الأيمن ثم دخلت الشباك بطريقة أشبه بالبلياردو.
دوري روشن السعودي يشهد انتصارًا مدويًا
نجح الأهلي في تذليل عقبة الخلود بثلاثيةٍ مقابل هدف واحد ضمن منافسات الجولة الـ32 من دوري روشن السعودي، ليرفع رصيده إلى 64 نقطة ويُعيد الأمل إلى جماهيره في مطاردة المركز الثالث. وبفارق نقطةٍ واحدة عن القادسية الثالث ومساواة تامة مع النصر الرابع، تبدو معادلة ترتيب المقدمة مفتوحةً على مصراعيها قبل الختام الرسمي للموسم.
قذيفة لا تُقاوم تقلب الطاولة
لم يكن هدف محرز الثاني في شباك الخلود مجرد إضافة عادية إلى رصيد الأهلي، بل هو درسٌ في الدقة والقوة. فقد نفّذ محرز تسديدةً ساحرة من ركلة حرة مباشرة، انطلقت على ارتفاعٍ متوسط قبل أن ترتطم بالقائم الأيمن لحارس الخلود وتلتف في الهواء داخل المرمى، محدثةً تلك اللقطة البصرية التي لا تنسى. وانتشرت اللقطة خلال ثوانٍ في مواقع التواصل، حاملةً وسم #محرز_ضد_الخلود الذي تصدّر التريند في السعودية وعدة دول مجاورة.
الذهول يتلاشى وتبدأ الطرائف
مع انطلاق اللقطة على شاشة استاد الأمير فيصل بن فهد، تابع زميل محرز في الدفاع ماتيو دامس الهدف بدهشةٍ عارمة؛ فتوقّف في مكانه للحظة قبل أن يُجسّد على وجهه تعابير “الصدمة والذهول” التي أثارت ضحكات الجماهير. ولاحقًا حوّلت إحدى الحسابات الرسمية لنادي الأهلي المقطع إلى فيديو قصير أظهر دامس وكأنه لا يصدق ما حدث للتو، ليتحوّل الفيديو إلى إحدى أكثر المقاطع تداولًا بين مشجعي الفريقين.
محرز يردّ بأسلوبه الخاص
لم يترك محرز هذه الفرصة تمرّ دون استغلال، فانطلق فور انتهاء المباراة إلى حسابه على “سناب شات”، حيث نشر لقطة من الفيديو وأضاف إليها عدة وجوهٍ تعبيرية ضاحكة، مع تعليقٍ طريف يوحي بأن الزميل دامس سيحتاج لبعض الوقت لهضم هذه التحفة الفنية. كان تفاعل المتابعين سريعًا جدًا، فانهالت التعليقات التي توهجت بالمزاح ودحك على الموقف، وصولًا إلى تأكيد البعض على “نشاط محرز الدائم حتى بعد تسجيل الأهداف”.
كيف أثّر ذلك على أجواء الفريق؟
ورغم أن السخرية لدى محرز لم تتجاوز المزاح المحترم بين زملاء السلاح، إلا أنها بعثت أجواءً إيجابية داخل معسكر الأهلي. فتماهى اللاعبون مع الروح المرحة للمعركة، وأكدوا أن المزاح الطفيف بعد فوزٍ مهمّ أبرز قدرة الفريق على الجمع بين الاحترافية وروح الصداقة. وقال مصدر داخل النادي إن المدرب حرص على مشاهدة المقطع مع اللاعبين في غرفة خلع الملابس، قبل أن يغلق الحلقة بابتسامة ويحفّزهم على نسيان الخلود والتركيز على المواجهات المتبقية.
أبعاد فنية للمشهد
لا يخفى على المتابعين أن محرز لا يعتمد على الركلات الحرة فقط، بل يمتلك رؤية تكتيكية عالية تسمح له بالعمل كلاعب وصانع ألعاب متحرّك، إلى جانب قدرته على تنفيذ الكرات الثابتة بدقةٍ تجعله من أفضل منفذيها في العالم. أما ردّة فعل دامس، فأثارت تحليلات الجماهير التي عبرت عن أن هذا المدهش ربما يكشف عن “سذاجة” أو “انصباب” اللاعبين أمام لمسةٍ فردية خارقة. ورأى البعض أن مثل هذا المشهد يعكس بوضوح أن “الخيال هو سر الإبداع” في الملاعب.
محرز وجماهير التواصل… علاقة مستمرة
منذ انتقاله إلى الأهلي، برز محرز كأحد أكثر اللاعبين نشاطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يشارك متابعيه لقطاتٍ من التمارين، ومقاطعٍ لعائلته، وردود أفعاله الطريفة بعد المباريات. وتُعتبر سخرية محرز من دامس أحدث حلقة في هذه السلسلة، التي تؤكد أن اللاعب لا يكتفي بمهاراته على المستطيل الأخضر، بل يعرف جيدًا كيف يحافظ على تواصله مع الجماهير بلغة المرح وتبادل “الميمز”.
نظرة إلى المباريات القادمة
تترقب جماهير الأهلي المواجهات المقبلة في الدوري، على أمل أن يحافظ المحاربون على نسقهم الهجومي، ويؤكدوا قدرتهم على إنهاء الموسم في مركزٍ متقدم. ولا يتوقف عشاق “الفرسان الحمر” عند جودة الأهداف فقط، بل يترقبون أيضًا مدى تماسك الفريق وروح الدعابة التي يمكن أن تصنع الفارق في الأوقات العصيبة.
خاتمة: كرة القدم أكثر من هدف
إذا كان الهدف الخرافي لمحرز ضد الخلود قد أثار دهشة الجميع، فإن الطريقة التي تعامل بها مع ردّة فعل زميله تُثبت أن كرة القدم ليست مجرد لعبة أهداف ونتائج، بل هي صوت ضحكاتٍ وفرصة لخلق أجمل اللحظات داخل الملعب وخارجه. واليوم نعلم جميعًا أن الضحك بمقدار ما يطيّر هِمَم اللاعبين بقدر ما يُقرّبهم من قلوب جماهيرهم، وهذا بالضبط ما فعله محرز برحلة “قذيفة البلياردو والمزاح الطريف” مع دامس. يمكننا القول بثقةٍ كاملة: كرة القدم عند محرز تجاوزت حدود الفن، لتصبح فنًّا في ضحكة!
