
تتجه أنظار عشاق الأبيض الملكي إلى السعودية في يونيو المقبل، حيث يخوض ريال مدريد منافسات كأس العالم للأندية وسط ترقبٍ شديد لمستقبل لاعبيه بعد إصابة فيديريكو فالفيردي وطمأنة بشأن حالة براهيم دياز. فما مدى جاهزية الثنائي لتمثيل الميرنجي تحت قيادة تشابي ألونسو؟ نرصد في السطور التالية آخر التطورات الطبية وخطط الجهاز الفني واقعية الصورة قبل الانطلاق الرسمي في البطولة.
فالفيردي يكشف عن معركته الصحية
أفاد بيان رسمي صادر عن الخدمات الطبية لريال مدريد أن متوسط الميدان الأوروجوياني يعاني من التهابات في العصب الوركي القطني، وهو ما تسبب له بألم حاد في مؤخرة الفخذ يمتد أحيانًا أسفل الظهر. وقد خضع نجم خط الوسط لفحوصات دقيقة أشرفت عليها الفِرَق المتخصصة داخل المدينة الرياضية، حيث تمّ تأكيد أن الحالة لا تحتاج لأي تدخل جراحي، وإنما ترتكز على العلاج الفيزيائي وجلسات التريموالت والتي يتوقع أن يستأنف من خلالها اللاعب تدريباته الجماعية خلال أسبوعٍ واحد على الأكثر (ماركا).
ورغم أن ذلك يعني غيابه عن المواجهات الودية قبل المغامرة الآسيوية، إلا أن كافة التقديرات الطبية ترجح أنه سيكون جاهزًا بنسبة 90% للمشاركة أمام الهلال وباتشوكا وسالزبورج، وهو ما يمثل خبراً ساراً لمحبي الأبيض الذي يفتقد منذ بداية العام إلى الطاقة الحركية التي يضخها فالفيردي بين خطوطه.
دياز ينهي مخاوف الجماهير

على عكس حالة الزميل الأوروجوياني، خرج جناح الميدان الإسباني بحالة صحية مستقرة تمامًا. فقد أكدت الصحفية المتخصصة أرناتشا رودريجيز، عبر حسابها الرسمي، أن براهيم دياز لم يُظهر أيّ عوارضٍ تستدعي القلق؛ لا تشنُّجات ولا تمزقات عضلية، بل استعاد نشاطه بالكامل بعد الدورة التدريبية الأخيرة في مدريد.
ورغم الغيابات المتتالية التي ضربت صفوف الفريق هذا الموسم بسبب الإصابات، سيكون دياز على أتم الاستعداد للانخراط في خطط تشابي ألونسو، لا سيما أن الأسلوب الهجومي الذي يعتمده يستدعي أجنحة سريعة وقادرة على تغطية الجوانب الدفاعية والهجومية بكفاءة عالية.
الخطة الفنية للمشاركة الآسيوية

تُعدّ مجموعة ريال مدريد في كأس العالم للأندية من أصعب المجموعات نظرًا لوجود الهلال السعودي وباتشوكا المكسيكي وسالزبورج النمساوي. ولضمان مؤازرة فالفيردي ودياز للخطوط الأمامية في الملعب الاصطناعي لمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، وضع تشابي ألونسو برنامجًا تأهيليًا مضغوطًا:
- جلسات علاجية ومتابعة يومية لفالفيردي: خبراء العلاج الطبيعي سيركزون على تقنيات التريموالت والأشعة تحت الحمراء لتخفيف التهابات العصب.
- تدريبات خاصة للدفاع الهجومي: مشاركة دياز والجناح الآخر لوكاس فاسكيز في تدريبات تكتيكية تعتمد على الضغط العالي واسترجاع الكرة بسرعة.
- محاكاة أجواء البطولة: خوض مواجهتين وديتين أمام فرق من الدوري السعودي لتعويد اللاعبين على حرارة الجو والملعب الكبير.
هذه الخطة تأتي بعد موسمٍ شاقٍّ شهد إصاباتٍ عدة، إذ استبعد النادي أكثر من سبعة لاعبين دفعةً واحدةً، مما أثّر على معدل الفوز وساهم في ضياع بعض الألقاب المحلية. وهو ما يجعل عودة فالفيردي وإمكانية الاعتماد عليه من العوامل التي قد تُعيد الثقة إلى كتيبة المدرب الشاب.
تأثير النجميْن على رسم التشكيلة
وجود فالفيردي في عمق الملعب يمنح تشابي ألونسو القدرة على توزيع الأدوار بين الدفاع والهجوم بشكلٍ أكثر اتزانًا، خاصة أمام فرقٍ تعتمد على الكرات الطويلة والهجمات المرتدة السريعة. ويُعدّ الأوروجوياني النقطة الأساسية في ثلاثيات مدريد الدفاعية التي اعتمد عليها زيدان سابقًا.
في المقابل، يُسهم دياز بمرونته في اللعب على الطرفين؛ إذ يمكنه التقدم خلف المهاجم الصريح أو العودة لتدعيم الظهير الأيمن، ما يزيد من خيارات تكتيك الضغط العالي واسترجاع الكرة بمنطقة المنتصف.
توقعات جماهيرية وميدانية
مع إعلان عودة تدريجية ومحدودة لفالفيردي، يحتفل أنصار النادي الملكي على منصات التواصل بعودة “قلب الميدان” الذي شهد تغيّبه عدة أسابيع عن المباريات الحاسمة. وترك الإعلان الرسمي أثرًا إيجابيًا على معنويات اللاعبين، إذ أظهر تقرير ماركا الطبي أن العملية التأهيلية تسير وفق الجدول الزمني المحدد.
فيما أعرب دياز عن حماسه لمواجهة فرق من قارات أخرى، مشيرًا إلى أن تمثيل ريال مدريد يُستلهم منه دائمًا بذل أقصى جهد وتقديم أفضل الوجهات. وأكد عبر حوارٍ سريع مع الموقع الرسمي أن “اللاعب الجاهز لا ينتظر الفرصة بل يخلقها”، في رسالةٍ تؤكد رغبته في إثبات جدارته بعد فتراتٍ من الجلوس على مقاعد البدلاء والحلول كمهاجمٍ ثانوي.
مواجهة المنتظر… هل يعود الثنائي بقوتهما الكاملة؟
في ختام رحلة التأهيل والسير نحو مونديال الأندية، تبدو الفرصة سانحةً أمام فالفيردي لاستعادة رشاقته ونشر بصماته في المباراة الافتتاحية أمام الهلال، بينما يُتوقع أن يدخل دياز بقوةٍ في الشوط الثاني لإحداث الفارق. وإذا نجح تشابي ألونسو في دمج الثنائي في خطةٍ متوازنةٍ، فإن ريال مدريد سيعبر إلى نصف النهائي بأريحيةٍ أكبر مما كان عليه في المواسم الماضية.
ستكشف الأيام القليلة القادمة مدى جاهزية النجمين، لكن المؤكد أن العشب الأخضر في جدة سيمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الميرنجي على تجاوز إصابات الموسم والتحديات التكتيكية، في رحلة بحثه عن لقبٍ جديدٍ يضاف إلى خزائنه الذهبية.