بداية الجدل
تطرق بيدرول خلال تحليله إلى أن جائزتي الحذاء الذهبي والهداف التاريخي للبطولات الأوروبية لا تكفيان لضمان الكرة الذهبية إذ يحتاج اللاعب إلى دعمٍ جماعيٍ يساهم في تحقيق الألقاب القارية والعالمية وأضاف بأسلوبه الحاد المعروف أمام الكاميرات لقد قلنا سابقاً إن مبابي يواجه موسماً لا يحسد عليه بالنسبة لريال مدريد لكن إذا فازت كتيبة كارلو أنشيلوتي بكأس العالم للأندية فإن ذلك سيعزز موقفه أمام الناخبين وسيمنحه دفعة كبيرة في سباق الكرة الذهبية
ردود فعل الجماهير
سرعان ما اجتاح هاشتاغات مناهضة لفكرة بيدرول منصات التواصل حيث اتهمه البعض بتلقي مبالغ طائلة مقابل ترويج فكرة فوز مبابي بالجائزة وتداول مغردون عبارات ساخرة مثل كرة شاطئية أخرى وحتى هو لا يصدق ما يقوله بينما رأى آخرون أن الإعلامي بات جزءاً من لعبة مراكز القوة داخل الكرة الأوروبية التي تعتمد على الصوت الأسبق في الترويج للاعبين المفضلين لجهات معينة
أسباب غضب أنصار البلاوغرانا

تصريحات بيدرول جاءت في توقيتٍ مثاليٍ لنادي برشلونة الذي رشّح أكثر من لاعب لجائزة أفضل لاعب في العالم ومنهم لامين يامال الذي قاد الفريق لتحقيق ثلاثية الدوري وكأس الملك والسوبر المحلي وكذلك رافينيا الذي أظهر مستوىً رفيعاً في مباريات الكلاسيكو ومنافسات الأبطال فما يزال الرأي العام يتذكر كيف تصدر اسم يامال قوائم أفضل اللاعبين الشباب وضمّنته صحيفة موندو ديبورتيفو ضمن أبرز المرشحين للكرة الذهبية في موسم استثنائي جعله أصغر لاعب يصل إلى 25 تمريرة حاسمة في بطولة الكبار
موقع الكرة الذهبية في عصر الاحتكار الإعلامي
منذ سنوات ارتبطت جائزة الكرة الذهبية بدورٍ كبيرٍ لوسائل الإعلام في التأثير على التصويت والترويج للنجوم أصحاب الصورة الأقوى رغم مجموعة من المعايير التقنية مثل الأهداف والتمريرات الحاسمة والمباريات الحاسمة وفوز البطولات الكبرى ورغم أن الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية احتفظ بحقوقه في إدارة الجائزة إلا أن مؤثرين بارزين على مستوى العالم كجوسيب بيدرول وبيير مينيس يكملون الدور بآرائهم الحماسية التي تشكل ضغطاً على الناخبين
أداء مبابي مع الريال وموقعه التنافسي
احتل مبابي صدارة ترتيب هدافي الليغا برصيد 28 هدفاً وصعد إلى 43 هدفاً في كل المسابقات إلا أن ريال مدريد فشل في التتويج باللقب المحلي ودوري أبطال أوروبا لهذا اعتمد بيدرول على حجة كأس العالم للأندية لتعويض ذلك ويعول عليها بمواجهة الهلال السعودي وباتشوكا وسالزبورج منتصف يونيو المقبل في الولايات المتحدة ليثبت الفريق قدرته على حصد لقب عالمي يُعيد هيبة الميرينغي ويعزز ملف مهاجمه الفرنسي للحصول على الكرة الذهبية
فرص البرتغالي محمد صلاح وغيره في الجائزة

يغيب عن الحديث اسم محمد صلاح الذي حل ثانياً في سباق الحذاء الذهبي بعد مبابي برصيد 33 هدفاً واستفاد منه وحقق وصافة ترتيب الهدافين الأوروبيين إلا أن الفرعون المصري لم يحظ بالحظوة نفسها في سباق الكرة الذهبية نظراً لصعوبة ترجمة أدائه في ليفربول إلى بطولاتٍ كبرى وهذا ما دفع الجماهير لأن تتخوف من تكرار نفس السيناريو مع لاعبي برشلونة رغم إنجازات الثلاثية المحلية
كيف ستؤثر البطولة على سباق الكرة الذهبية
يُنظر إلى كأس العالم للأندية باعتبارها الورقة الأخيرة التي يراهن عليها المرشحون للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم فسبق لصلاح أن قاده فوزه مع ليفربول بنسخة 2019 إلى الاقتراب من منصة التتويج في التصويت للمركز الثالث فيما قادت بطولة 2022 لكريستيانو رونالدو إلى تعزيز رصيده بعد فوزه مع مانشستر يونايتد بلقب البطولة للمرة الأولى وكانت نسخة 2013 عام توني كروس الذي تألق مع بايرن ميونخ ورفع الجائزة بعد فوزه مع ريال مدريد بالليغا ودوري الأبطال
خلاصة السباق بين المنطق والإعلام
بينما يواصل مبابي تدريباته مع الريال استعداداً لنهائيات مونديال الأندية يظل الرهان قائماً على قدرته على تعزيز إحساس الجماهير بعظمة حضوره في المباريات البطولية أما بالنسبة للجماهير المتعصبة للبرسا فأولى أولوياتهم إبقاء الضغط الإعلامي على بيدرول وعلى الاتهامات الموجهة له بالرشوة ومعارضة المشروع الإعلامي الذي يرى مبابي مرشحاً أول بلا منازع في عمليّة تصويتٍ تعوّل في نهاية المطاف على لحظاتٍ وأهدافٍ وبطولاتٍ لا صلة لها بآراء الافتتاحيات الصاخبة.