قنبلة ماريانا مانشيني تطالب باعتذار تاريخي لانتشال روبرتو من الظل لقيادة الأزوري من جديد
أطلت ماريانا مانشيني والدة المدير الفني الإيطالي السابق روبرتو مانشيني لتشعل حرب التصريحات بين صفوف الاتحاد الإيطالي لكرة القدم مؤكدةً أن ابنها استحق اعتذاراً رسمياً قبل التفكير في عودته لقيادة منتخب إيطاليا مرة أخرى وأشعلت والدته الجدل الإعلامي بإعلان شرط واضح وثابت يجعل من عودته الخيار الوحيد المطروح لقيادة الأزوري في منافسات المنتخبات القارية والعالمية
بعد أيام قليلة من إعلان رحيل لوتشيانو سباليتي عن منصب المدير الفني لمنتخب إيطاليا عقب خروجه المخيب في بطولة يورو 2024 وتوالي الأسماء المرشحة لتولي المهمة مثل فابيو كانافارو وجينارو جاتوزو ودانييلي دي روسي عاد الحديث بقوة عن إمكانية عودة روبرتو مانشيني صاحب الإنجاز التاريخي في قيادة الأزوري للتتويج بلقب يورو 2020 لأول مرة منذ عام 1968 إلا أن ماريانا اختصرت كل التكهنات في شرط واحد لا نقاش فيه يتمثل في اعتذار رسمي يقدمه رئيس الاتحاد جابرييلي جرافينا أو أحد المسؤولين الكبار في الهيئة
وبحسب ما نقلت صحيفة لا جازيتا إيطاليا فقد أكدت والدة مانشيني أن قرار ابنها بالابتعاد عن المنتخب منذ عامين لم يكن نتيجة تسرع أو ضعف شخصية بل جاء بعد شعوره بتجاهل واضح من قِبل بعض الإداريين الذين قادوا مفاوضات ما قبل عقد الإشراف على الأزوري قبل يورو 2020 مشيرةً إلى أن العلاقة المتوترة بين مانشيني ورئيس الاتحاد في ذلك الوقت دفعت المدير الفني إلى الانسحاب لحماية سمعته وإعطاء دروسٍ في المهنية لا تحتمل الخطأ أو الإهمال
![]() |
وقد وجّهت ماريانا رسالة مباشرة إلى جابرييلي جرافينا قالت فيها إن ابنها ليس متهوراً ولا يتراجع عن مبادئه أبداً وربما لو حصل اعتذار أصلحه الوضع بسرعة وكشفت أن مانشيني لا يطلب سوى إرجاع الثقة له وتمكينه من ممارسة عمله دون ضغوطات خارج المستطيل الأخضر مؤكدةً أن الجمهور الإيطالي والمشجعين الأزرق سيرحبون بعودته طالما أن الاعتذار أكد احترام الاتحاد لمكانته وأن حقبة التعاون السابقة بين الطرفين ستُستعاد
يرى كثيرون أن هذه التصريحات تمهد لإعادة فتح ملف ترشيح مانشيني رسمياً خاصة بعد التقارير التي ربطت اسمه المباشر بمنصب المدير الفني للأزوري منذ رحيله عن المنتخب السعودي عقب نهاية التحضيرات لكأس العالم وقد قاد مانشيني الأخضر في التصفيات الآسيوية لكنه فشل في تحقيق نتائج تُلبي طموحات القيادة الرياضية في السعودية قبل أن تنتهي علاقته بشكل ودّي وفقاً للتصريحات الرسمية الصادرة آنذاك
وبالنظر إلى الأسماء المطروحة فمن المتوقع أن يتنافس المدير الفني السابق لإنتر ميلانو والصناعي مع عدد من أساطير الكرة الإيطالية التي لا تقل سيرةً عن سيرة مانشيني كقائد للأزوري في 2021 إلا أن التفوق الرقمي والتجربة القيادية التي يمتلكها مانشيني تبقى ورقة رابحة لصالحه خاصة إن شكّل اعتذار الاتحاد نقطة الانطلاق لحقبة جديدة لها أولوية وطنية وقارية فالجماهير الإيطالية تطمح لرؤية منتخب قوي قادر على المنافسة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة والاستعداد بحجم مشروع لكأس العالم 2026
![]() |
وفي السياق نفسه حذر بعض المحللين من أن بقاء منظومة الاتحاد الإيطالي على نهج الإقصاء وتجاهل الشخصيات التاريخية قد يترك آثاراً سلبية على الصورة الذهنية للهيئة ويجعل مهمة المدير الفني القادم أكثر صعوبة على الصعيدين الفني والإداري وشدّدوا على ضرورة أن يتسم اختيار أي مدرب للمنتخب بروح التوافق وتقديم تنازلات تصب في مصلحة الأداء والنتائج بعيداً عن الحسابات الضيقة والمشاحنات الإعلامية
ولا يخفى على أحد أن مانشيني يمتلك سجل إنجازات مميزاً على مستوى الأندية والمنتخبات فقد درب مانشيايري فيينتوس وروما قبل أن يقود إنتر ميلانو لتحقيق ثنائية الدوري والكأس ويعيد منتخب إيطاليا لقلّة المشاركة في البطولات الكبرى عبر إنهاء صيامه القاري بلقب يورو 2020 وهو الأمر الذي يزيد من شأن عودته إذا ما تم تجاوز الشروط المطلوبة وإغلاق ملف الاعتذار الرسمي
وفي ضوء ما سبق يبقى السؤال الأهم هل سيتقدم الاتحاد الإيطالي باعتذار يرضي طموح ماريانا مانشيني ويقنع روبرتو بارتداء قميص التدريب الأزرق من جديد أم سيمضي الاتحاد في ركب الترشيحات الجديدة التي تحمل رغبة في تغيير الدماء والإسراع بنتائج مختلفة عن تلك التي حصلت في الأعوام الماضية وما بين هذين الخيارين يترقب الشارع الرياضي الإيطالي قراراً سيحدد مصير الأزوري في السنوات المقبلة ويرسم مساراً جديداً لمسيرة روبرتو مانشيني الشخصية والفنية.