شهد الشارع الرياضي السعودي أحداثاً مفاجئة هزت قاعدة الجماهير، بعدما تعرض مدافع نادي الاتحاد حسن كادش لإصابة نادرة خلال مباراة المنتخب الوطني ضد الصين. جاء هذا التطور بعد تدخل عنيف من لاعب المنتخب الصيني لين ليانجمينج، مما أسفر عن إصابة قوية جعلت كادش يُنقل فوراً إلى أحد مستشفيات العاصمة الرياض لتلقي العلاج اللازم. ومن جانبه، أفاد الإعلامي الرياضي وليد الفراج في برنامجه “أكشن مع وليد” بأن كادش تعرض لجرح في الرأس واستلزم خياطته، وأن الأطباء قرروا إبقاؤه تحت المراقبة لمدة 24 ساعة للتأكد من عدم حدوث مضاعفات صحية خطيرة.
تفاصيل الإصابة
كانت المباراة التي جمعت بين المنتخب السعودي والصيني ضمن منافسات الجولة السابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث تمكن الأخضر من تحقيق فوز صعب بنتيجة (1-0). ورغم النتيجة الإيجابية التي حققها المنتخب، فقد خلفت الحادثة الكثير من القلق بين مشجعي الكرة السعودية، خاصة مع اقتراب موعد المواجهة المرتقبة ضد اليابان. إذ من المتوقع أن تكون المباراة القادمة على أرض اليابان مواجهة حاسمة في إطار الجولة الثامنة من التصفيات، وبحكم الأهمية الكبرى لهذه المواجهة، كان غياب كادش يشكل خسارة فنية كبيرة نظرًا لخبرته وقدرته على تأمين الخط الخلفي.
استبعاد محمد كنو
من الناحية الفنية، جاءت إصابة كادش في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، عندما حاول مدافع الاتحاد بثقة إبعاد الكرة باستخدام رأسه، لكن تدخل لاعب المنتخب الصيني الذي كان معروفاً بأسلوبه العدواني تسبب في وقوع حادثة حرجة. هذا التدخل الذي وُصف بأنه عنيف للغاية، جعل كادش يشعر بألم شديد أدى إلى إيقافه فوراً. وعلى الرغم من أن اللاعب لم يفقد وعيه، فإن شكاوى الرأس وظهور أعراض الإصابة استدعت التدخل الطبي السريع.
تأثير الإصابات على التشكيلة

أثار هذا الحدث تساؤلات عدة حول مدى التزام بعض اللاعبين بالتعليمات الطبية التي توجب الحذر عند تعرضهم لأي إصابة، خاصةً تلك التي تتعلق بالرأس. في هذا السياق، بدا واضحاً أن حسن كادش قد خالف بعض التعليمات التي ينصح بها الأطباء بعد تعرضه لصدمات مماثلة في السابق، مما أدى إلى اتخاذ قرار بإبقائه تحت المراقبة في المستشفى. ورغم ذلك، كان الشغف والمثابرة حاضرين في تصرفاته، إذ صرّ على السفر مع بعثة المنتخب السعودي إلى اليابان للمشاركة في اللقاء المصيري، رغم المخاوف الطبية القائمة. إلا أن المدير الفني هيرفي رينارد لم يترك المجال لتلك التصريحات، فقد اتخذ القرار الرسمي باستبعاد كادش من رحلتهم مع المنتخب حفاظاً على صحة اللاعب وسلامته.
الوضع في التصفيات
وفي نفس السياق، شهدت التشكيلة السعودية تغييرات أخرى مع إعلان استبعاد محمد كنو، لاعب وسط نادي الهلال، من رحلة المنتخب إلى اليابان. كان كنو قد غاب عن مباراة السعودية والصين بسبب معاناته من إصابة عضلية، وكان الجهاز الفني يأمل أن يتمكن من مشاركته في اللقاء المرتقب ضد اليابان. لكن، وبعد سلسلة من الفحوصات والتقييمات، أكد الإعلامي الرياضي محمد الخميس في برنامجه “في 90” استبعاد كنو رسميًا، نظراً لعدم شفائه بشكل كامل بعد إصابته. هذا القرار يعد بمثابة رسالة واضحة حول أهمية الحفاظ على صحة اللاعبين وعدم المخاطرة بمشاركتهم في المباريات الحاسمة دون التأكد من جاهزيتهم التامة.
الاستعداد لمواجهة اليابان

لا يمكن إغفال السياق العام للتصفيات الآسيوية التي يشهدها المنتخب السعودي، حيث يحتل الأخضر موقعاً مهماً في ترتيب المجموعة الثالثة. يمتلك المنتخب الآن 9 نقاط نتجت عن فوزين وثلاث تعادلات مقابل هزيمتين، مما يجعله متقدماً بثلاث نقاط على منافسيه من إندونيسيا والبحرين والصين. ورغم ذلك، يواجه المنتخب تحديات كبيرة مع فارق نقطة واحدة عن أستراليا التي تحتل المركز الثاني، وبفارق 10 نقاط عن اليابان المتصدرة التي ضمنت التأهل لكأس العالم 2026 رسميًا. هذه المعطيات تؤكد أن المواجهة القادمة ضد اليابان لن تكون مجرد مباراة أخرى، بل ستكون اختباراً حقيقياً لقدرة المنتخب السعودي على تجاوز العقبات الفنية والصحية في آن واحد.
الخلاصة
تعد إصابات اللاعبين خلال المباريات من المواضيع الحساسة في كرة القدم، حيث يشكل كل لاعب جزءاً أساسياً من خطة اللعب الجماعية. في هذه الحالة، فإن إصابة حسن كادش تأتي في وقت حرج، إذ كان من المتوقع أن يلعب دوراً محورياً في تأمين الدفاع خلال المواجهة القادمة. وفور وقوع الإصابة، تولت الكادر الطبي مهمة تقييم الحالة بعناية فائقة، متبعين البروتوكولات الطبية الحديثة، حيث أعلن الطبيب المسؤول عن متابعة حالة اللاعب أن الفحوصات الأولية تشير إلى جرح في الرأس يتطلب الخياطة والمراقبة الدقيقة للتأكد من عدم وجود مضاعفات قد تؤثر على الأداء المستقبلي له. كانت هذه الخطوة ضرورية لتفادي أي مخاطر محتملة، خاصةً في ظل جدول التصفيات الذي لا يترك مجالاً للأخطاء.