لحظة طريفة في معسكر منتخب فرنسا
شهد معسكر منتخب الديوك الفرنسية لقطة طريفة جمعت النجم كيليان مبابي وزميله ماركوس تورام أثناء تهنئة الثنائي العائد من دوري الأبطال زميلهم عثمان ديمبيلي بهذا الإنجاز الكبير، وتبين أن مبابي لم يستطع كبح نفسه عند رؤية تورام يشارك في التصفيق بطريقة أثارت ضحكه أمام الجميع.
تألق ديمبيلي في النهائي الأوروبي
تعود البداية إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي أقيمت في ميونخ حيث تألق ديمبيلي بصناعة هدف أو أكثر في فوز باريس سان جيرمان على إنتر ميلان بخماسية نظيفة في نهائي استثنائي لهذا الموسم. ولعب ديمبيلي دورًا محوريًا وسجل اسمه بمصاف أبرز نجوم برشلونة وباريس سان جيرمان بفعل سرعته ومهاراته الفنية المميزة.
تكريم ديمبيلي من زملائه في المنتخب
بعد نهاية المواجهة الكبيرة، عاد الثلاثي إلى التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني الفرنسي لاستكمال التحضيرات قبل خوض نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية أمام إسبانيا في شتوتغارت. وقبل انطلاق المران الافتتاحي، حرص لاعبو الديوك على تكريم ديمبيلي الذي حمل جواز سفره الفرنسي ورفع الكأس القاري الثمين في نهاية الموسم الأوروبي، فأحاط به جميع الزملاء لتهنئته وتركيزهم على لحظة الفرحة التي تمثل تتويج ديمبيلي وكأنه يذكرهم بما قدمه قبل أسابيع قليلة.
تورام.. بين الخسارة والروح الجماعية
ورغم أن أجواء الاحتفال جاءت رائعة إلا أن ماركوس تورام اضطر للانضمام للصفوف وقرع كفوفه بحماس من أجل مشاركة ديمبيلي فرحته رغم أن الفريق الذي يلعب له تورام خسر في النهائي الأوروبي وتلقى خسارة قاسية أمام باريس سان جيرمان. وأظهر توتراً في ملامحه، لكنه التزم بالانضباط الكروي وسار بين رفقائه ليعبر عن الروح الجماعية التي تفرضها ثقافة المنتخب الفرنسي.
ضحكة مبابي تثير الجدل داخل المعسكر
وعند لحظة التصفيق بشكل متزامن، ظهر مبابي إلى جوار تورام وفجأة سمع الجميع ضحكة مبابي الساخرة التي غرقت وجه تورام في الاحمرار وتسببت في موجة من الابتسامات بين اللاعبين الآخرين ومع الجهاز الفني. حتى إن بعض الحاضرين وجهوا هواتفهم لتصوير اللقطة الكوميدية التي اختزلت أمراً معيناً في علاقة زملاء الفريق والود المتبادل بينهم. فبرغم التنافس داخل الأندية، يظل الغزل والفكاهة صفتين رائعتين عند المنتخب.
ردود فعل الجمهور والنقاش الإعلامي
غير أن لقطة مبابي لم تمر دون أن تثير جدلاً واسعاً بين جماهير الكرة في إسبانيا وفرنسا، وكان لافتاً تداول المقطع المرئي عبر حسابات معنية بالمنتخبات حيث ظهر مبابي وهو يشير إلى تورام بعدم وجود سبب يدعوه للمشاركة في الاحتفال نفسه، بالنظر إلى أن ناديه عانى الهزيمة المؤلمة في النهائي الأوروبي. وقال البعض إن ضحكة مبابي ربما كانت نابعة من التنافس الطريف الداخلي بين لاعبي ريال مدريد وباريس سان جيرمان في المواجهات الأوروبية السابقة، واعتبرها البعض رفضاً ضمنياً لطريقتهم في التهنئة لزميلهم الجديد في صفوف فرنسا.
ديشان يخفف من حدة اللقطة
على صعيد آخر، أدرك المدير الفني ديدييه ديشان الموقف الهزلي مباشرة وحاول التخفيف من وقع اللقطة من خلال توجيه نكتة خفيفة للوجوه التي بدأت تتأثر، وطمأن وسائل الإعلام بعد التدريب بأن مبابي لم يقصد الإساءة إلى تورام بقدر ما أراد التعبير عن حس الدعابة الذي يرافق نمطه الشخصي في التدريبات والمعسكرات. وأضاف أن جميع اللاعبين يعرفون بعضهم جيداً ويوجد بينهم تفاعل طبيعي يمزج بين الجدية أثناء التدريب والمرح في أوقات الاستراحة.
المنافسة الشرسة في خط هجوم فرنسا
تأتي هذه الواقعة في ظل منافسة شرسة بين مبابي ونجوم هجوم آخرين مثل أوليس وديزيري دوي وبرادلي باركولا والنجم عثمان ديمبيلي نفسه وغيرهم من الأسماء التي يفضلها ديشان في موقف هجومي قد يتغير بتغير شكل المباريات والخصوم المطروحة على الطاولة. حيث يسعى مدرب منتخب فرنسا إلى استثمار مهارات وإمكانات جميع المهاجمين لإنجاح مسيرته في دوري الأمم الأوروبية قبل المؤتمرات التدريبية التالية.
الخطة التكتيكية أمام إسبانيا
من ناحية تكتيكية، يعتمد ديشان على أسلوب هجومي قائم على اللعب المتحرر والتحول بسرعة بين الدفاع والهجوم في الجولة المقبلة أمام إسبانيا. معروف أنه يركز على الكرات المباشرة والوصول إلى المربع الفني للتحكم في إيقاع المباراة وجرّ المنافس للخروج من مناطقه الآمنة قبل تطبيق الضغط العالي. ونسق المباريات الصعب يظهر جلياً خاصة أمام إسبانيا التي تمتلك لاعبين من طراز فني رفيع يجيدون الاستحواذ والتمرير القصير.
مباراة نصف النهائي.. تحدي كبير
ستُلعب مباراة نصف النهائي بملعب "مرسيدس بنز أرينا" يوم الخميس المقبل في مواجهة قوية بين فرنسا وإسبانيا وهي تعد محطة صعبة للغاية نظراً لأن المنتخب الإسباني يتمتع بخيارات هجومية متعددة منها فابيان رويز وبيدري وديفيد ألابا والحارس يوان أونانا الذين يقفون حجر عثرة أمام أي خطة هجومية ناجحة ويصعب اختراق دفاعهم المحكم.
التحدي الفرنسي لإعادة الاعتبار
أما منتخب فرنسا فهو مطالب برد الاعتبار لما حدث في نسخة سابقة من المسابقة حيث خسر المواجهة النهائية عام 2021 في البرتغال أمام المنتخب البرتغالي بركلات الترجيح بعد لقاء انتهى بالتعادل الإيجابي.
مواجهة ألمانيا أو البرتغال في النهائي؟
وإذا نجحت فرنسا في تخطي عقبة إسبانيا، فسيواجه الفائز من مباراة ألمانيا والبرتغال التي ستقام غداً، حيث تبدو مواجهة نارية بين منتخبي الصفوة الأوروبيين خاصة أن اللقاء سيلمع فيه نجم مثل كريستيانو رونالدو من جانب البرتغال أو لاعبين أمثال إرلينج هالاند وكايلر نافاس من جانب ألمانيا، مما يزيد الضغط على كتيبة ديشان واللاعبين الذين يدرسون خياراتهم قبل دخول أجواء الحسم والتألق.
مبابي يؤكد جاهزية الفريق
وفي هذا الإطار أكد مبابي في تصريحات تالية للقاء أنه يتفهم تماماً قسوة كرة القدم وأن مباراة نصف النهائي ستكون صعبة للغاية، لكنه يثق بإمكاناته وإمكانات زملائه الذين يوفرون له الدعم اللازم داخل المستطيل الأخضر وخارجه خاصة في الأوقات التي تتطلب تركيزاً عالياً وحالة معنوية مرتفعة لتعويض أي خطأ محتمل قد يؤثر في مسار اللقاء. وأضاف مبابي أن مثل هذه المواقف الطريفة التي تحدث في المعسكر لا تقلل أبداً من حجم أهداف المنتخب، لأن الأهم هو ظهور صورة الفريق المتماسك أمام الجماهير وتحقيق نتيجة إيجابية.
النهائي المنتظر.. والجميع تحت الأضواء
في الختام تبقى مباراة نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية بين فرنسا وإسبانيا محطة بارزة في أجندة كرة القدم الأوروبية خلال هذا الصيف، وستكشف الكثير عن مدى قدرة ديشان على إدارة الأزمات التكتيكية والمعنوية داخل غرف الملابس. ولعل لقطة مبابي وتورام هي مجرد مقدمة لما يمكن أن نراه من توتر ومواقف طريفة وحماسية داخل معسكرات المنتخبات قبل خوض أكثر المباريات المنتظرة في موسم 2025، حيث الأضواء ستسير دائماً نحو نجوم فرنسا وسيمثلون الدور الأبرز في صناعة الفارق أمام خصومهم القومية والأوروبية على حد سواء.
