خلفية المواجهة وتصاعد الأحداث
شهد ديربي جدة الأخير بين الأهلي والاتحاد احتداماً ليس فقط على أرض الملعب بل وفي المدرجات أيضًا، حيث تصاعدت مطالب البعض بمعاقبة جماهير الأهلي بسبب تيفو “القطة” الذي نفذته مجموعة من مشجعي الفريق. جاءت هذه الحركة، التي وصفتها بعض التعليقات بأنها تحايل واضح على القانون وإساءة معلنة للاتحاد، في ظل توتر كبير يكتنف المنافسة بين الجارين في دوري روشن السعودي.
تفاصيل “تيفو القطة” وتصميمه المثير للجدل
وفقًا للتقارير والملاحظات الإعلامية، قام أعضاء من جماهير الأهلي بتنسيق تيفو تم تصميمه بطريقة يشوبها تحايل واضح على الرموز المتعارف عليها. إذ استُخدمت ألوان شعار الاتحاد (الأصفر والأسود) بصورة متعمدة وفيها إشارة مباشرة إلى المنافس، حيث تم تحويل أحد الرموز الأساسية كالمثلث إلى “وجه قطة” يشوبها إساءة للمنافس. وقد أثار هذا العمل الكثير من التساؤلات حول مدى التزام الجهات المنظمة بالأحكام والقوانين الخاصة بتنظيم مثل هذه الفعاليات الجماهيرية.
ردود الفعل والمطالبات بالعقوبات

أثار تصميم تيفو “القطة” ردود فعل متباينة بين جماهير الأهلي ومشجعي الاتحاد، لكن الجزء الأكبر من الأصوات طالبت بتطبيق العقوبات على من قاموا بتنفيذ هذا التحدي الذي يمثل إساءة مباشرة للرموز والشعارات الخاصة بالاتحاد. يعتبر هذا التمرير النوعي لحملة التلاعب بالألوان والرموز الرياضية تعديًا على الإجراءات التنظيمية التي وضعتها الجهات المسؤولة عن تنظيم الفعاليات الجماهيرية داخل الملاعب.
الإعلامي عبد الرحمن القرني يعلق
الإعلامي السعودي عبد الرحمن القرني لم يحتلم في التعبير عن استيائه، حيث غرد عبر حسابه على منصة “X” قائلًا: “من المتعارف عليه قبل عمل أي تيفو أن يتم أخذ الموافقة من الجهة المسؤولة لتنفيذه بالشكل والألوان المعتمدة، لكن ما حدث في تيفو الأهلي، الذي تم فيه تحويل رمز المثلث إلى وجه قطة وأُجريت فيه تعديلات لونية على شعار الاتحاد، يعتبر تحايلًا واضحاً.”
السياق الكروي وتأثير المواجهات الجماهيرية
لا تقتصر أهمية هذه القضية على مجرد تيفو مُثير للجدل، بل تتعداها لتصل إلى تأثيرها على الأجواء العامة للدوري السعودي. ففي الموسم الجاري من دوري روشن، يتصدر الاتحاد جدول الترتيب برصيد 62 نقطة، في حين يحتل الهلال المركز الثاني بفارق 5 نقاط تقريبًا. بالمقابل، يقبع الأهلي في المركز الخامس برصيد 49 نقطة مع بقاء 8 جولات حتى نهاية الموسم. من هنا يبدو أن أي تصعيد جماهيري قد ينعكس سلباً على الأداء الرياضي وعلى صورة الدوري السعودي أمام المتابعين في الداخل والخارج.
التحديات التنظيمية وما يحمله المستقبل

يواجه كل من نادي الأهلي والاتحاد تحديات تنظيمية متعددة في ظل تزايد الاستقطابات الجماهيرية والمطالب بتطبيق اللوائح بصرامة. ويجب على الجهات المسؤولة عن تنظيم الفعاليات داخل الملاعب أن تتخذ إجراءات وقائية صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات التي قد تفسد مناخ المنافسة وتشوه صورة الرياضة.
ماذا ينتظر الأهلي في المستقبل القريب؟
يستعد الأهلي لمواجهة جديدة حيث سيحل ضيفًا على الرائد يوم الجمعة المقبلة في ملعب ستاد مدينة الملك عبدالله الرياضية ضمن منافسات الجولة 27 من دوري روشن السعودي. وفي ظل التوتر الحالي، يأمل جهاز الإدارة في اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لضمان سير المباراة في أجواء رياضية نقية بعيدًا عن أي تجاوزات قد تؤثر على مستوى المنافسة.
الخلاصة
يأتي ما حدث مع تيفو “القطة” لجماهير الأهلي في إطار أزمة أعمق ترتبط بتحديات التنظيم والالتزام بالقواعد التي وضعتها الجهات الرياضية. هذا التحايل المزعوم على القانون لا يمثل مجرد شعار استفزازي بل يشكل رسالة تهدف إلى شحن الجماهير بالإثارة والتوتر قبل المباريات، الأمر الذي يستوجب وقفة جدية من المسؤولين. وفي وقت يشهد فيه الدوري السعودي تنافساً شديداً بين الأندية الكبرى، يصبح من الضروري حماية صورة الرياضة من أي تجاوزات أو استفزازات تهدد أن تحرف مناهج المنافسة النزيهة والروح الرياضية السليمة.