عودة الديربي الإسباني الإيطالي إلى سان سيرو
حل برشلونة ضيفًا على ملعب سان سيرو ليلة الثلاثاء في مواجهةٍ أشعلت حماس مشجعي الفريقين، خاصةً وأن لقاء الذهاب في ملعب الكامب نو قد انتهى بالتعادل 3–3. ومع تألق ليامين يامال ورافينيا وفيران توريس في الذهاب، استبسل إنتر في دفاعه وسجل ماركوس تورام ودينزل دومفريس أهدافًا أرجأت الكاتالونيين عن مرماهم.
في مباراة الإياب، تقدّم برشلونة بثلاثيةٍ عبر يامال وتوريس وهدفٍ بالخطأ في مرمى سومر، قبل أن يعود إنتر ويعادل بمالينو وغوليشيتش وفرانشيسكو أتشيربي (3–3) في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع. ومع نهاية التسعين دقيقة، دخل الفريقان في شوطين إضافيين، حيث نجح دافيد فراتيسي في خطف هدف الفوز (4–3) في الدقيقة التاسعة من الشوط الإضافي الأول، قبل أن يحافظ الحارس يان سومر على نظافة شباكه ويودّع إنتر نهائيًا برفع رصيده إلى 7–6 في مجموع المباراتين.
مغادرة المدرجات قبل انتهاء الشوط الأصلي
قبل أن ينجح أتشيربي في فرض التعادل، بدا أن قسماً من جماهير إنتر فقد الأمل في قدرة فريقهم على العودة للمواجهة. فقد غادر عددٌ لا بأس به من أنصار “النيراتزوري” في الدقيقتين الأخيرتين من الوقت الأصلي، حين كانت حظوظ برشلونة تبدو الأقوى. وقد شوهدوا وهم يتجهون نحو بوابات الخروج، تاركين خلفهم منصةً مشتعلةً تؤكد أن ملعب سان سيرو لا يعرف الانكسار بسهولة.
الأمن يطبق قاعدة “لا عودة للمترددين”
لم تمضِ إلا دقائق معدودة حتى عاد بعض هؤلاء المشجعين يندمون على قرارهم ورغبتهم في مشاهدة الأشواط الإضافية، فتوجهوا إلى بوابات الاستاد طالبين إعادة دخولهم. لكن رجال الأمن كانوا قد اتخذوا قرارًا صارمًا بعدم السماح لأي مشجعٍ يغادر المدرجات في الشوط الأصلي بالعودة إليها. وقد بثّت شبكة “TNT Sports” فيديوً صادمًا يُظهر إنترِّيين وهم يلوحون بتذاكرٍ شرعيّةٍ أمام الحواجز الأمنية، بينما يرددون:
“نحمل تذاكرٍ شرعيّةً، كيف لا ندخل وقد دفعنا الثمن كاملاً؟”
غير أن عنصرًا أمنيًا أجابهم بحزم:
“لا استثناءات. من غادر المدرجات قبل النهاية لا يعود!”
ردود الفعل بين الجماهير والإعلام
سرعان ما انتشرت هذه الواقعة عبر مواقع التواصل، حيث عبّر عددٌ من أنصار إنتر عن استيائهم: “أضاعوا علينا لحظةً تاريخيةً”، و”هذه قسوةٌ خانقةٌ لا تُطاق”، بينما رأى آخرون أن “من يحزن لفوات 15 دقيقةً من كرة القدم لا يستحق دعم الفريق”.
وأشارت صحيفة “لاجازيتا ديلو سبورت” الإيطالية إلى أنّ القرار جاء ضمن بروتوكولٍ أمنيٍّ تمَّ اختباره في مبارياتٍ سابقةٍ لتجنّب مخالفاتٍ قد تحدث عند إعادة فتح البوابات، مُبرزةً الأمر بضرورة الضوابط الأمنية المشدّدة في المباريات القارية.
الدرس الأكبر: البقاء حتى صافرة النهاية
لعلّ أبرز رسالةٍ خرجت للمشجعين هي “لا تترك المدرجات قبل انتهاء المباراة”، إذ أن ما خسرته تلك الفئة من فرصةٍ لحضور هدفٍ حاسمٍ لإتشيربي، وفرصةٍ لترقب معانقة اللاعبين الفوز والتأهل، أمرٌ لا يُعوَّض حتى لو لم تشهد المشاهد الخماسية للأشواط الإضافية.
وقد أكد مصدرٌ داخل نادي إنتر لصحيفة “كوريري ديلا سيرا” أن إدارة الفريق لا تساهم في مثل هذه القرارات الأمنية، وإنها قد طالبت بتوفير خياراتٍ بديلةٍ للمشجعين الذين يضطرون للمغادرة قبل النهاية لأسبابٍ طارئةٍ (مرض، أعمالٍ عاجلةٍ).
ما بعد الخسارة والتأهيل الإجباري
بعد انتهاء رحلة إنتر في الموسم الحالي من دوري الأبطال، ينتظر الفريق الإيطالي في نهائي ميونيخ الفائز من لقاء باريس سان جيرمان ضد أرسنال (1–0 ذهابًا). وعلى الصعيد المحلي، يسعى الإنتر لاستعادة تركيزه في الكالشيو، حيث لا يزال ينافس بقوةٍ على صدارة ترتيب الدوري الإيطالي.
يبقى أن تكون هذه الواقعة درسًا للمدرجات الأوروبية: فعندما تتراقص القلوب على هدفٍ يعادل النتيجة أو يقلب الطاورة، فإن من يغادر يفوّت معانقة التاريخ بأم عينيه. وفي سان سيرو، باتت القاعدة صارمةً: البقاء حتى الصافرة الأخيرة عنوانٌ لولاءٍ لا يعرف الاستسلام.
