منصات فنية وتكتيكية
أوضح فابريغاس خلال المؤتمر الصحفي الأخير: “عملنا خلال الأشهر الماضية مع نيكو أظهر أنه ليس لاعباً موهوباً فحسب، بل يمتلك مقومات شخصية تمنحه القوة على التأقلم سريعاً في بيئة جديدة. نهجنا في كومو يرتكز على الدمج بين الخبرة والاندفاع الشبابي، ونيكو مثال واضح على هذه الرؤية”. تأتي تصريحات المدرب في توقيت يسبق فترة الانتقالات الصيفية، حيث تتجه الأنظار نحو صفقات الإعارة التي يتحول بعضها إلى انتقالات دائمة.
خلال الموسم المنتهي، شارك نيكو باز في 32 مباراة مع كومو في الدرجة الثانية الإيطالية، سجّل خلالها 5 أهداف وصنع 7 تمريرات حاسمة، مسجّلاً نسبة نجاح بلغت 82% في الدقة التمريرية، بحسب الإحصائيات الرسمية. ساهمت هذه الأرقام في تصدر الفريق لجدول الهدافين المؤقت لدى المواجهات المباشرة، ولا سيما في المباريات الحاسمة أمام فرق المنافسة على الصعود إلى الدرجة الأولى. وبفضل سرعته ومرونته في اللعب على الجناحين، حجز الشاب الإسباني مكانه كلاعب أساسي في تشكيلة فابريغاس منذ اللحظة الأولى.
علاقات متينة مع ريال مدريد
أضاف المدرب المخضرم: “لنا علاقات طويلة الأمد مع ريال مدريد على مستوى تبادل المعلومات والخبرات التدريبية. تم فتح قنوات للأخذ والعطاء حول ملف نيكو، ونتطلع للوصول إلى صيغة تفاهم تسمح لنا باستثمار إمكانياته من دون تحميل النادي عبء مالي مبالغ فيه”.
وتشير المصادر إلى أن ريال مدريد لا يمانع في رحيل اللاعب بشكل نهائي مقابل مبلغٍ معتدل يتراوح بين 8 و10 ملايين يورو، يساهم فيه النادي الإيطالي والبنك الراعي للشركة الداعمة لنفقات الصفقات الصيفية.
ويُعتبر نيكو باز أحد خريجي أكاديمية "لا فابريكا" لريال مدريد، حيث ترعرع داخل منشآت الميرينغي منذ مرحلة الناشئين حتى وصل إلى الفريق الثاني، قبل أن يُمنح فرصة الانطلاق في عالم الاحتراف بنظام الإعارة. ويبلغ اللاعب 20 عاماً، وينتهي عقده مع ريال مدريد في صيف 2027، ما يمنح النادي الإسباني فرصة للتفاوض من موقع قوة، لكنه في الوقت نفسه يفتح المجال أمام كومو لشراء بطاقة اللاعب بسعر تقل قيمته عن المبلغ الأصلي المدفوع عند التعاقد معه من أكاديمية الريال.
تأثير نفسي وتنظيمي

ما يميّز نيكو، بحسب فابريغاس، هو الجاهزية الذهنية والقدرة على التأقلم مع متطلبات المدرب وطريقة لعبه. وصرح قائلاً: “نيكو يؤمن بالمشروع ويشعر بأنه جزء لا يتجزأ من المجموعة. وجوده بين اللاعبين الشباب يسهم في رفع معنويات الجميع، ويعطي رسالة واضحة بأن النادي يراهن على الكفاءة قبل السن. هذه الخاصية نادراً ما نجدها في لاعبين بعمره، لذا نحن مصرّون على بقاءه”.
من جهة أخرى، لم يخف المهاجم الشاب فرحته بخبر تمسّك المدرب به، وقال في تصريح مقتضب لإحدى وسائل الإعلام الإيطالية: “عشت تجربة مميزة هنا، وأشعر أنني تطورت كثيراً. أريد الاستمرار مع كومو والمساعدة على تحقيق أهداف الفريق”. ويبدو أن الدعم الجماهيري داخل ملعب “سان سييرو” انعكس بشكل إيجابي على أداء باز، الذي نال لقب “أفضل لاعب شاب” عدة مرات خلال الموسم، وفقاً لمراقبي الأداء المحليين.
الآفاق المستقبلية وخطط الموسم المقبل
يخطط فابريغاس لاستغلال فترة الإعداد الصيفية لإدخال تضمينات تكتيكية جديدة تبرز قوة أجنحة الفريق، حيث سيدفع بلاعبين على الجانبين يمتلكون القدرة على الانتشار بسرعة وبناء الهجمات من العمق. ومن المتوقع أن يصبح باز أحد الأوراق الرابحة في خطته، خاصة إذا أُضيفت إليه عناصر دفاعية وإمدادات متكررة من لاعب الوسط المحوري الذي ينطلق إلى الأمام.
وفي حال إتمام الصفقة، سيُوقّع نيكو عقداً يمتد لثلاثة أعوام، مع إمكانية التمديد تلقائياً لموسم رابع حال بلوغ معايير المشاركة المحددة في العقد. وتتضمن بنود العقد كذلك مكافآت مالية فردية نظير تسجيل الأهداف أو صناعة الفرص الحاسمة، بالإضافة إلى حوافز جماعية مرتبطة بتحقيق الصعود إلى الدرجة الأولى.
خاتمة

بناءً على ما سبق، يُشكّل استمرار نيكو باز مع كومو عاملاً رئيسياً ليس فقط على مستوى الملعب بل أيضاً كرمزٍ لتوجه النادي نحو دمج الشباب الموهوبين ضمن هيكل الفريق الأول، وتقليص الاعتماد على الصفقات الباهظة. وفي غضون أسابيع، ستنكشف الصورة كاملةً مع انطلاق المعسكر التدريبي، حيث سيتبين ما إذا كانت الإدارة والمدرب نجحا في إنهاء الإجراءات المطلوبة لإضفاء الطابع الرسمي على التحول من الإعارة إلى عقدٍ دائم يُبقي اللاعب الإسباني بين كتيبة “الروبّي بلو”.