في تطور قوّي وضع حدًّا نهائيًا لكل التكهنات، أطلق المدرب المخضرم إرنستو فالفيردي إنذارًا شديد اللهجة إلى ريال مدريد وكل الأندية الكبرى الطامحة في مواهب أتلتيك بيلباو، مُعلنًا أن الجناح السُرع نيكو ويليامز سيظل تحت لواء النادي الباسكي خلافًا لكل الأقاويل. تصريحات فالفيردي تأتي في توقيت حاسم قبيل انتقالات الصيف، لترسم بوضوح خط المواجهة مع الميرينغي والعملاق الكتالوني على حد سواء.
لماذا نيكو أصبح هدفًا ثمينًا؟
الجناح الإسباني الشاب البالغ من العمر 22 عامًا خطف الأضواء هذا الموسم بأدائه الرشيق وقدرته الهجومية اللافتة، ما جعله محط أنظار ريال مدريد الذي يسعى لتعزيز صفوفه بلاعبين يمتلكون السرعة والفِنّ ذاته. صحيفة “ماركا” الإسبانية أكدت أن برشلونة تراجع عن المفاوضات مع ويليامز، ما فتح الطريق أمام الميرينغي لتكثيف جهوده. وعلى الرغم من أن عقد ويليامز الجديد مع أتلتيك يتضمّن شرطًا جزائيًّا يبلغ 58 مليون يورو، فإن هذا الرقم بات في متناول عمالقة أوروبا الباحثين عن تدعيم الجبهة الهجومية بدماء شابة.
رسالة فالفيردي: لا مساومة على القوام الأساسي

في مؤتمر صحفي حماسي أمام وسائل الإعلام، شدّد فالفيردي على استحالة التفريط في خدمات نجم الفريق، وأكد:
“نحن نفترض بقوة أن نيكو سيكون معنا في الموسم المقبل، ونرغب أن يستمر هنا. دائمًا هناك ضجيج حول انتقالات اللاعبين، لكن الحقيقة أنه سعيد للغاية معنا، ونحن نفتخر بوجوده. نتطلع لأن يكون العام القادم محطة جديدة في تطور ويليامز، لكن داخل أسوار سان ماميس.”
بهذه الكلمات، لم يكتفِ المدرب بالتعبير عن رضاه عن اللاعب، بل أعلنها صراحة: “لا تفاوض بشأن نيكو”، رافعًا راية التحدي في وجه كل الأندية الطامحة.
70 نقطة وبطموح أوروبي: بلباو يستلهم القوة من الدوري
يعيش أتلتيك بيلباو أفضل مواسمه المحلية منذ سنوات، بعد أن جمع 70 نقطة في الليغا، ما ضمن له موقعًا متقدّمًا في جدول الترتيب وفرصة الصعود إلى دوري أبطال أوروبا. المشاركة القارية تكتسب أهمية كبرى في إقناع لاعبيه بالبقاء، فهي تمنحهم منصة لتألق أوسع أمام كبار أوروبا، وتسهم في رفع قيمة أسهمهم في سوق الانتقالات داخليًا وخارجيًا. ويليامز بدوره ينعم بالاستقرار الفني، بعد أن وجد ثقة فالفيردي كاملة، وسيكون بوصلة تطوره باتجاه محطة “سان ماميس” قبل أي مكان آخر.
هل ينسى برشلونة ويعترف بالواقع؟

على الرغم من قِدم العلاقة التاريخية بين بطل الدوري الإسباني وبرشلونة، خفت بريق اهتمام النادي الكتالوني بضم ويليامز أخيرًا، وفق التقارير. والآن، يواجه برشلونة تحديًا جديدًا: إما العودة بحملة ضغوط قوية للظفر بالجناح الموهوب، أو الاكتفاء بخيارات أخرى أقلّ تكلفة. مباراة فريق فالفيردي الختامية للموسم، أمام برشلونة في ملعب سان ماميس، قد تشكل اختبارًا حاسمًا لوضع قاعدة تفاهم مستقبلية، لكنها أيضًا ستكون فرصة لمدح لاعب يجعل قلب جماهير الموسوعة حائرًا.
معادلة ريال مدريد ومستقبل الصفقة
ريال مدريد، الذي لم يخفِ رغبته في إضافة عنصر سرعة وابتكار للخط الأمامي، قد يواجه معضلة جديدة: هل يغامر برفع قيمة العرض المالية ويفكّك جدار فالفيردي أم ينسحب مع الاعتراف بفقدان المعركة؟ خبراء الوسط يرون أن النادي الملكي يحتاج لعرضٍ خيالي لتجاوز رادع واثق من إمكانيات اللاعب ومدرّبه، خاصة وأن فالفيردي سبق وأن دافع بشراسة عن نجومه وحمَى صفوفه من محاولات الاختراق السابقة.
خاتمة العاصفة: بلباو يُصرّ على “حماية الدرع الباسكي”
في ملحمة المقاومة الباسكية، يرفع أتلتيك بيلباو شعار “لا بيع للجواهر” في وجه أنظار كبار القارة، معلنًا أن المستقبل الجماعي للفريق أهم من أي مكاسب فردية آنية. وبتأكيد فالفيردي على بقاء نيكو ويليامز، يتضح أن الأندية المتنافسة أمامها مهمة معقدة وبعيدة عن اليُسر. فهل يملك ريال مدريد الجرأة لاستكمال المعركة، أم أن الباب سيُغلق أمامه نهائيًا؟ الأيام المقبلة، خاصة خلال فترة الانتقالات الصيفية، ستحمل الإجابة.