من سيلتا فيجو إلى قلب الملاعب السعودية
هبط جابري فيجا (22 عامًا) في شتاء 2023 إلى العاصمة السعودية، قادمًا من صفوف سيلتا فيجو الإسباني مقابل 30 مليون يورو، مع عقدٍ ممتدٍ حتى صيف 2026 يضمن له صافي راتبٍ يبلغ 12 مليون يورو سنويًا. كثيرٌ هم أولئك الذين اعتبروا انتقاله “تضحيةً بالمسيرة الأوروبية”، لكن النجم الإسباني سرعان ما ردّ عليهم بفضّ احتكار صناعة الألعاب في قلب الملعب، مسجلًا 12 هدفًا وصانعًا 10 آخرين خلال 64 مباراة بقميص الأهلي، وبالتالي اعتلاء منصة الأبطال الآسيوية لأول مرة في تاريخ النادي.
ملامح أزمة العودة وأسباب “الحنين”
رغم النجاح اللافت في دوري روشن، أكدت تقاريرٌ من صحيفة “سبورت” الإسبانية أن فيجا “سئم” من الحياة الاحتفالية المبالغ فيها في الرياض وأنه بدأ فعليًا التمهيد لمسلسل عودته القارية بعد غيابٍ موسمين. وتشير المصادر إلى أن ثلاثة عوامل رئيسة تحفز جابري على مغادرة القارة الآسيوية:
- رغبةٌ في المنافسة على الألقاب الأوروبية: الحلم القديم بعبور أروقة “سانتياغو برنابيو” أو “واندا ميتروبوليتانو”.
- الضغط التكتيكي والشخصي: استشعاره تراجعًا في مستوى الاحتكاك مع نجوم الصف الأول، ما يُقلل من حماسته اليومية.
- عروضٌ مغريةٌ لا تُقاوم: ابتدأت اتصالاتٌ رسميةٌ من سيلتا فيجو لحسم عودته، فيما فتح نيوكاسل ومانشستر يونايتد خطًّا مباشرًا مع وكيله لبحث التفاصيل المالية والفنية.
ثلاثي أوروبا يتصاعد.. من سيحسم الصفقة؟
بحسب الصحفي الإسباني سانتي أونا، فإن الخارطة تشتعل بعد أكثر من اقتحامٍ هجومي:
- سيلتا فيجو: النادي الأصلي، الذي يحلم باستعادة نجمه لتدعيم خط الوسط مجددًا، غير أن قدرته المالية محدودة بالمقارنة مع العروض الأخرى.
- أتلتيكو مدريد: يبحث دييجو سيميوني عن تجديد دماء “الروخيبلانكوس”، ويرى في فيجا حلًا وسطًا بين الخبرة الشبابية والقدرة على تنظيم الإيقاع أمام الدفاعات الصلبة بالدوري الإسباني.
- نيوكاسل: النادي الإنجليزي كان أول من تواصل رسميًا عبر وكلائه، مع وعدٍ بمنح جابري دور الصانع الأساسي في مشروعٍ يخطط له مدربه لتقديم مستوىٍ هجوميٍ متناغمٍ بين وسط الملعب ورواتب النجوم.
الضغوط المالية وخيارات الأهلي

العائق الأبرز في المفاوضات سيظل “رفع بند الراتب الضخم” والتعويض المادي للأهلي الذي لن يُفرّط في لاعبه بأقل من 35-40 مليون يورو، إضافةً إلى راتبٍ سنويٍ لا يقل عن 15 مليونًا إذا رغب في خطف صفقةٍ من العيار الثقيل. ورغم أنها أرقامٌ قد تبدو تفوق سقف الإنفاق في كثيرٍ من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز أو الليغا، فإن الجاذبية الشخصية لجابري وتجربته الآسيوية تُبقي الباب مواربًا لأي مزايدةٍ جديدة.
منصة الأرقام تشهد على التألق
في الموسم الماضي وتحديدًا، خاض فيجا 44 مباراة، سجّل 8 أهداف وصنع 6 تمريرات حاسمة، وبلغت دقته التمريرية 87% مع معدّل استحواذٍ فاعلٍ وسط “الأهلي غراوند”. كما يُظهر الرادار الحديث قدرته على قطع خطوط التمرير أمام الخصم بفاعليةٍ دفاعيةٍ مميزةٍ، مما يجعله “صانع ألعابٍ مزدوج النواحي” ويضيف قيمةً تكتيكيةً لأي مشروعٍ مدرّبٍ يتطلّع للتوازن بين الدفاع والهجوم.
توقيتٌ حاسمٌ قبل إغلاق السوق

مع اقتراب انطلاق سوق الانتقالات في الأول من يونيو، وتزامنها مع مشاركة الأهلي في كأس العالم للأندية بنسختها الموسعة، يواجه ممثلو الأندية الأوروبية تحدي توقيتٍ ضيقٍ للحسم، فلا بد من إنهاء جميع الإجراءات قبل نهاية أول يوليو لتسجيل اللاعب في البطولات المحلية والقارية. وفي هذا الإطار، يأمل “الراقي” في منح جابري حرية الاختيار شريطة ضمان تعويضٍ يضمن سعته المالية واستمرارية مشروعٍ رياضيٍ لا يزال يضعه في قلب الصعود الآسيوي.
خاتمة الموسم مع بداية جديدة
بين رغبةٍ أوروبيةٍ ملحةٍ وحلمٍ سعوديٍ بالحفاظ على نجمٍ من طرازٍ رفيع، تتقاطع اليوم معايير جابري فيجا بين الغناء لروح التحدي في القارة العجوز وبين امتيازٍ ماديٍ وتقديرٍ جماهيريٍ لا يضاهيه سوى هيبة الأهلي في آسيا. ومع اشتداد المنافسة بين سيلتا فيجو وأتلتيكو مدريد ونيوكاسل، يبدو الصيف المقبل موعدًا مُلتهبًا لصراعٍ يُعيد رسم خريطة انتقالات خط الوسط في كرة القدم الأوروبية.