في تحول جديد يُعيد رسم ملامح الساحة الكروية العالمية، أكد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن استضافة المملكة العربية السعودية لكافة مباريات كأس العالم 2034 هي حق أصيل، مُستندًا إلى ملف متكامل حصل على اعتماد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم وفق النظام الأساسي المعتمد. هذه التصريحات جاءت لتضع حدًا للنقاشات والجدل الذي دار حول ملف الاستضافة، خاصة بعد تصريح رئيس الاتحاد المصري للعبة هاني أبو ريدة الذي دعا إلى منح إفريقيا فرصة تنظيم إحدى مجموعات البطولة.
الملف المتكامل
تحتضن السعودية، التي فازت بشرف استضافة المونديال بعد تقديمها الملف الوحيد والمميز، تحديات وفرصاً كبيرة على حد سواء. إذ أن الملف الذي قدمته المملكة لم يكن مجرد أوراق مطبوعة، بل كان عبارة عن رؤية استراتيجية شاملة تنطلق من احترافية التنظيم والتخطيط على أعلى مستوى، تأكيدًا على جاهزية البلاد لاستضافة بطولة تجمع 48 منتخبًا في حدث رياضي عالمي يعد الأول من نوعه في هذا الحجم.
تصريحات الشيخ سلمان
تجدر الإشارة إلى أن التصريحات الأخيرة للشيخ سلمان جاءت في وقت حساس، حيث أعرب النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن ضرورة احترام الأنظمة واللوائح المعمول بها لدى الاتحاد الدولي، الأمر الذي يعزز موقف السعودية في سعيها للحصول على شرف تنظيم النسخة القادمة من كأس العالم. ومن الجدير بالذكر أن ملف الاستضافة الذي قدمته المملكة حظي بتقييم عالٍ، مما أكسبه الثقة والاعتماد من قبل الهيئات المعنية، في ظل غياب أية منافسة أخرى قدمت ملفاً منافساً في هذا السباق.
دعوة أبو ريدة

في هذا السياق، برزت تصريحات هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري للعبة، الذي دعا في الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي (كاف) في القاهرة إلى استضافة إحدى مجموعات كأس العالم 2034، في إطار إحياء مئوية أول مشاركة أفريقية في هذا الحدث الكبير. وأكد أبو ريدة على تاريخ مصر في المشاركة العالمية منذ أول نسخة عام 1930، وأشار إلى أن مشاركتها اللاحقة في مونديال إيطاليا 1934 كانت بمثابة خطوة بارزة كأول منتخب من خارج قارتي أوروبا وأميركا يظهر على الساحة العالمية.
التأثير على الكرة الآسيوية
يعد الحديث عن مئوية المشاركة الكروية ذات أهمية خاصة في ظل التحولات التي يشهدها العالم الرياضي، حيث يسعى كل قارة إلى إظهار قدراتها واستغلال هذه المناسبات الضخمة لتأكيد مكانتها على المستوى الدولي. ومن هنا، تأتي التصريحات القوية للشيخ سلمان التي تُبرز مدى دعم الاتحاد الآسيوي لكافة الخطوات التي تعزز من مكانة السعودية في تنظيم بطولة عالمية بهذا الحجم. إذ أكد الشيخ سلمان أن عدم فتح المجال أمام محاولات أخرى يجب أن يكون القاعدة الأساسية لضمان الاستقرار والتنسيق الدولي، خاصة في ظل الملف المتكامل الذي قدمته المملكة والذي يجسد كل معايير الاحترافية والتخطيط المستقبلية.
الاستعدادات التنظيمية
من جهة أخرى، تتحدث التوقعات عن تأثير إيجابي كبير على مستوى الكرة الآسيوية، إذ ستصبح السعودية ثالث بلد عربي يستضيف هذا الحدث الكبير بعد قطر عام 2022 والمغرب عام 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال. هذا الإنجاز يُعد بمثابة دفعة قوية للقارة الآسيوية لتثبت نفسها على الساحة الدولية، خاصة وأن البطولة القادمة ستكون الأولى التي تُقام في بلد واحد بمشاركة عدد قياسي من المنتخبات، مما يضع تحديات تنظيمية ولوجستية ضخمة تتطلب تنسيقاً عالياً بين كافة الجهات المعنية.
البنية التحتية

من الناحية التنظيمية، تستعد السعودية لتطبيق أحدث التقنيات والابتكارات في مجال تنظيم البطولات الرياضية، بما يضمن راحة الجماهير وتوفير تجربة فريدة للمشاركين. وقد أشارت التصريحات الرسمية إلى أن الملف الذي قدمته المملكة لم يقتصر على إعداد الملاعب والمرافق الرياضية فحسب، بل شمل أيضًا خططاً تفصيلية لإدارة الأمن والنقل والإقامة، بالإضافة إلى استراتيجيات ترويجية تسعى لتعزيز السياحة الرياضية وترويج الثقافة المحلية على مستوى عالمي.
الخاتمة
إن هذا التوجه المتكامل في تنظيم الفعاليات الرياضية يُعد خطوة نوعية تُبرز مدى جاهزية السعودية لتكون منصة استثنائية تجمع بين التطور التقني والتراث الثقافي العريق. وفي هذا الإطار، يسعى القائمون على التنظيم إلى إقامة فعاليات مصاحبة للبطولة تُعزز من التواصل بين الشعوب وتبادل الخبرات الرياضية والثقافية، مما يخلق بيئة متكاملة تجمع بين المتعة الرياضية والفائدة الاجتماعية.