في ظل الاستعدادات المكثفة لمواجهة الشباب في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين
يتخذ نادي الاتحاد خطوات ثابتة لتعزيز جاهزيته الفنية والبدنية، وسط سلسلة من التحديثات الإيجابية التي تضيف دفعة معنوية للفريق في هذه المرحلة الحرجة من المنافسات. يأتي هذا التحضير في وقت حساس يشهد فيه الفريق إصابات وتغييرات في صفوف اللاعبين، وهو ما دفع الجهاز الفني بقيادة الفرنسي لوران بلان إلى إعادة هيكلة البرامج التأهيلية وتنفيذ جلسات تدريبية مكثفة لضمان استعادة جميع العناصر الأساسية قبل مواجهة الخصم الكبير.
بداية الأحداث: التأثير الإيجابي على الفريق
بدأت الأحداث بالتأثير الإيجابي على الفريق من خلال البدء ببرنامج علاجي مكثف لأحد المدافعين الأساسيين، حسن كادش. فقد تعرض كادش لإصابة ألمّت به خلال مشاركته مع المنتخب السعودي في مباراة ضد الصين ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026. وأدى هذا الحدث إلى غيابه عن المباراة الهامة مع المنتخب، مما استدعى تدخل الجهاز الطبي للنادي وتطبيق برنامج علاجي دقيق في عيادة الاتحاد. بحسب تقارير صحيفة “الرياضية”، خضع المدافع لجلسات علاجية مكثفة تلتها تمارين خاصة داخل الصالة الرياضية، تهدف إلى تأهيله بأسرع وقت ممكن لاستعادة لياقته والعودة إلى الملاعب بأداء متميز.
تحديات الإصابات

تأتي إصابة كادش في وقت حساس، إذ كان من المتوقع أن يكون أحد الركائز الدفاعية للفريق، خاصةً مع غيابه عن المنتخب السعودي لمواجهة اليابان القادمة. فقد تعرض كادش لإصابة في الجبهة وأسفل العين خلال لقاء مع المنتخب الأخضر، مما اضطر الإدارة إلى استبعاده من القائمة التحضيرية للمباراة القادمة. ورغم هذا النقص في التشكيلة، يعمل الجهاز الفني بكل جدية لتعويض هذه الثغرة باستخدام ثنائي علي لاجامي ومهند الشنقيطي، اللذين تم اختيارهما لتعزيز صفوف الدفاع. يُعد هذا التعديل التكتيكي جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى رفع معدل الاستقرار الدفاعي وتأمين استجابة سريعة للهجمات المرتدة، خاصةً وأن الخصم المنتظر يتمتع بخبرة هجومية عالية.
عودة اللاعبين
على صعيد آخر، تم الإعلان عن تقدم إيجابي في حالة بعض اللاعبين الرئيسيين الذين كانوا يعانون من إصابات تقلق صفوف الاتحاد. فقد اقترب فواز الصقور، الظهير الأيمن، من العودة إلى التدريبات الجماعية بعد أن أنهى برنامج التأهيل بنجاح عقب إصابة العضلة الخلفية. ويُعتبر الصقور من اللاعبين الذين يعتمد عليهم في تأمين الجوانب الدفاعية والهجومية على حد سواء، مما يجعله عنصرًا لا غنى عنه في أسلوب اللعب الذي يتبعه الفريق. كما أن المدافع عبد الإله العمري، الذي لم يتوقف عن التدريبات رغم الإصابات الطفيفة، يبذل جهوداً كبيرة لتعزيز لياقته البدنية، إذ يقوم بتمارين لياقية متخصصة باستخدام الكرة في إطار تحضيري يهدف إلى دمجه تدريجياً مع زملائه في التدريبات الجماعية خلال الأيام المقبلة.
تدريبات مكثفة

أمام هذه التحديات التي فرضت نفسها على صفوف الفريق، قرر لوران بلان، المدير الفني للاتحاد، تنظيم حصة تدريبية مكثفة مساء السبت على ملعب النادي. بدأت الحصة بالتأكيد على رفع مستوى اللياقة البدنية للاعبين، حيث شمل التمرين مجموعة متنوعة من تمارين التحمل والدعم البدني، قبل الانتقال إلى تدريبات فنية متخصصة تركز على تحسين التمريرات القصيرة وتنسيق الحركة بين خطوط الفريق. يُعد هذا النوع من التدريبات جزءاً أساسياً من استراتيجية الجهاز الفني، التي تسعى إلى تعزيز التواصل بين اللاعبين وتطوير التناغم في أداء الفريق، خاصةً في ظل التحديات التي يفرضها الخصم في نصف النهائي.
تطلعات الجماهير
تتصاعد التطلعات مع اقتراب موعد المباراة التي ستقام على ملعب الإنماء في مدينة الملك عبد الله الرياضية، حيث يتوقع أن يشهد اللقاء مشاركة قوية من كلا الفريقين. بينما يسعى الاتحاد إلى استعادة توازنه الكامل وتعويض أي نقص ناجم عن الإصابات، يبدي الفريق عزمًا واضحًا على تقديم أداء يرتقي بتطلعات الجماهير ويعكس الروح القتالية التي لطالما تميز بها النادي. تتطلب مثل هذه المباريات الحاسمة تركزاً استثنائياً وتعاوناً كاملاً بين جميع عناصر الفريق، بدءاً من الجهاز الفني مروراً باللاعبين، وصولاً إلى الدعم الإعلامي والجماهيري الذي يُشكل عامل دفع معنوي إضافي.