كيليان مبابي يتربع على عرش صانعي الأهداف في تاريخ منتخب فرنسا رغم الخسارة أمام إسبانيا

9 days ago

مبابي

خلفيات اللقاء وأهمية ضربة المرمى

قبل مواجهة إسبانيا كان المنتخب الفرنسي قد تألق على مدار البطولة ليتأكد تأهله إلى المربع الذهبي بعد تجاوزه منتخب إنجلترا في ربع النهائي.

وسعى نجوم الديوك بقيادة مبابي لتحقيق التأهل إلى النهائي للظفر بلقب دوري الأمم الأوروبي، وسط تباين كبير في الآراء حول قوة الأداء الدفاعي والهجومي لدى الفريقين.

انطلق لقاء نصف النهائي في أجواء حماسية على استاد سان سيرو في مدينة ميلانو الإيطالية يوم الخميس الرابع من يونيو 2025، لترتفع درجة الإثارة والحماس بين الجماهير الفرنسية والإسبانية على حد سواء.

ومع بداية المباراة بدا واضحًا أن مبابي يدخل اللقاء بحماس استثنائي لإثبات جدارته بجائزة أفضل لاعب عالمي لهذا الموسم رغم خروج مبكر محتمل للمنتخب من هذه البطولة القارية.

بداية مثيرة لصانع الأهداف

منذ صافرة البداية أثبت مبابي قدرته على الاختراق من العمق وملامسة دفاع إسبانيا بأسرع تقدماته على الأطراف والعمق، إذ أعاد رغبته في التسجيل مبكرًا عندما حصل على ركلة جزاء بعد تنفّسه خلف دفاع لاروخا في الدقيقة 23 وسدد الكرة بنجاح على يسار الحارس الإسباني معلنًا هدف الديوك الأول.

لم يمضِ وقت طويل حتى اهتزت شباك فرنسا مجددًا عندما تسبب الضغط المتكرر لمبابي على المدافع دانيال فيفيان في تسجيل الأخير هدفًا بالخطأ في مرمى منتخب بلاده ليصبح رصيد لاروخا هدفين مقابل هدفين للمنتخب الفرنسي بنهاية الشوط الأول بنتيجة 2-2.

لكن الحماسة الحقيقية ظهرت في الشوط الثاني عندما نفّذ مبابي تمريرته الحاسمة إلى ريان شرقي في الدقيقة 78 وساهم بذلك في معادلة الرقم القياسي لزميله جريزمان، قبل أن تسكن الكرة شباك إسبانيا بواسطة الشركي نفسه.

تحطيم الرقم القياسي وإزاحة جريزمان

ما إن تمكّن مبابي من توقيع التمريرة الحاسمة حتى انطلقت أنظار الجماهير والإعلام صوب الرقم التاريخي الذي كان يحمله أنطوان جريزمان برصيد 30 تمريرة حاسمة، ليقتنص مبابي هذا الرقم ويصبح صاحب أكثر تمريرة حاسمة في تاريخ منتخب الديوك الفرنسي بعد أن رفع رصيده إلى 31 في 89 مباراة دولية.

هذا الإنجاز يؤكد ما يزيد عن معدّله التهديفي فحسب، بل يُعزّز قدرته على صناعة الفرص وقيادة الهجمات المنظمة بشكل يليق بنجوم الجيل الحديث.

ومما زاد من قيمة اللحظة أن تحقيق هذا الرقم جاء في ظل تساوي مسابقة نصف النهائي مع منتخب إسبانيا القوي، ما أكسبه وزناً إضافياً وسط منافسين عالميين يقاتلون على كل التفاصيل للفوز بالألقاب الفردية والجماعية.

تداعيات الانتصار الشخصي وسط هزيمة الفريق

مبابي

على الرغم من الفرحة المؤقتة بتحطيم رقم جريزمان، حافظت أجواء الملعب على وطأة الخيبة الفرنسية عقب نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بنتيجة 5-4 لصالح المنتخب الإسباني.

وفي أجواء ختام اللقاء بدا واضحًا أن لاعبي فرنسا بدا عليهم الإحباط بعد ضياع فرصة الوصول إلى النهائي الذي كان من الممكن أن يمنحهم دفعة معنوية قبل النهائيات الكبرى القادمة.

وفي تصريح مقتضب بعد المباراة عبر قناة SWR الألمانية، اعتبر الناقدون أن مبابي قدّم مردودًا فرديًا يستحق الإشادة بينما الفريق عمومًا لم يتمكن من ضبط خطوطه الدفاعية وتحويل التفوق الهجومي إلى استفادة على النتيجة النهائية.

ورغم أن مبابي قد أضاف هدفًا شخصيًا آخر إلى سجله الدولي، فإن الهزيمة أطفأت بريق فرحة الرقم التاريخي مؤقتًا.

إنجازات موسمية تدعم الحظوظ الدولية

يأتي هذا الرقم القياسي ليُمثل تتويجًا لموسم مبابي اللافت سواء مع المنتخب أو رفقة ناديه ريال مدريد الإسباني الذي عبر معه عن استقرار كبير في الأداء وقاد الفريق الملكي للمنافسة بقوة على لقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.

وحَتى قبل اللقاء كان مبابي قد سجّل أكثر من 40 هدفًا وصنع قرابة 25 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات الرسمية على مستوى الأندية، مما يعكس تطوّره إلى لاعب متكامل يمكنه اللعب على الجناح الأيسر أو في عمق الهجوم والاختراق من الخلف بفضل سرعته واستغلاله الذكي للمساحات.

كما لا يمكن إغفال ظهوره اللافت مع منتخب فرنسا خلال التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية المقبلة حيث سجّل في تلك التصفيات أكثر من 10 أهداف وصنع آخرين، ما يجعل استمراره في قيادة هجوم الديوك مرهونًا بمزيد من التطوّر للعب دور أكبر في البطولات الكبرى سواء على المستوى القاري أو العالمي.

التحديات المقبلة وفرصة التعويض

مبابي

بينما يستعد المنتخب الفرنسي للتأهب للمواجهات القادمة في دوري الأمم الأوروبية والمنافسات الودية الاستعدادية لمباريات تصفيات كأس الأمم الأوروبية، يبقى مبابي العامل الأساسي الذي يعتمد عليه المدربون لحسم المباريات الكبرى واستعادة الروح المعنوية بعد صدمة الخروج أمام إسبانيا.

وفي ظل قرب انطلاق منافسات كأس العالم للأندية على مستوى الأندية، أيًا كان مصير ريال مدريد في الأدوار النهائية من دوري الأبطال، يبدو أن مبابي سيظل تحت المجهر لتحقيق مزيد من الأرقام القياسية سواء على صعيد التهديف أو صناعة الفرص.

ومن المتوقع أن يكون لدوره في المباريات المقبلة صدى كبير بين المتابعين وخبراء كرة القدم باعتباره الشاب الذي بات يُقارن كثيرًا بأساطير الكرة الفرنسية أمثال زين الدين زيدان وتيري هنري في تأثيره داخل المستطيل الأخضر.

خلاصة موجزة

رغم إخفاقه وفريقه في بلوغ نهائي دوري الأمم الأوروبية بعد الخسارة أمام إسبانيا بنتيجة 5-4، إلا أن كيليان مبابي حقق رقماً تاريخياً جديداً بتجاوزه زميله أنطوان جريزمان وتجديد اسمه في صفحات سجل أفضل صانعي الأهداف للمنتخب الوطني برصيد 31 تمريرة حاسمة.

ويرمز هذا الإنجاز إلى الدافع القوي لمبابي للإبقاء على موقعه ضمن أفضل لاعبي العالم عبر تقديم أداء هجومي مميز ودور قيادي على مستوى صناعة الألعاب مع منتخب الديوك ومنافسته القوية على الجوائز الفردية الكبرى، الأمر الذي يبقيه تحت أنظار الجماهير ومتابعي مواقع أخبار الكرة العالمية في قادم المواجهات.

المزيد من المقالات