
في حديثه الناري خلال برنامج “أكشن مع وليد” على فضائية MBC أكشن، أثار الإعلامي السعودي عبد العزيز الزلال جدلاً واسعاً بتعليقاته حول الوضع الراهن للهلال في الموسم الحالي، حيث أعاد فتح ملف التساؤلات حول الدعم المالي الذي يحصل عليه النادي مقارنةً بنظرائه التقليديين كالنصر والاتحاد. جاءت تصريحاته لتسلط الضوء على فجوة في الميزانيات والرواتب بين أندية القمة في دوري روشن السعودي، مما دفع الشارع الرياضي إلى إعادة النظر في صورة “المدعوم” أو من يُفترض أن يحصل على أكثر من حقه.
من هي “المدعومة” ومن أين تأتي الأموال؟
في الموسم الماضي، كان الهلال رمزًا للهيمنة في البطولات المحلية، حيث تُوّج بالثلاثية التي شملت الدوري والكأس المحلي وكأس خادم الحرمين الشريفين، مما جعل منه قوة لا يُستهان بها في منافسات دوري روشن. ومع ذلك، فإن الخسارة الأخيرة أمام غريمه التقليدي النصر في ديربي الرياض فتحت الباب أمام تساؤلات واسعة حول انخفاض مستوى الفريق وتأخره في النتائج خلال هذا الموسم. فقد أصبح واضحاً أن الفريق الذي اعتاد السيطرة على كبرى المسابقات يواجه موجة من التحديات التي تنعكس على ترتيبه الحالي في الدوري الذي وصل إلى مركز وصافة، مع تعرضه لهزائم أمام كلٍ من النصر والاتحاد والأهلي محلياً، إلى جانب خروج مبكر من كأس خادم الحرمين.
أشار الزلال إلى أن هناك صورة ذهنية خاطئة سائدة بين مشجعي الشارع الرياضي، تفيد بأن الهلال يحصل على دعم مالي يفوق ما يحصل عليه منافسوه. وفي تصريح مثير للجدل، قال:
“اسألوا الاتحاد والنصر من أين لكم المال؟”
معتبراً أن النادي الملكي قد تلقى ميزانيات محدودة، خاصة في فترة الشتاء، حينما أُبلغ من قبل لجنة الاستقطاب أنه لا يمتلك القدرة على دفع مبالغ ضخمة لضم اللاعبين.
تفاوت الرواتب وتأثيره على الأداء

أكد الزلال أنه على الرغم من الأرقام الكبيرة التي تُثار في الشائعات حول دعم الهلال المالي، فإن رواتب لاعبيه لا تصل إلى نصف ما يتقاضاه اللاعبون في النصر والاتحاد. ووجه نقداً لظاهرة الترويج الإعلامي التي تبدو وكأنها تبالغ في تصوير الهلال كفريق يُعتمد عليه في تلقي ميزانيات ضخمة دون شروط، وهو ما لا ينسجم مع الواقع العملي الذي يشهده الدوري حالياً. وأوضح أن تعاقد النصر خلال فترة الشتاء مع الدوران مقابل 77 مليون يورو، في حين اكتفى الهلال بالتعاقد مع كايو مقابل 5 ملايين يورو، مما يثير تساؤلات حول اختلاف السياسات المالية بين الأندية الكبرى في المملكة.
تداعيات الأداء الرياضي على صورة النادي
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه دوري روشن منافسة شرسة بين الأندية الثلاثة الكبرى، إذ يتصدر الاتحاد حاليًا ترتيب المسابقة برصيد 62 نقطة، يليه الهلال بـ57 نقطة ثم النصر بـ54 نقطة، قبل 8 جولات من نهاية الدوري. ويُعد تعثر الهلال في هذا الموسم انعكاساً حقيقياً للتغيرات في المستوى الفني والإداري، مما يقود البعض إلى التساؤل عن الاستراتيجية التي يتبعها النادي في إدارة ميزانياته وتحسين جودة لاعبيه. فالحديث ليس محصورًا في الجانب المالي فحسب؛ بل يمتد ليشمل التأثير النفسي والمعنوي الذي يخلفه تعثر النادي على جماهيره التي كانت تعتبر الهلال رمزاً للعظمة والهيمنة في السنوات الماضية.
قراءة في تصريحات الزلال وتأثيرها على الرأي العام
يعتبر الزلال من الأصوات النقدية التي لا تخشى مخاطبة الحقائق مباشرة، فعندما أشار إلى أن رواتب لاعبي الهلال أدنى من تلك التي يحصل عليها المنافسون، كان بذلك يسعى إلى تسليط الضوء على ضرورة إعادة النظر في السياسات المالية المتبعة التي قد تؤثر سلباً على أداء الفريق. وفي تصريح آخر أضاف قائلاً:
“الشارع الرياضي يريد أن يثبت صورة ذهنية بأن الهلال يحصل على أكثر من حقه، وهذا غير صحيح.”
تلك الكلمات التي أثارت الكثير من الجدل بين مشجعي الفريق وكرة القدم السعودية عموماً، إذ انفجر النقاش بين مؤيد ومعارض لهذه الرؤية. ويُشير النقد الذي وجه إليه أيضاً إلى ضرورة الشفافية في عمليات الاستقطاب والتعاقدات، وأن تبقى الميزانيات محددة ومتناسبة مع قدرات النادي الحقيقية.
مستقبل الهلال بين الأزمات والآمال

على الرغم من الانتقادات الواضحة، يبقى الهلال أحد أكبر أندية المملكة من حيث الشعبية والتاريخ العريق في البطولات المحلية والقارية. إلا أن النتائج الأخيرة والتحديات المالية التي يواجهها النادي توجب على الإدارة إعادة تقييم خططها الاقتصادية والفنية لتعزيز المنافسة وترميم صورة الفريق أمام الجماهير. ومن هنا تنبع أهمية مثل هذه التصريحات التي، وإن بدت نقدية حادة، إلا أنها تحمل في طياتها رسالة دعوة لإعادة الهيكلة والشفافية في التعامل مع الموارد المالية المتاحة.
كما أن المنافسة الشرسة مع الاتحاد والنصر تشكل حافزًا إضافيًا للهلال لتحقيق نتائج أفضل في الجولات المتبقية من الدوري، مما يستدعي العمل بروح الفريق الواحد ورفع مستويات الأداء على كافة الأصعدة. وفي هذا السياق، يبرز الدور الحيوي لمحللي الرياضة والإعلاميين كالزلال في توجيه النقاش العام نحو ضرورة الإصلاح والتحديث في الإدارة المالية للفريق.
نظرة ختامية: بين النقد والتحفيز
إن تصريحات عبد العزيز الزلال تفتح باب النقاش حول العديد من القضايا الجوهرية التي تواجه كرة القدم السعودية اليوم، من بينها الفوارق المالية وأثرها على الأداء الرياضي، إلى جانب الحاجة إلى سياسات شفافة وداعمة للمدى الطويل. وبينما يبقى السؤال: “من أين لأندية مثل النصر والاتحاد تلك الموارد الضخمة؟” تبقى الحقائق واضحة أمام الجميع، ألا وهي ضرورة إعادة النظر في طريقة إدارة الأموال والموارد الرياضية لضمان استمرارية التميز.
وفي خضم هذا الجدل، يعمل الهلال وغيره من أندية الدوري على استعادة سابق عهدهما في المنافسة وتحقيق الانتصارات التي طالما اعتاد عليها جماهيرهم الوفية. وبينما تستمر التحديات المالية والرياضية في إطلاق العنان لجدل كبير، يبقى الأمل معقوداً على أن تُترجم هذه النقاط النقدية إلى خطوات عملية تصب في مصلحة النادي ومستقبل الكرة السعودية.