
في خطوةٍ مذهلةٍ قد تُعيد كتابة خريطة سوق الانتقالات الأوروبية، أعلن نادي برشلونة الإسباني رسميًا، يوم الخميس، تمديد عقد نجمه البرازيلي رافينيا حتى صيف 2028، رافضًا كل محاولات الأندية السعودية وعلى رأسها الهلال لانتزاع جناحه المتألق الصيف القادم. قرارٌ جاء تتويجًا لمسيرةٍ استعاد فيها صاحب الـ28 عامًا بريقه بعد بداياتٍ صعبة، وأثبت أنه أحد أبرز اللاعبين في القارة العجوز، بل ومرشح قوي لجائزة الكرة الذهبية.
لماذا الآن؟… تجديد مفاجئ بعد موسمين متذبذبين
جاء تجديد رافينيا بعد موسمٍ استثنائي قاده لتحقيق ثنائية الدوري الإسباني “الليغا” وكأس الملك، ومساهمته المباشرة في 59 هدفًا (34 هدفًا و25 تمريرة حاسمة) خلال 56 مباراة في كل المسابقات. رقمٌ لا يُصدَّق مقارنةً بأدائه في أول موسمين بقميص “البلوغرانا” تحت قيادة تشافي هيرنانديز، حيث اكتفى بتسجيل 10 أهداف وصناعة 12 تمريرة حاسمة في موسم 2022–2023، ثم كرر أرقامه (10 أهداف و13 صناعة) في الموسم التالي.
الثقة الجديدة جاءت مع قدوم هانسي فليك إلى قيادة برشلونة في صيف 2023، الذي منح رافينيا الحرية الهجومية والمساحة للتألق على الجناح الأيمن، فاستعاد سرعته ومهاراته الفردية، مستفيدًا من انسجامه مع ليونيل ميسي السابق وإليكم مرتين مع ممفيس ديباي وروبرت ليفاندوفسكي وخلفيته الفنية المتطورة.
كيف ردّت إدارة “الأمـلس” على عروض الخليج؟

كانت الأنباء تشي برغبة عدد من الأندية السعودية في الظفر بخدمات رافينيا خلال ميركاتو صيف 2025، لا سيما الهلال الذي عانى في المواسم الأخيرة في جناحي الهجوم. ومع الأرقام المالية الضخمة التي تُعرض في السعودية للمحترفين الأعلى أجرًا، بدا أن موقف برشلونة قد يتغيّر. لكن بقرار تمديد العقد حتى 2028 براتبٍ سنويٍّ يتناسب مع مكانته الجديدة (تُقدَّر التقارير بـ8 ملايين يورو صافي)، أعاد النادي الكتالوني تأكيد ترجحيه الحفاظ على نخبةٍ من لاعبيه في مرحلة إعادة البناء التي يقودها رئيس النادي خوان لابورتا.
من “أبواب الخروج” إلى “حصن يديّن”
لم ينسَ مشجعو “كامب نو” تلك التصريحات التي أطلقها رافينيا في صيف 2022، حين ألمح أنه يفكّر في الرحيل بسبب قلة الدقائق والتغيرات التكتيكية المفاجئة. بل إنه اعترف بنفسه بعد نهاية موسم 2022–2023 أنه كاد يفتح باب الخروج قبل وصول فليك. لكن عقب التتويج بلقب “الليغا” بعد غياب عامٍ واحد وإحراز “الدي كوبا” للمرة الثانية خلال ثلاثة مواسم، استقر البرازيلي أخيرًا على الاستمرار مع الأخير على أمل الظفر بشرف الفوز بدوري أبطال أوروبا الذي طال انتظاره منذ 2015.
إحصائياتٌ تُخيف المنافسين
الموسم
2022–2023
10 الأهداف
12 التمريرات الحاسمة
47 المباريات
22 المحصلة الكاملة
2023–2024
10 الأهداف
13 التمريرات الحاسمة
50 المباريات
23 المحصلة الكاملة
2024–2025
34 الأهداف
25 التمريرات الحاسمة
56 المباريات
59 المحصلة الكاملة
هذا الانفجار الهجومي قلّما سجّله جناحٌ في تاريخ “الليغا”، وجعله منافسًا شرسًا على جائزة الحذاء الذهبي المحلي والأوروبي، خاصةً مع تدنّي معدلات التسجيل للاعبي الأجنحة التقليدية.
أصواتٌ من “كامب نو” تعلّق

قال خوان لابورتا، رئيس برشلونة:
“رافينيا أثبت أنه يستحق أن يُصرّف فيه عمر رياضي كامل مع النادي. موهبته وروحه القتالية تناسب مشروعنا الجديد، ونريد أن نمنحه مزيدًا من الاستقرار لكي يكون حجر أساس في ما سنقدّمه للاعبي المستقبل”.
وعلق هانسي فليك:
“كما توقعنا، عاد رافينيا أكثر قوةً ونضجًا. يعرف متى يركض في العمق وكيف يتحدّى الخصوم بخارج قدمه. أتوقع أن يرتقي إلى مستويات أعلى إذا استمر على هذا النهج”.
آمال برازيليّة وقارة قادمَة
يحلم رافينيا بإضافة بصمته على لوحة النجوم العالمية عبر فرصة الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأول مرة في تاريخه، بعد أن تأهل مؤخرًا كمرشح ضمن قائمة ضمت 30 اسمًا. ومع بلوغ “كامب نو” نهائي كأس السوبر الإسباني ومباراته المرتقبة ضد أتلتيكو مدريد، سيكون أمامه فرصةٌ أخرى لتعزيز رصيده التهديفي وتأكيد حُجّته أمام محكّ الفوزية الفردية والجماعية.
ختامًا، يمنح تجديد عقد رافينيا حتى 2028 برشلونة ميزةً واضحة في سوق الانتقالات، ويرسخ هويته الهجومية المبنية على جماعية الأهداف وتنوع مصادرها، بينما يُغلق الباب أمام أي محاولةٍ للسعودية للظفر بجناحٍ بات اليوم أحد أعمدة مشروع “العودة إلى القمة” في العاصمة الكاتالونية.