روديجر ومبابي يضربان أتلتيكو بمزحة عنيفة تهز مدرجات مدريد
تواصل الاحتفالات الساخرة التي قادها أنطونيو روديجر إلى جانب كيليان مبابي جدل الجماهير والصحافة بعد تغريم دفاع ريال مدريد 40 ألف يورو من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وإيقافه مباراة واحدة مع التعليق المشروط للقرار إثر سخريته من مشجعي أتلتيكو مدريد عقب فوز “الميرينغي” في مباراة دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا وشهد اللقاء اندفاع روديجر ومبابي صوب مدرجات الخصم وهم يرفعون ركبهم في لقطة استفزازية أثارت حفيظة الجماهير الروخيبلانكوس وسرعان ما تحولت إلى قضية تأديبية كبرى
من جهته خرج روديجر في لقاءٍ مع شبكة Amazon Prime (نقل تقريره موقع sport1) ليدافع عن تصرفه ويؤكد أن ما حدث كان نابعاً من بروح المنافسة الخفيفة ولم يقصد فيه الإهانة بشكلٍ شخصي بل جاء رداً على صافرات وهتافات مسيئة وجهت لهم طوال مباريات الديربي ومع اعترافه بأن الموقف ارتبط بالتوتر الناجم عن ضغط الأجواء الساخنة في ملعب واندا ميتروبوليتانو قال المدافع الألماني “لعبنا ضد أتلتيكو وتعرضنا لصافرات وهتافات طوال المباراة ذهبنا إلى المدرج فقط لأن جماهيرنا كانت في القمة وأنا أمزح فقط وهذا جزء من روح كرة القدم”
وبالرغم من تأكيد روديجر على أن الاحتفالات كانت نابعة من المزاح دون نية للإساءة شخصياً سجل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم رقابه بتغريم اللاعب مبلغ 40 ألف يورو وإيقافه مباراة رسمية واحدة، مع تعليق الإيقاف لمدة عام كامل شريطة عدم تكرار سلوك مماثل وتأتي هذه العقوبة ضمن سياسة الاتحاد المؤيدة لمنع السلوك الاستفزازي للمحافظة على روح المنافسة النزيهة بين الفرق وأيضاً للحفاظ على سلامة الجماهير وضمان ألا تتحول الاحتفالات إلى أعمال منافية للأخلاق الرياضية
 |
وفي تحليلٍ فني للمشهد يوضح محللون أن التحرك الاستفزازي لروديجر ومبابي أمام جماهير أتلتيكو يعكس استراتيجية ذكية إلى حدٍ ما لكسر أجواء الضغط النفسي على لاعبي ريال مدريد وتعويضهم عن الهتافات والتوتر في المدرجات وهو ما يجسد جانباً من التكتيك النفسي داخل الملعب لكن محللين آخرين انتقدوا هذا الأسلوب معتبرين أن كرة القدم بحاجة لأقل قدر من التوتر الإعلامي وأعلى قدر من الاحترافية وروح الرياضة بعيداً عن السلوك المثار للجدل
هذا وتعد مواجهة أتلتيكو مدريد في دور الـ16 من دوري الأبطال محطة حاسمة لطريق ريال مدريد نحو المنافسة على اللقب الأوروبي فالفوز انعش آمال الفريق لتحقيق البطولة الثالثة على التوالي ليدخل بعدها الميرينغي استحقاقاً جديداً هو المشاركة في كأس العالم للأندية التي تنطلق في 18 يونيو الحالي في الولايات المتحدة ويبدأ الملكي مشواره بمواجهة الهلال السعودي حامل لقب دوري أبطال آسيا وسط طموحاتٍ كبرى لتعويض ضياع لقب الدوري الإسباني والخروج المبكر من كأس إسبانيا خلال الموسم المنصرم
وعلى مستوى التحضيرات للمونديال العالمي أكد الجهاز الفني لريال مدريد بقيادة كارلو أنشيلوتي أن تصرفات اللاعبين لن تؤثر على تركيزهم في التحدي القادم ضد الزعيم السعودي حيث يسعى الفريق للظفر بلقب كأس العالم للأندية للمرة الخامسة في تاريخه وبالتالي يدخل اللقاء بروحٍ قتالية عالية دون الاستسلام لأطياف الجدل الإعلامي وحيث سيعتمد أنشيلوتي على التوازن بين تعزيز الاستحواذ في وسط الملعب وبناء الهجمات من العمق وإشراك نجوم الهجوم مثل مبابي وفينيسيوس جونيور لقيادة خط المقدمة
 |
في المقابل يرفض الهلال السعودي الاستكانة أمام الاسم الكبير لريال مدريد وأعلن المدرب البرتغالي أنطونيو بيتزي عن خطة تكتيكية محكمة للحد من خطورة مفاتيح اللعب الميرينغي وبالأخص روديجر مبابي الذين أثارا جدلاً في الجولة الماضية وإن نجحت خطط الهلال في الاختبار العالمي فسيضخ ذلك دفعة نوعية لكرة القدم الآسيوية ويمنح المشجعين العرب والأتراك فكرة جديدة عن قدرة الفرق المحلية على مجابهة أقطاب القارة العجوز
وعبرت الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي عن انقسامها بين مؤيد لتبرير روديجر برحابة صدر باعتباره جزءاً من الإثارة الكروية وبين رافض يرصد خطورة استفزازه لجماهير الأتلتي محذراً من إمكانية تصعيد الموقف الأمني داخل الملاعب وإذا كانت الخطوة المثيرة للجدل قد حققت هدفها بنقل الضغط النفسي إلى المنافس فإن تكلفة العقوبة المالية والإدارية قد تؤثر على سمعة النادي واللاعبين لدى الاتحاد الأوروبي
وخلال الأيام القليلة القادمة سيُتابع المشهد عن كثب عشاق كرة القدم الأوروبية والعربية على حد سواء ليتبين ما إذا كانت عقوبة الـ40 ألف يورو والإيقاف المشروط ستردع سلوكاً مماثلاً أم ستظل تجارب الإثارة والتحدي جزءاً من ملحمة كرة القدم المعاصرة ويبقى السؤال الملقى على ألسنة المتابعين هل ينجح روديجر في جعل كرة القدم أكثر حيوية أم سيصبح مثالاً يُدرّس على أنه حد للإثارة داخل المستطيل الأخضر قبل خوض مغامرته العالمية مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية.
