أعلن سيسك فابريغاس، المدرب الإسباني الشاب ونجم خط وسط برشلونة وتشيلسي وإنتر ميلان السابق، عزمه على الاستمرار في قيادة نادي كومو الإيطالي لموسم إضافي، متجاهلاً الاهتمام الذي أبدته عدة أندية كبرى في الدوري الإيطالي واللقاء الذي جمعه بمسؤولي لايبزيغ الألماني. وعلمت “مصادر مقربة” من المدرب أن فابريغاس متمسّك تمامًا بالمشروع الرياضي للنادي الواقع في دوري الدرجة الثانية، ويعمل حاليًا مع الإدارة على رسم خطة انتقالات صيفية طموحة تعزز فرص الصعود لدوري الأضواء.
أولويات فابريغاس وصياغة الطموح
بعد توليه المسؤولية الفنية في يناير الماضي، وضع فابريغاس نصب عينيه هدفًا واحدًا: إعادة كومو إلى الدرجة الأولى عبر مشروع طويل الأمد. وشملت أولى خطواته تطوير البنية التدريبية عبر:
• استقدام طاقم مساعد ذي خبرة في كرة القدم الإيطالية: شُكّلت قاعدته من مدربين سابقين في شباب أندية “سيري آ” و”سيري ب”، لتجسير الفجوة بين فلسفة العمل الدولي والعادات التكتيكية المحلية.
• تطبيق منهجية لعب تعتمد على الاستحواذ المنظم والتحولات السريعة: مع التركيز على بناء الهجمة من العمق والضغط العالي عند فقدان الكرة.
وتشير المصادر إلى أن المدير الفني يُشرف شخصيًا على تحليل مباريات الدوري الإيطالي الكامل، معتمداً في ذلك على أحدث برامج الفيديو التكتيكي، لضمان توافق التشكيلة واللاعبين مع “دماغه الكروي” الذي استقى جزءًا كبيرًا منه من مسيرته تحت قيادة بيب غوارديولا.
مواجهة العروض والإغراءات الأوروبية

على الرغم من أن اسم فابريغاس ارتبط في الأسابيع الماضية بإدارة عدة فرق “سيري آ” ترغب في التعاقد معه، إضافة إلى لعب أدوار مرشحة في التدريب بصفوف لايبزيغ الألماني—حيث عُقد اجتماع مباشر بينه ومسؤولي النادي—إلا أن “مصادر مقربة” أكدت رفضه لهذه المقترحات في الوقت الراهن، مفضلاً إنضاج مشروع كومو بدلاً من الانتقال سريعًا إلى مساحة تدريبية أخرى.
وأوضحت تلك المصادر أن فابريغاس يضع نصب عينيه بناء قاعدة جيلٍ جديد من اللاعبين الشباب القادرين على المنافسة في “سيري أ” مستقبلاً، وهو ما لا يراه متاحًا في أي نادٍ آخر خارج كومو حتى الآن.
تحضير صيفٍ حافلٍ بالصفقات
ينسق المدرب مع إدارة النادي قسم الكشافين لوضع قائمة بـ15 اسماً مرشحًا للتوقيع، على أن يحدث تقليصها إلى 5–7 لاعبين عند حسم المفاوضات النهائية. وتشمل الأولويات:
1. قلب دفاعٍ قويٍ بطولٍ بدني جيد: يتمتّع بالقراءة التكتيكية ويُجيد التغطية خلف الظهيرين.
2. وسط ميدانٍ صانع ألعابٍ من طرازٍ فنيٍّ قادرٍ على ربط الخطوط: وفرض إيقاع اللعب.
3. جناح سريع يمتلك قدرةً على التحول الهجومي السريع: والاختراق من الأطراف.
ويرجح أن تستفيد قائمة الانتقالات من علاقات فابريغاس داخل السوق الإسباني والإنجليزي لجلب لاعبين شباب من الأكاديميات التي مرّ بها، بما يعزز من طموح كومو في منافسة الصعود دون إفراط مالي.
تأثير بقاء المدير الفني على البيئة الرياضية
يشير محللون إلى أن استقرار المنصب ودعم الإدارة لخيارات فابريغاس يعززان مناخ الثقة داخل الفريق وخارجه، ويحفزان اللاعبين الحاليين على البقاء، خصوصًا أولئك الذين تم ضمهم على سبيل الإعارة من أندية “سيري أ” في يناير الماضي.
كما أن حديثه المباشر مع أعضاء مجلس الإدارة منحه دورًا محوريًا في اتخاذ القرار، وهو أمر غير مألوف للاعبين سابقين تحولوا إلى تدريب مبكرًا، لكن فابريغاس أثبت قدرته على الموازنة بين مهام القيادة الفنية وإدارة علاقات النادي.
تطلعات الجماهير وخارطة الطريق

يحتشد جمهور كومو خلف “إسبانوفيا” التي قادها فابريغاس إلى نتائج إيجابية في نصف الموسم الأول، حيث شهد أداء دفاعيًا منظمًا وهجماتٍ منظمةٍ فاجأت جماهير “سيري ب”. ومع إعلان استمراره، يسعى النادي إلى بلوغ:
• المربع الذهبي لحجز مكانٍ ضمن “البلاي أوف” للصعود.
• تعزيز حضور الشراكات والرعاية: بعد رفع سقف الطموح لتشمل مشاريع أكاديمية الشباب.
• زيادة مداخيل بيع التذاكر: عبر حملات تسويقية تستغل اسم المدرب وأسلوبه التدريبي الفريد.
وتنبئ تحضيرات الاستعداد للموسم المقبل ببدء معسكر إعدادي في أوائل يوليو، يتلوه معسكر تدريبي ثانٍ في مناطق جبال “دولوميت” شمال إيطاليا، لتعزيز الانسجام البدني والذهني قبل انطلاق جولات “سيري ب” نهاية أغسطس.
نظرة ختامية
اختيار سيسك فابريغاس البقاء مع كومو يعكس جديته في صياغة مشروعٍ طويل الأمد بعيدًا عن إثارة العناوين السريعة، ويضع النادي على مفترق طريق تاريخي: إما تحقيق الصعود لأول مرة منذ سنوات، أو الاستمرار في البناء ضمن دوري الدرجة الثانية. ومع انتهاء المشاورات الداخلية وإطلاق حفلة الانتقالات الصيفية قريبًا، يترقب عشاق “البلوز” موسمًا فنيًا تتوج فيه خبرة قائدٍ عالمي برؤيةٍ طموحة، قادرة على قلب المعادلات وتثبيت اسم كومو على خارطة أندية “سيري أ” المستقبلية.