
في موسمٍ احتضن لحظاتٍ من التألق والإخفاق على حد سواء، خرج كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد، كالمتصدر بلا منازع في سباق الحذاء الذهبي الأوروبي لموسم 2024–2025، بعدما صدم زميله السابق محمد صلاح بأنباء فشل الأخير في اللحاق به على قمة هدافي الدوريات الكبرى.
احتفل مبابي بهذا الإنجاز الفردي يأتي بعد نهاية موسمٍ سجل فيه 31 هدفًا في الدوري الإسباني، ليضع بقدمه اليمنى بصمته على جائزةٍ طالما حملت اسم الأساطير.
تألق غير مسبوق في الليغا

لم يكتفِ مبابي بكسر أرقامٍ أو ملاحقة ألقاب فردية عبر بوابة ريال مدريد فحسب، بل أظهر قدرة استثنائية على المداومة على هز الشباك بانتظام، معززًا رصيده بالأهداف وتمهيدًا لاحتكار الحذاء الذهبي.
- عدد الأهداف: 31 هدفًا في 33 مباراة بالدوري الإسباني.
- الفارق: تفوق بـ3 أهداف على روبرت ليفاندوفسكي (28).
- التأثير: تحويل الكرات العرضية وصناعة الفرص لزملائه.
وكان هذا الفارق المريح ثمرة عمل دؤوب منذ انضمام مبابي إلى صفوف “الميرينغي”، إذ أصبح نجم منتخب فرنسا يعتمد عليه المدربون – بدءًا من كارلو أنشيلوتي ووصولًا إلى خليفته – كخيارٍ أول في صناعة الفارق داخل منطقة الجزاء.
احتفال علني على إنستجرام
لم يمر فوز مبابي بالجائزة مرور الكرام، بل شارك نجم ريال مدريد فرحة لحظة الإعلان عنها مع متابعيه على “إنستجرام”. أعاد نشر صورة تبرز الحذاء الذهبي على خلفيةٍ ذهبية، مع تعليقٍ مقتضب:
“الحذاء الذهبي الأوروبي يعود إليّ… شكرًا لكل من ساندني في كل هدف”
هذا المنشور الذي تلقت معه جماهير الكرة نبأً رسميًا عن تتويج مبابي، تفاعل معه آلاف المشجعين مباشرة، مع وسمٍ (#GoldenShoe) باللغة الإنجليزية وآخر (#الحذاء_الذهبي) بالعربية، ما ساهم في وصول خبر احتكار الجائزة إلى قوائم الترند العالمية وعزز وجود اسم مبابي في نتائج البحث على محركات جوجل.
ضربة موجعة لمحبي محمد صلاح
لم يكن انتصار مبابي في مسابقة الحذاء الذهبي مجرد إنجازٍ فردي، بل حمل إيحاءً خاصًّا لمحمد صلاح، الهداف الشهير الذي خاض بحماس سباق الأرقام القياسية هذا الموسم رافعًا رصيده إلى 28 هدفًا في الدوري الإنجليزي مع ليفربول.
وبالرغم من الأداء القوي الذي قدمه صلاح، والذي جعله في مقدمة قائمة المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا، إلا أن فارق الأهداف الحاسم حال دون منافسته على الحذاء الذهبي، فخرج الموسم بلا هذه الجائزة التي تبناها في المواسم الماضية.
السياق الفني والأسرار وراء التألق
من يتابع أداء مبابي مع ريال مدريد يلمس استراتيجية واضحة في توزيع المهام الهجومية بينه وبين زملائه. فإلى جانب تسجيله للأهداف مباشرة، يتولى الفرنسي تحويل الكرات العرضية وتمريرات الاختراق إلى فرص محققة لزملائه.
ساعدته الخبرة التي اكتسبها في باريس سان جيرمان على التعامل مع ضغط المنافسة على مستوى العالم، بينما اكتسب في “سانتياغو برنابيو” الدعم المعنوي اللازم لرفع سقف طموحاته.
كما لا يمكن إغفال دور تدريبات اللياقة البدنية والتغذية المخصصة له، التي انتهجها الطاقم الطبي للفريق لتعزيز قدرته على الاحتفاظ بلياقته الذهنية والبدنية، ما انعكس مباشرة على تناوب مبابي بين السرعة الفائقة والدقة في التسديد.
ماذا بعد؟ تتويج بطولات أم مزيدٌ من الأرقام؟

رغم التتويج الفردي بالحذاء الذهبي، عاش مبابي موسمًا مخيّبًا للآمال على صعيد الألقاب مع ريال مدريد، إذ خسر النادي الملكي سباق الدوري الإسباني لصالح برشلونة، وودع كأس الملك أمام خصم مفاجئٍ في أدوار مبكرة، كما فشل في التقدم بعيدًا في دوري أبطال أوروبا.
والسؤال الذي يطرحه المتابعون الآن: هل سينجح مبابي في ترجمة جائزة الحذاء الذهبي إلى ألقاب جماعية في الموسم المقبل؟ وما هي الاستراتيجية التي سينتهجها ريال مدريد لتعويض إخفاقات 2024–2025؟
يتوقع أن تكون الفترة الصيفية حاسمة في تحديد ملامح الفريق الفني والتعاقدات الجديدة، وبالطبع الحافز الأكبر سيكون دعم مبابي للتتويج بدوري أبطال أوروبا الغائب عن خزائن “الملكي” منذ موسم 2021–2022.
خاتمة: تألق مبابي وأزمة صفقات ليفربول
في نهاية المطاف، يكتسب احتكار مبابي للحذاء الذهبي دلالةً مزدوجة:
- شهادة على قدراته الفردية في تسجيل الأهداف.
- تنبيهًا لباقي الأندية – مثل ليفربول – بضرورة بناء استراتيجيات هجومية قادرة على المنافسة على جائزة الحذاء الذهبي.
أما صلاح، فقد يجد نفسه في مهمةٍ مضاعفة الموسم المقبل: المحافظة على صدارته في “البريميير ليغ” والعودة بقوة إلى صدارة سباق الهدافين في أوروبا.
وهكذا، يبقى مبابي هو بطل الحذاء الذهبي الأوروبي، متوّجًا بفارق الأهداف الذي عزَّز اسمه في صفحات تاريخ الكرة، فيما تنتظرنا جولة جديدة من المنافسة المثيرة على هذا اللقب الأسطوري في موسم 2025–2026.