تلقى فريق الهلال إشعارًا مطمئنًا باستعادة أحد ركائزه الدفاعية قبل مواجهة غوانغجو الجنوب كوري، المحددة مساء الجمعة المقبل، ضمن ذهاب ربع نهائي دوري أبطال آسيا. وقد أثار تطور جاهزية الظهير الأيسر البرازيلي رينان لودي حماس الجهاز الفني وجماهير "الزعيم"، لما يمثله من عامل استقرار تكتيكي في الخط الخلفي وهجوم احتياطي مثمر في الأدوار الأمامية.
حضور مؤثر في مران أمس
شهد مران الخميس انسجامًا واضحًا بين جميع عناصر الفريق، بعد أن أتم رينان لودي برنامجه التأهيلي وانضم بشكل كامل إلى التدريبات الجماعية التي أشرف عليها الروماني رازفان لوشيسكو. وحرص الجهاز الطبي على إجراء فحوصات مكثفة للاطمئنان على شفاء اللاعب تمامًا من الآلام التي ألمّت به خلال مواجهة الشباب في الجولة 29 من دوري المحترفين السعودي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق. وعبّر طبيب النادي عن ارتياحه لـ "التجاوب الجيد في اختبارات التحمل وسرعة استرجاع القدرة على الانطلاق والدقة في التمرير".
دور الدفاع وحماية الشباك
يعتبر لودي عنصرًا أساسيًا في فلسفة الهلال الدفاعية والهجومية معًا؛ إذ يتميز بقدرته على قراءة تمريرات الخصم وقطع الكرات قبل وصولها إلى مناطق الخطر، كما يسهم بفعالية في بناء الهجمة من العمق. وقد خاض 32 مباراة مع "الزعيم" في الموسم الحالي بجميع المسابقات، سجل خلالها 4 أهداف وصنع 8 تمريرات حاسمة. وسيمنح عودته لوشيسكو مرونة أكبر في التعامل مع أساليب غوانغجو، الذي يعتمد بدوره على الأجنحة السريعة وتدوير اللعب من الخلف إلى الأمام بلمسات قصيرة.
التحديات التكتيكية في لقاء الغد

يمتاز فريق غوانغجو بضغطه المكثف منذ لحظة استعادة الكرة، مع تحركات متزامنة بين خطي الوسط والهجوم لا تترك مساحات كافية أمام المنافس. ولدى الهلال خبرة سابقة في التعامل مع هذا الأسلوب، لا سيما خلال مواجهتي دور المجموعات اللتين انتهتا بفوز الهلال 2–0 ذهابًا (سجل سالم الدوسري وهيغوايين) و1–1 إيابًا في الصين. ومن المتوقع أن يعتمد رازفان لوشيسكو التشكيل التالي:
• حراسة المرمى:
عبدالله المعيوف، الذي حافظ على نظافة شباكه في مواجهة الاستقلال الإيراني بدور الـ16.
• خط الدفاع:
لودي في اليسار، يرافقه جانبه الأيمن علي البليهي، وعدد من قلوب الدفاع المخضرمين مثل محمد الحبسي ومحمد كورونادو.
• الوسط:
ثلاثي قادر على تحكيم إيقاع اللعب، يضم سلمان الفرج كصانع ألعاب عميق، وبيتروس في الارتكاز الدفاعي، بجانب تالا كبديل هجومي.
• الهجوم:
الرهان على فينيسيوس هتافي أو كارلوس إدواردو في الجانب الأيسر، وحمدالله في رأس الحربة، مع عموري أو جوميز في الجانب الأيمن.
البدائل وقرارات المدرب
سيسمح وجود لودي للمدرب برسم ثلاثي دفاعي بتناوب مع اليوناني جيورجوس، في حال تطلبت المواجهة زيادة صلابة المنطقة الخلفية، وهو ما قد يحدث إذا بادر الخصم بالتسجيل مبكرًا. كما أن عودته تسمح بعودة الشاب نواف العابد إلى دكة البدلاء لتعزيز خيارات الأجنحة الهجومية عند الحاجة.
امتداد الجاهزية البدنية

تُعد العودة السريعة للودي مؤشرًا على التقدم في إعداد "الهلال" للمنافسات المتزامنة، خصوصًا مع قرب مواجهات نصف النهائي في البطولة القارية. وقد شهدت الأيام الماضية تكثيفًا في الحصص اللياقية والتحضيرية للحفاظ على الأداء العالي للاعبين، مع خضوع المهاجمين الهدافين لتمارين خاصة على إنهاء الهجمات تحت الضغط، في حين ركّز خط الوسط على بناء اللعبة بسرعة وتجنب فقدان الكرة في المناطق الخطرة.
الأمل في التفوق الآسيوي
يثق مسؤولو النادي في تجاوز غوانغجو تمهيدًا لمباراة الإياب في الرياض، التي ستقام بعد أسبوعين تقريبًا على استاد الملك فهد الدولي. ويأملون أن تكون عودة رينان لودي بمثابة دفعة قوية تعزز فرص حصد التأهل إلى المربع الذهبي، حيث يهدف الهلال إلى تكرار إنجاز تتويجه باللقب في مناسبات سابقة وتحقيق الثنائية المحلية والقارية.
في الختام، بات الهلال يمتلك تشكيلًا مكتمل الأركان، بعد عودة رينان لودي التي تُسهم في استعادة التوازن بين الدفاع والهجوم، وتمنح الجهاز الفني مزيدًا من الخيارات التكتيكية. ومع استعدادات مكثفة ترتكز على ضبط الأداء الجماعي والتعامل مع أساليب المنافسين الآسيويين، يسعى الأزرق إلى وضع قدمه في نصف النهائي، والتقدم خطوة جديدة نحو حلم استعادة المجد القاري.