في مفاجأة قوية قلبت موازين الحديث في الأروقة الكروية، أكدت مصادر مطلعة لـ”فوتبول كو” أن كل ما تم تداوله عن رغبة الهلال في ضم رافينيا دياز من صفوف برشلونة هذا الصيف لا يمتُّ للحقيقة بصلة، وسط تنسيق محكم مع صندوق الاستثمارات العامة ولجنة الاستقطاب للخروج بخطة متكاملة قبل انطلاق مونديال الأندية 2025.
رافينيا.. نجم موسمي وهدف قاب قوسين أو أدنى؟
منذ بداية موسم 2024-2025، طالما برز اسم رافينيا دياز في وسائل الإعلام العالمية كأحد أبرز المواهب البرازيلية الصاعدة، بعد أن منح المدرب هانزي فليك ثقة استثنائية لهذا الجناح النشيط (28 عاماً)، ما انعكس على أدائه الداخلي والخارجي مع برشلونة. تسجيله لأهدافٍ حاسمة وتمريراته الدقيقة جعلته محل أنظار كبار الأندية القارية، ورفع من منسوب التكهنات حول احتمال انتقاله إلى العاصمة السعودية.
الهلال يصفع المروجين بشهادة “المصدر الموثوق”
في ظل التكهنات الإعلامية الكثيفة، جاء الرد الرسمي للهلال عبر مصدر خاص أفاد بأن اسم رافينيا غير مطروح حتى على طاولة المفاوضات داخل نادي الزعيم، وأن الإدارة ترفض المجاملة في هذا الملف المثير، خصوصاً وأن أولويات الفريق قبل انطلاق كأس العالم للأندية ترتكز على بناء تشكيلة متوازنة. وأوضح المصدر لـ”فوتبول كو”:
“لا نملك أي نية للتفاوض مع رافينيا في الموسم المقبل، وما يُروّج مجرد شائعات لا أساس لها، وهدفها حرف الأنظار عن التفاصيل الأهم المتعلقة بخطة النادي قبل المونديال”.
لائحة الأبطال تشتعل قبل السفر إلى أميركا

الهلال وُضع في المجموعة الثامنة للمونديال الذي ينطلق بين 15 يونيو و13 يوليو 2025 في الولايات المتحدة، إلى جانب عمالقة الأرض: ريال مدريد حامل لقب البطولة الأوروبية، ريد بول سالزبورج ذي الأسلوب الهجومي الصريح، وباتشوكا المكسيكي العنيد. هذا المزيج رسّخ لدى إدارة الزعيم ورقة ضغط إضافية؛ فما بين مواجهة مرعبة أمام لوس بلانكوس وتحدٍّ تكتيكي أمام سالزبورج، وإنهاك بدني أمام خصم مكسيكي متمرس، تزداد الحاجة إلى خطة محكمة وخيارات تدعيمية مدروسة.
استراتيجية التعاقدات تتشكل تحت سقف “التنسيق الرسمي”
لا يخفى على أحد الدور الضخم لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي أصبح شريكاً استراتيجياً في صناعة القرار بالنادي الأزرق، فضلاً عن لجنة الاستقطاب التي تضم خبراء أتوا من ملاعب أوروبا وأمريكا اللاتينية. هذه الهيئات تعمل جنباً إلى جنب مع الإدارة الفنية لتجهيز قائمة “الهلال المونديالي” بأفضل الأسماء القادرة على المنافسة على المستوى العالمي، بعيداً عن العناوين الرنانة التي لا تخدم الملعب بقدر ما تخدم الصحافة.
ملامح التحضيرات: بين الحاضر والمستقبل
- تركيز على المحترفين الأجانب: سيتجه الهلال لتجربة لاعبين لديهم خبرة مونديالية، سواء من أوروبا أو أمريكا الجنوبية، لتعويض الفارق الفني أمام الفرق الكبرى.
- دعم القطاع الدفاعي: بعد أن جاءت نتائج الموسم الماضي غير مرضية في بعض المباريات المصيرية، وضعت الإدارة في أولوياتها تدعيم العمق الدفاعي بمدافعٍ صلب وظهير ذي قدرة تهديفية.
- تقوية وسط الميدان: بحثاً عن التوازن بين الركلات الثابتة والتحولات السريعة، سيدرس الزعيم جلب لاعب يملك قدرة على قراءة اللعب والتحكم في إيقاع اللقاء.
- صقل المواهب المحلية: ضمن رؤية مستدامة، يجري الحرص على منح الفرصة للشباب الواعد، عبر إشراكهم في معسكرات إعداد داخلية وخارجية، لإكسابهم الخبرة المطلوبة قبل المواجهات الحاسمة.
جماهير الهلال بين الانتظار والآمال

يعيش الجماهير الهلالية في هذه الفترة هو جولة من الترقب؛ فبينما يطالب البعض بالتعاقد مع “نجوم الصف الأول”، يحذر آخرون من “ضياع الفكرة” وتكرار أخطاء ما قبل 2019 حين فشل الفريق في ترجمة القوة الشرائية الكبيرة إلى ألقاب قارية. لذلك، تأتي التصريحات “الحاسمة” حول رافينيا لتعيد تركيز الأنظار على القضايا المؤثرة فعلياً، وليس على الشائعات الجاذبة للأنظار.
ختام المشهد قبل الانطلاق إلى أرض الأحلام الأميركية
مع تبقي أسابيع قليلة على انطلاق مونديال الأندية في الولايات المتحدة، يبقى السؤال الأكبر: هل سينجح الهلال في صياغة تشكيلته المثالية للمنافسة على اللقب؟ إدارة النادي، مدعومة برؤية صندوق الاستثمارات العامة ولجنة الاستقطاب، تبدو مصممة على رسم معالم فريق قادر على مواجهة كل التحديات. وما زالت الفرصة سانحة لتفادي المغامرات الإعلامية الفارغة والتركيز على الهدف الأسمى: وضع الهلال مرة أخرى على منصة التتويج العالمية.