
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انفجارًا غير مسبوق في وجه محمد صلاح بعد تعثر ليفربول أمام برايتون (3-2) في الجولة الـ37 من الدوري الإنجليزي الممتاز، ويبدو أن جماهير “الحمر” لا تكتفي بانتقاد الأداء الدفاعي الهزيل لفريقهم بل تتّهم إدارة ومدرب ليفربول بالتآمر ضد نجمهم المصري حرمانًا له من جائزة الحذاء الذهبي هذا الموسم.
تراجع خطير وهجوم لاذع
قبل أيام قليلة من نهاية الموسم، بدا كأن ليفربول يعاود الانزلاق نحو عادة التعثر المتكررة منذ حسم اللقب في الجولة الـ34.
وضمن منافسات قبل الأخيرة في “البريميرليج”، تقدّم الريدز مبكرًا عبر كرة متقنة من هارفي إليوت في الدقيقة التاسعة، لكن أصحاب الأرض ردّوا بهدف التعادل لليبي ياسين العياري (32’)، ثم أعاد دومينيك سوبوسلاي التقدم لصلاح وتيمنز بهدف في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول (1+45’).
غير أن كارثة الخط الخلفي ظهرت مجددًا، إذ أمّن برايتون فوزًا قاتلًا بفضل هدفي الياباني كايو ميتوما (69’) والوافد الجديد جاك هينشلوود (85’)، ليكون هذا التعثر الثالث تواليًا بعد خسارة تشيلسي (3-1) وتعادل أرسنال (2-2).
أرقام صادمة لصلاح
لم ينقذ محمد صلاح قائد ليفربول ولاعب الموسم “الذهبي” أداء الريدز السيئ، فالإحصائيات تؤكد أن الفرعون المصري عاش ليلة مغايرة تمامًا لصوره المعتادة.
في 90 دقيقة على ملعب “فالمر”، لم ينجح صلاح في صنع أي فرصة حقيقية للتسجيل، واكتفى بخلق فرصتين ضعيفتين لزملائه، ونجح في تسديد ست محاولات منها اثنتان فقط على المرمى.
- عدد لمسات الكرة: 39
- المراوغات الناجحة: 5 من 10 (50%)
- الخسائر الثنائية: 7 من 9
- فقدان الكرة: 10 مرات
هذه الأرقام أثارت موجة استنكار واسعة عبر تويتر، حيث وصفه بعض نشطاء “بأنه يؤدي تحت ضغط موجه”.
“مؤامرة الأنفيلد” تتصدر الترند

سرعان ما تصدرت هاشتاغات مثل #مؤامرة_ليفربول و#صلاح_ضحية_أنفيلد قائمة الأكثر تداولًا، بعد أن رأى عديد من المتابعين أن أرني سلوت، مدرب الفريق، وبقية الطاقم الفني عمدوا إلى إراحة صلاح في الجولات السابقة بشكل استفزازي ليحرموه من تعزيز أرقامه قبل المعركة الأخيرة على الحذاء الذهبي.
كتب أحد المغردين:
“لو كان بُعيد نهاية الدوري حقًا، لماذا لا يُمنح صلاح الراحة الكاملة ويُترك للمشاركة في المباراة الأخيرة فقط؟ يبدو أن ليفربول لا يريد أن يحصد الحذاء الذهبي!”
وعلق آخر:
“هذه خطة واضحة لإيقاف محمد صلاح عن التسجيل ضد برايتون، دفاع بلا روح وأوامر بعدم دعم صلاح هجومياً. أنفيلد تحول إلى مسرح مؤامرات ضد نجمه!”
حتى بعض صفحات الفانز الرسمية أعادت نشر شائعات عن “مؤتمرات سرية” بين الجهاز الطبي والمدرب لبحث طرق الحفاظ على صلاح بعيدًا عن جائزة الحذاء، بذريعة “حماية اللاعب من الإرهاق”.
معركة الحذاء الذهبي تتأزم

يبقى هدف صلاح الأساسي هذا الموسم هو معادلة رقم أسطورة الأرسنال تييري هنري في صناعة الأهداف (20 تمريرة حاسمة)، وتحقيق الحذاء الذهبي الأوروبي.
لكن بعد فشله في التهديف أمام برايتون، توقف رصيده عند 28 هدفًا (56 نقطة). وفي المقابل، يتقدم كيليان مبابي (ريال مدريد) إلى 29 هدفًا (58 نقطة)، بينما لا يزال المتصدر فيكتور جيوكيريس (سبورتنج لشبونة) عند 39 هدفًا (78 نقطة) بعد نهاية الدوري البرتغالي.
يبقى أمام صلاح فرصة أخيرة في جولة الختام ضد كريستال بالاس في 25 مايو، لكنه سيحتاج لـثنائية “قاضية” مع توقف مبابي عن التسجيل في مواجهة ريال سوسييداد (24 مايو)، وستكون مهمة شبه مستحيلة إن استمر ليفربول بتجاهل نجمهم في النهاية الصعبة.
مواقف حادة من كبار اللاعبين والنقاد
لم يقتصر النقد على الجمهور، بل امتد إلى أسماء كبيرة في الإعلام الإنجليزي.
وصفه جيمي كاراجر بـ"محاصر داخل خطة لا تقدّر إمكانياته"، فيما انتقد ريو فرديناند "تراجع دوره المحوري إثر تغييرات تكتيكية مفاجئة من رولز رايسيرتش".
أما محلل “سكاي سبورتس” دان ووتون فقال:
“صلاح ليس اللاعب نفسه أمام برايتون، لكنه في النهاية ضحية منظومة فنية غير متماسكة منذ يناير الماضي.”
الختام: هل ينقذه “أنفيلد”؟
مع دخول ليفربول آخر محطات الموسم، تبدو الأمواج عاتية في وجه محمد صلاح.
جماهير الأنفيلد وأسطورة “الحذاء الذهبي” المهدور جعلت من هذا الأسبوع أكثر أيام الموسم إثارة للخلاف.
وحدها الجولة الأخيرة ستكشف ما إذا كان الفرعون المصري قادرًا على قلب الطاولة على “مؤامرة الأنفيلد” واستعادة أمجاده، أم سيظل عنوانًا جديدًا لمفاجآت سلبية لم تتوقف منذ حسم اللقب.