
تصاعدت موجة الجدل في الساعات الماضية بعد تصريحات مثيرة للمرشح السابق لرئاسة نادي برشلونة توني فريكسا التي هدفت إلى التقليل من قيمة الأرقام التي حققها النجم الفرنسي كيليان مبابي في موسمه الأول بقميص ريال مدريد.
“موسم مبابي كان أفضل من موسم ريال مدريد بشكل عام، لأن موسم الميرينغي كان سيئًا للغاية. لكن موسم مبابي لم يكن بالقدر الذي نتمناه جميعًا.”
“أرقامه مذهلة حقًا… لكنني أؤكد أنها أرقام مزورة.”
حصاد مبابي في أول موسم
خلال موسمه الأول (2024–2025)، سجّل مبابي:
- 31 هدفًا: في الليجا من 38 مباراة أساسية.
- 7 أهداف: في دوري الأبطال الأوروبي.
- 12 تمريرة حاسمة: في الدوري الإسباني فقط.
وكان هذا كفيلاً بأن يمنحه:
- جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي: لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية.
- جائزة بيسيتيشي: كأفضل هداف في الليجا.
- المركز الثاني: في قائمة صناعة الفرص داخل الفريق.
ردود الفعل على تصريحات فريكسا
أثارت تصريحات فريكسا رد فعل عنيف من جماهير ريال مدريد الذين رأوا أن الانتقاد غير مبرر:
- اللاعب حافظ على معدل تهديفي: لم يحققه أي لاعب جديد منذ كريستيانو رونالدو.
- ساهم في إعادة الهيبة: لهجوم الملكي بعد سنوات من الضعف.
- دخل التاريخ: كأول لاعب أجنبي يسجل أكثر من 30 هدفًا في موسمه الأول.
بينما رحب جزء من جماهير برشلونة بالتصريحات باعتبارها “صوتًا نقديًا” يُقلل من أهمية التعاقدات الكبرى لريال مدريد.
مصدر الانتقاد… ركلات الجزاء؟
يرى فريكسا أن:
- ريال مدريد حصل على 14 ركلة جزاء: هي الأعلى في تاريخ النادي.
- مبابي استغلها لإضافة أهداف سهلة: مما زاد من معدلاته التهديفية.
- الإحصائيات لا تعكس الصورة الكاملة: عن مستواه تحت الضغط الحقيقي.
“من حق أي لاعب أن يسجل من ركلة جزاء، لكن إذا نظرت إلى عدد الأهداف التي تحققت عبرها، فإن الإحصائيات لا تعكس المستوى الفني الحقيقي.”
الواقعة التي أثارت الشكوك
لم تقف الانتقادات عند ركلات الجزاء فقط، بل شملت أيضًا لقطة البطاقة الحمراء التي تلقاها مبابي في مباراة خيتافي، حيث قال فريكسا:
“الحركة كانت تستحق إيقافًا لمدة أربع مباريات على الأقل، لكن الحكم اكتفى بالإيقاف لمباراة واحدة فقط… وهذا يضع علامات استفهام حول العدالة في التعامل مع اللاعبين الكبار.”
واعتبر البعض أن هذه اللقطة تناقض فكرة "اللاعب المحترف"، وهو ما يجعل من الضروري إعادة النظر في تقييم أدائه من منظور شامل وليس مجرد تسجيل أهداف.
ردود فعل الصحافة الإسبانية
انقسمت الصحافة الرياضية في إسبانيا حول القضية:
- ماركا: نشرت تحقيقًا حول مدى تأثير ركلات الجزاء على أرقام مبابي.
- موندو ديبورتيفو: أشارت إلى أنه لا يمكن تجاهل مستوى اللاعب في ظل الأداء العام للميرينغي.
- سبورت: رأت أن مبابي ليس المسئول الوحيد عن انخفاض المستوى الجماعي للفريق.
وقال عميد المحللين في “ماركا”:
“إذا كنت تقيم مبابي بأرقام الموسم فقط، فأنت تتجاهل الجانب الأهم وهو: هل ساهم في ترجيح كفة الفريق في المواجهات الكبرى؟ أم أن الأداء الجماعي غاب؟”
مقارنات تاريخية… هل مبابي أفضل من سابقيه؟

عند مقارنة مبابي بمن سبقه:
- إيدن هازارد: سجل 12 هدفًا في موسمه الأول (2019–2020).
- كريم بنزيما: استغرق ثلاث مواسم ليصل إلى مستوى 26 هدفًا في الدوري.
- أنخيل دي ماريا: لم يحقق نفس الرقم التهديفي رغم دوره الهجومي الواضح.
وهذا يُظهر أن مبابي قد يكون أحد أسرع المهاجمين الأجانب تكيّفًا مع الفلسفة الملكية، حتى لو لم يُترجم ذلك إلى ألقاب جماعية.
دور المدرب وتخطيط أنشيلوتي
وضعت إدارة ريال مدريد آمالاً كبيرة على مبابي عند التعاقد معه، كجزء من استراتيجية إعادة تشكيل الفريق بعد رحيل:
- لوكا مودريتش.
- توني كروس.
- ماركو أسينسيو.
ويستخدم المدرب كارلو أنشيلوتي اللاعب كجناح أيمن أو مهاجم ثانوي، لتحقيق:
- السرعة في الانتقال: من الدفاع إلى الهجوم.
- الاختراق في العمق: خلف خطوط الخصوم.
- التحكم في إيقاع المباراة: عندما يصبح اللعب ضاغطًا.
الضغط النفسي والتكيف مع المرينغي
كان واضحًا أن مبابي واجه ضغوطًا ذهنية عالية منذ بداية مشواره مع القميص رقم 7:
- القميص التاريخي: الذي ارتداه أساطير مثل راؤول وكريستيانو.
- التوقعات الكبيرة: من الجمهور والصحافة.
- غياب الألقاب: رغم الأداء الفردي المميز.
وهو ما جعله يصرح في أكثر من مرة:
“الهدف الفردي لا يعادل فرحة الفريق حين يرفع الكأس… أعرف تمامًا طبيعة الضغط هنا، لكنني أؤمن بأنني بدأت الطريق الصحيح.”
مستقبل مبابي… هل سيُثبت ذاته في الموسم الثاني؟
رغم كل الانتقادات، تظل الحقائق الإحصائية والميدانية تؤكد أن:
- الموسم الأول: كان استثنائيًا من حيث الأداء الفردي.
- الموسم الجديد: سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرته على المنافسة على الألقاب.
- الإدارة تدعمه: بمشروع طويل الأمد يتجاوز مجرد تسجيل الأهداف.
والجميع الآن ينتظر كيف سيتعامل مبابي مع:
- الموسم القادم: الذي سيشهد تغييرات في التشكيلة.
- التحديات الجديدة: في دوري الأبطال والكلاسيكو.
- الضغوط المتزايدة: سواء من الإدارة أو الجماهير.
الجدل حول الأرقام… هل تُحسب الأهداف أم الأثر؟

يجدد النقاش حول:
- أهمية الأرقام الفردية: في قياس مستوى اللاعب.
- أوسع من مجرد تسجيل: مثل التأثير في اللحظات الحاسمة.
ويرى الخبراء أن:
- النجاح الجماعي: هو ما يصنع الفارق الحقيقي.
- الأداء الفردي: يُظهر الموهبة، لكنه لا يصنع البطل.
خاتمة… هل تستمر الحرب الباردة؟
رغم الانتقادات، يبقى مبابي واحدًا من أعظم المواهب التي انضمت لريال مدريد في العقد الأخير.
أما بالنسبة لتوني فريكسا، فهو يُعيد تسليط الضوء على:
- كيف يُستخدم اللاعب: ضمن مشروع فني أكبر.
- كيف تُحسب الإحصائيات: في كرة القدم الحديثة.
- وهل يمكن للاعب فردي: أن يُنقذ فريقًا بأكمله؟
الموسم المقبل سيحمل الإجابة، أما الآن فالجدل مستمر، والنقاش مفتوح.