
في سباق انتقالات حُسمت ملامحه سلفاً لصالح أرسنال، يرفض ريال مدريد الاعتراف بالهزيمة ويواصل الضغط في صفقة مارتن زوبيمندي، لاعب وسط ريال سوسيداد الشاب الموهوب، والذي تصطف حوله كبرى الأندية الأوروبية. رغم أن المدفعجية باتوا على أعتاب تفعيل الشرط الجزائي في عقد زوبيمندي (60 مليون يورو) وضمّه إلى صفوفهم، إلا أن الفريق الملكي بقيادة تشابي ألونسو يتهيأ لتنفيذ مفاجأة مدوية تبرهن بها «المرينغي» أن الزمن لا يؤخر طموحاته.
أولويات أرسنال: «الشرط الجزائي» في متناول اليد
انطلقت اتصالات أرسنال مع وكيل زوبيمندي منذ يناير الماضي، في محاولة لضمان تدعيم خط وسط الفريق قبل انطلاق الموسم الجديد. ومع بدء تفعيل الشرط الجزائي، بدا أن الصفقة مسألة وقت فقط، خاصة بعد تأكيد «ذا أثليتيك» ووسائل الإعلام الإنجليزية أن المدفعجية أتمّوا الاتفاق الشفهي مع اللاعب وخاطبوه عن تفاصيل العقد والأجور والضمانات الرياضية.
يركز أرسنال على مورتينغو الهجومي وتدعيم الاستقرار في الوسط، حيث يرى ميكيل أرتيتا أن زوبيمندي يمثل الإضافة النوعية التي تفتقدها تشكيلة الفريق.
الأمل الملكي: ألونسو يُعيد فتح الطريق
في المقابل، لم يتردد تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد الجديد، في طلب ضم زوبيمندي منذ اليوم الأول لوصوله إلى العاصمة.
ويُعتبر زوبيمندي من الأسماء المفضلة لدى الإسباني الشاب الذي عُرف بطموحه المبكر في تشكيل فرقٍ هجومية متوازنة. إذ يرى ألونسو في لاعب سوسيداد القابل للتطوير قاعدة صلبة لبناء محور وسط مستمر في الضغط والتحكم بالكرة، بما يتناغم مع فلسفة «المرينغي» الحديثة.
وتقارير «آس» الإسبانية أفادت بأن ألونسو شخصياً يسعى لإقناع زوبيمندي بالانضمام إلى مشروعه المستقبلي في «سانتياغو برنابيو»، خاصة أن عقد الأخير يمتد حتى نهاية الموسم فقط، ما يجعل فرصه في التفاوض سهلَة نسبيًّا قبل أن يتفرَّد أرسنال بخياراته.
رهان «المرينغي» على سرعة الحسم

يعلم ريال مدريد أن تفعيل الشرط الجزائي وحده لا يكفي، فهناك دقائقٌ غالية في سباق الضم. ومن هنا، ترجّح المصادر أن يكون للضغط النفسي والاجتماعي دور في قلب معادلة قرار زوبيمندي، عبر إشراكه في لقاءات ترويجية أو جلسات تدريب مفتوحة مع الفريق الأول، قبل انتهاء الموسم المحلي في إسبانيا وإنجلترا.
ومع ظهور اسم ترنت ألكسندر-أرنولد ضمن صفقات ريال مدريد الأخيرة وتأكيد «ذا أثليتيك» قرب التوقيع مع مدافع بورنموث دين هويسن، يزداد إلحاح «المرينغي» على استكمال إعادة هيكلة الوسط والدفاع استعدادًا للموسم المقبل.
السيناريوهات المتاحة للاعب
1. الانضمام إلى أرسنال:
بعد الاتفاق الشفهي وتوافر العرض الرسمي، قد يختار زوبيمندي العيش تحت أضواء الدوري الإنجليزي الممتاز وخوض تجربة جديدة برفقة ميكيل أرتيتا، مع وعد باللعب بانتظام ضمن تشكيلةٍ تنافس على الألقاب الأوروبية.
2. الانتقال إلى مدريد:
يمتلك ريال مدريد الأوراق التي يراهن عليها، سواء من ناحية المشاركة في دوري أبطال أوروبا، أو عبر الثقة التي يمنحها ألونسو للاعبيه الشباب، إضافة إلى بيئة «البرنابيو» الجاذبة لأي نجمٍ إسباني.
3. المماطلة حتى الصيف:
ترك الباب مفتوحًا لخيارات أخرى، كالمنافسة مع أندية إيطالية أو ألمانية قد تظهر في اللحظات الأخيرة، مستفيدة من نزول قيمة الشرط الجزائي إذا تأخر التفعيل.
ما الذي يريده زوبيمندي حقّاً؟
يبقى السؤال الأهم: إلى أي حد تفرض عوامل الطموح الفني الاقتصار على العرض المادي؟ اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً حقق مع سوسيداد سمعة طيبة بفضل أسلوبه العصري في التحول من الدفاع إلى الهجوم، ويمتاز بقدرته على قراءة المباريات والتمرير الدقيق تحت الضغط.
كل هذا يجعل قراره ليس مجرد توقيع عقد، بل اختيار مسار مسيرته الاحترافية.
حسابات الميرينغي: لا تراجع ولا تنازل

يعمل ريال مدريد على تقديم عرض مادي منافس ربما يعادل ما يوفّره أرسنال، مع إضافة امتيازات بعقود الإعلانات والرعاية التي لا يمكن الاستهانة بها في عاصمة ضوء النجومية «مدريد».
كما لا يستبعد البعض عرض إشراك زوبيمندي في كأس العالم للأندية المقبلة مع «المرينغي» كضمانة إضافية لاقتناعه بأن مشواره مع فريقٍ بطل قاري ليس فقط كلمة بل تجربة ميدانية حقيقية.
نهاية مفتوحة… وبداية تحدٍّ جديد
مع اقتراب نهاية الموسم في كل من إسبانيا وإنجلترا، تتقلص المهل أمام زوبيمندي لاتخاذ قراره الحاسم، فيما يضغط «الجنرز» و«المرينغي» بالتوازي لتحقيق ما يصبون إليه.
المعركة باتت واضحة الأهداف: أرسنال يريد مزيداً من الهيمنة الإنجليزية، وريال مدريد يرفض التفريط في جوهرةٍ إسبانية قادرة على صناعة الفارق. ومهما كانت النهاية، سيبقى اسم مارتن زوبيمندي مرتبطاً بإحدى أكثر صفقات السوق سخونة وإثارة للمشجعين والأنظار في أوروبا.