في خطوة دراماتيكية تكشف عزم برشلونة على تنمية جيله الجديد على درب ليونيل ميسي، أعلنت إدارة النادي الكتالوني أنها تستعد لإطلاق مفاجأة من العيار الثقيل لصالح نجمها الصاعد لامين يامال.
ووفق ما أكده الصحفي المتخصص فابريزيو رومانو عبر “فيس بوك”، سيحمل يامال قميص الأساطير رقم 10 اعتبارًا من الموسم المقبل، بعد بلوغه سن الثامنة عشرة في يوليو.
هذه البادرة لم تعد مجرد تغيير رقمي، بل بداية عهد جديد يقوده “الكنز الكتالوني” نحو استعادة أمجاد البارسا.
سر القوة وراء اختيار “10”
منذ اعتزال الأسطورة ليونيل ميسي لعام 2021، ظل قميص رقم 10 في كامب نو عبئًا وطموحًا معًا لكل من يرتديه.
أنسو فاتي حالياً يرتدي الرقم الأثير، غير أن مستقبله مع الفريق بات ضبابيًا بعد استبعاده من حسابات المدرب هانز فليك، وارتباط اسمه بانتقالٍ منتظر خلال الميركاتو الصيفي.
الاختيار جاء في توقيتٍ مثير، ليمنح يامال منصة أساسية لصناعة هويته الخاصة، مع إرثٍ عميق يمتد إلى محبي البارسا حول العالم.
شرط جزائي “بمليار” يُعيد كتابة التاريخ
ليس الكشف عن رقم القميص فحسب ما يثير الدهشة، بل البند الخرافي المرتقب تفعيله في عقده بمجرد بلوغه 18 عامًا: شرط جزائي بقيمة مليار يورو.
بندٌ فريد في تاريخ كرة القدم الأوروبية يضع يامال في مصاف الأثرياء الرياضيين، ويحميه من استهداف أندية العمالقة التي ستلاحقه بعد موسمٍ مبهر.
هذه الخطوة تؤكد الرؤية الاقتصادية العميقة للإدارة، التي تهدف من ورائها إلى إطلاق “ثورة تسويقية” باسم اللاعب واسم النادي على حد سواء.
أرقام باهرة تشي بنجمٍ لا يُستهان به
يُعد يامال من أكثر المواهب تتويجًا بالإنجازات هذا الموسم، فقد شارك في 54 مباراة مع برشلونة بجميع المسابقات، سجل خلالها 18 هدفًا، وصنع 25 تمريرة حاسمة، مساهمًا بشكل مباشر في ثلاثية محلية مكوّنة من لقب السوبر الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، إلى جانب درع الليغا.
هذا العطاء الكمي والنوعي يمنح “الفرعون الصغير” ثقة إضافية لاستلام عباءة الأسطورة، ويجعل منه علامة بارزة في سباق الألقاب المحلية والقارية.
دافع فني وتسويقي واحد
يقول مصدر مقرَّب من غرفة صناعة القرار في كامب نو إن التغيير يتجاوز الجانب الاحتفالي، ليصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجية فنية تسعى إلى ربط الجوانب التسويقية بعنصر التفوق داخل الملعب.
فمن جهة، سيحمل يامال شارة رقم 10، ما يجذبه إلى إطار الضغط الإعلامي ويزيد من حصيلته العددية عبر السوشيال ميديا، ومن جهة أخرى، يوفر للنادي فرصة تجارية هائلة عبر بيع القمصان الرسمية وتعزيز رصيد “برشلونة ستورز”.
ملامح حقبةٍ جديدة تحت إشراف فليك
في ظل إدارة المدرب هانز فليك، يبدو أن يامال سيحظى بمكانة خاصة داخل التشكيلة، إذ يتوقع أن يستفيد من أسلوب لعب يعتمد على الحياكة الفنية وتدوير المراكز، وبالتالي يمكن أن يتمركز كصانع ألعاب متحرّك، أو كجناح ثانٍ يربط بين الخطوط الهجومية والوسطية.
فليك، الذي يشتهر بتطوير المواهب الشابة وإضفاء طابع الهجوم الجماعي، قد يجد في يامال العنصر المثالي لاستعادة روح “تيكي تاكا” الأنيقة.
انعكاسات على سوق الانتقالات والردود الجماهيرية
سرعان ما تفاعل جمهور البارسا مع الخبر عبر الهاشتاغات الرسمية، فاغتنموا الفرصة للتغزل بإمكانيات يامال ودعا البعض إلى إطلاق لقب “ميسي الجديد” عليه.
وفي المقابل، بدأ وكلاء اللاعبين يراقبون المشهد عن كثب، على أمل توقيع عقود رعاية ضخمة مع الشاب الموهوب.
كذلك، يتوقع المحللون أن يؤدي إعلان الرقم القياسي والشرط الجزائي الفلكي إلى رفع سقف المطالبات المالية لأي نادٍ يرغب في ضمه مستقبلًا.
خاتمة: ولادة أسطورةٍ جديدة بين جدران الكامب نو
بينما يستعد يامال لاستلام مفاتيح الرقم الأسطوري ومواصلة البناء على إنجازاته اللافتة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن “الفتى المعجزة” من ملء فراغ ميسي الشاسع؟
ما هو واضح حتى هذه اللحظة أن برشلونة يضع كل ثقله خلف اللاعب، ومنحه أفضل الظروف الفنية والتسويقية لاستعادة عرش كرة القدم العالمية.
ومع انطلاقة الموسم المقبل، سيشهد العالم أول فصول مغامرة جديدة تحت شعار “10” في الكامب نو، حيث يُترقب انطلاق نجم جديد يحقق للبرسا أمجادًا خالدة.
