حقق برشلونة انتصارًا لا يُنسى على غريمه التقليدي ريال مدريد بنتيجة 3-2 في نهائي كأس ملك إسبانيا، في مباراة دراماتيكية جمعت بين الإثارة، الإصرار والعزيمة حتى آخر لحظة. وكان النجم الإسباني فيران توريس من أبرز أبطال هذا الإنجاز، بعدما ساهم بهدف حاسم أعاد فريقه إلى أجواء اللقاء قبل دقائق من نهاية الوقت الأصلي.
تصريحات توريس الصريحة
توريس، الذي دخل قائمة المسجلين بهدف التعادل في الدقيقة 84، تحدث لوسائل الإعلام عقب اللقاء، حيث سلط الضوء على الأسباب الحقيقية خلف الريمونتادا التاريخية التي قادت برشلونة لحصد اللقب في أمسية كروية لا تنسى على أرض ملعب لاكارتوخا بمدينة إشبيلية.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة "ماركا" الإسبانية، قال توريس: "اليوم حققنا لقباً غالياً جداً بالنسبة لنا. يجب أن نستمتع بهذا التتويج لأنه جاء بعد معاناة وجهد كبيرين". وأضاف مهاجم برشلونة: "هذه الروح جزء من ثقافتنا الكروية. نحن في برشلونة لا نفقد الأمل مهما كانت الصعوبات، واليوم أثبتنا ذلك مجددًا. نمتلك جينات الفوز والرغبة الدائمة في القتال حتى اللحظة الأخيرة".
الإيمان والعزيمة سر النجاح

توريس أكد أن شخصية الفريق كانت العامل الحاسم في قلب الطاولة على ريال مدريد رغم التأخر في النتيجة، مشيرًا إلى أن الإيمان بالقدرة على العودة كان حاضراً داخل نفوس اللاعبين حتى في أحلك لحظات اللقاء. وأوضح: "حتى الآن لم نُحلل تفاصيل ما حدث بدقة، ولكن ما أعرفه أن الإيمان والعزيمة كانا السلاحين اللذين قادا برشلونة لهذا الانتصار. الجميع كان يؤمن بإمكانية تحقيق الفوز حتى بعد أن تقدم ريال مدريد علينا".
أهمية الهدف التاريخي
أهمية الهدف الذي سجله توريس لا تكمن فقط في تعديل الكفة على أرض الملعب، بل في إعادة الحياة للفريق الذي كان مهددًا بفقدان اللقب لصالح الغريم، ليفتح الباب بعدها أمام جول كوندي لتسجيل هدف الانتصار القاتل في الشوط الإضافي الثاني.
طموحات برشلونة المستقبلية
برشلونة، الذي يعيش مرحلة تجديد وبناء مع المدرب الألماني هانز فليك، بات على أعتاب موسم مميز بعد هذا التتويج. ويأمل عشاق النادي الكتالوني أن يكون هذا اللقب بداية لمسيرة مظفرة، خصوصاً أن الفريق لا يزال ينافس على جبهتين قويتين هذا الموسم، هما الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
وفي هذا الإطار، أكد توريس أن طموحات برشلونة لا تتوقف عند كأس الملك فقط، بل تمتد إلى تحقيق المزيد من الألقاب، قائلاً: "نحن نمتلك ثقة كبيرة في أنفسنا، ونسعى لمواصلة القتال من أجل الفوز بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. هذا الموسم يمكن أن يكون تاريخياً بالنسبة لنا".
استعداداً للكلاسيكو القادم

وبينما يحتفل برشلونة بلقبه المحلي، فإن الأنظار بدأت تتجه بالفعل نحو المواجهة القادمة المرتقبة بين الغريمين في كلاسيكو الليجا، حيث سيلتقي برشلونة مع ريال مدريد مرة أخرى يوم 11 مايو المقبل على أرض ملعب لويس كومبانيس، في لقاء من المنتظر أن يكون حاسماً في تحديد هوية بطل الدوري الإسباني.
تاريخياً، عادةً ما تكون مواجهات الكلاسيكو محطات فاصلة في مسار المنافسة، وهذه المواجهة القادمة لن تكون استثناءً. برشلونة يدخل الكلاسيكو المقبل مفعماً بالثقة بعد التفوق الأخير في نهائي الكأس، فيما سيسعى ريال مدريد للثأر واستعادة هيبته في صراع الدوري.
رسالة قوية للمنافسين
الفوز الأخير لم يكن مجرد انتصار بل كان رسالة قوية لجميع منافسي برشلونة، بأن الفريق رغم إعادة البناء، يمتلك الروح القتالية والقدرة على تجاوز الكبوات وتحقيق البطولات. وقد أظهر أبناء المدرب فليك شخصية بطولية تُعيد إلى الأذهان أمجاد النادي الذهبية في السنوات الماضية.
في النهاية، يبدو أن فوز برشلونة التاريخي على ريال مدريد في نهائي كأس الملك ليس سوى بداية لقصة أكبر، قصة فريق يعود بقوة إلى الواجهة بقيادة مدرب جديد وجيل من اللاعبين الشباب المتعطشين للمجد، ومن ضمنهم نجم اللقاء فيران توريس الذي جسد بروحه وكلماته المعنى الحقيقي لشعار "أكثر من مجرد نادٍ".