شهد مساء الأحد موقعة صادمة في الدوري الأمريكي “MLS” عندما تكبّد إنتر ميامي خسارة ثقيلة 0-3 أمام أورلاندو سيتي، محطماً آمال جماهيره ومؤججاً لهيجان الشارع الرياضي في الولايات المتحدة والعالم العربي على حد سواء. تصريحات خافيير ماسكيرانو عقب المباراة جاءت صادمة بمواجهته الحقيقة من دون مواربة أو التذرّع بالأعذار، معترفاً أنه “المسؤول الأول” عن تراجع مستوى الفريق، ومؤكداً أن الأخطاء المتكررة كانت سبباً مباشراً في هذا الانهيار الدفاعي والهجومي على حد سواء.
تراكم الخسائر وارتداداتها على ثقة اللاعبين
هذه الهزيمة هي الخامسة لإنتر ميامي في آخر سبع مباريات، ضمّت كافة المسابقات (MLS وكأس أبطال الكونكاكاف)، بعد نتائجه المهزوزة في المواجهات ضد فانكوفر وايتكابس (خسر ذهاباً وإياباً 1-5 بمجموع المباراتين)، ودالاس (3-4)، ومينيسوتا يونايتد (1-4).
- تأثر “الأميرة” في الدفاع: استقبلت شباك إنتر ميامي 20 هدفاً في آخر سبع مباريات، ما يسلّط الضوء على هشاشة الخط الخلفي والغياب التام للانضباط التكتيكي.
- هزات معنوية متتالية: رغم الفوز اللافت 4-1 على نيويورك ريد بولز والتعادل المثير 3-3 مع سان خوسيه إيرثكويكس، إلا أن الانتصارات النادرة لم تكن كافية لردم الهوة التي حدثت مع انهيار الثقة والانسجام داخل غرفة خلع الملابس.
“أنا السبب وخسرنا ثقتنا في أنفسنا”.. اعتراف مدوٍ
لم يهرب ماسكيرانو من حمل المسؤولية، وقال بوضوح:
“من الواضح أن المسؤول هو أنا، وقد قلت ذلك من قبل. لا يمكننا تحمل مثل هذه الأخطاء. لقد تم تحديد ذلك بوضوح، ولكن لا فائدة من مجيئي إلى هنا وتكرار ذلك لأن الأمر يستمر في الحدوث. في العديد من هذه الجوانب، نحن نفشل كطاقم تدريبي، وعلينا أن نجد طريقة لوقف هذه الأخطاء حتى يتمكن الفريق من تحقيق النتائج.”
بهذه الصيغة الصادمة، أكد المدرب الأرجنتيني أن الخطأ ليس ناتجاً عن التحكيم أو سوء حظ عابر، بل نتيجة خلل تكتيكي وإدارة فنية لم تعد تجدي نفعاً أمام أندية استوعبت مخططاتهم. وانتقد أيضاً التغييرات المستمرة في التشكيلة وأنظمة اللعب، قائلاً:
“حاولنا أنظمة مختلفة ولاعبين مختلفين، ولكن في الوقت الحالي، الأمر صعب للغاية بالنسبة لنا.”
ميسي على الخطوط.. والملتحقون الجدد بين نار الانتقادات

على الرغم من وجود النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي بات وجهة أنظار الإعلام والجماهير بعد انتقاله التاريخي إلى “MLS”، إلا أن تواجد الأسطورة لم يخرج الفريق من المأزق.
- تراجع إنتاجية ميسي: لم يتمكن قائد سان جرمان الأسبق من تغيير المسار في المباريات الأخيرة، وغابت التمريرات الحاسمة والأهداف التي اعتادت الجماهير على رؤيتها.
- أسماء جديدة وحلول مؤقتة: ضم إنتر ميامي في الموسم الحالي لاعبين جدد في الأجنحة وخط الوسط الدفاعي، لكن حتى الآن لم ينجح أي منهم في تقديم إضافة حقيقية تساهم في التماسك الدفاعي أو تعزيز الإبداع الهجومي.
سوء التوفيق أم مهارات مفقودة؟
على الرغم من مباراة الأحد شهدت شوطاً أول جيداً نسبياً من جانب إنتر ميامي، حيث سيطر على الكرة وخلق أكثر من فرصة، إلا أن “خطأ بسيط في كرة سهلة الثمن” – كما وصفه ماسكيرانو – قلب النتيجة رأساً على عقب.
- الهدف الأول: جاء من تجاهل لاعب الدفاع لحركة الخصم في وسط الملعب، وانتهت بلا متابعة واضحة من الحارس والوسط الدفاعي.
- الهدف الثاني: استثمر هجمة مرتدة سريعة من أورلاندو، كشفت عن ضعفِ سرعةِ انتباه لاعبي خط الظهر.
- الهدف الثالث: جاء من ركلة حرة مباشرة من خارج المنطقة بعد خطأ في تقدير المسافة بين لاعبي الجدار، ما أكمل الكارثة بثلاثية نظيفة.
معضلة استمرارية النتائج: ماذا بعد؟

بات على إدارة إنتر ميامي اتخاذ قرارات جذرية قبل نفاد الوقت:
- تعزيز خط الدفاع: بمدافعين كبار الخبرة، قادرين على تحمل ضغوط المباريات الكبيرة.
- إعادة هيكلة الجهاز الفني: أو دعم ماسكيرانو بمساعدين متخصصين في تكتيك MLS المحلي وقواعد الدوري.
- تحفيز اللاعبين نفسياً: بمدرب نفسي أو خبير في اللياقة البدنية، لاستعادة الثقة الغائبة.
دبلوماسية واصطفال جماهيري
وسط هذه الأزمة، اختارت الجماهير والمنصب الإعلامي التحلي بالصبر والدعم، ملقين اللوم الأكبر على الإدارة الفنية والإمكانات المحدودة مقارنةً بالأندية العملاقة في الدوري. ولكن ما يراه النقّاد هو أن التزام “شرطة القدم” بمباريات الدوري وحده لم يعد كافياً، وأنه لزامٌ على إنتر ميامي - الذي يتحرك تحت راية اسم ميسي - أن يرتقي إلى مستوى الضخامة التسويقية والنتائجية معاً.