زيدان يتجاوز الإغراءات الضخمة ويصر على حلمه بتدريب منتخب فرنسا

11 days ago

زيدان

زيدان يرفض الشيكات البيضاء من إنجلترا والسعودية

في خضم التكهنات المتصاعدة حول مستقبل المدرب الفرنسي الأسطوري زين الدين زيدان، جاءت تصريحات نجم الديوك السابق مارسيل ديسايي لتلقي الضوء على الكواليس الخفية لعروض مالية طائلة وردّ زيدان عليها رفضاً تاماً. فقد كشف ديسايي خلال حديثه لموقع Oddspedia أن زيدان تلقى "شيكات على بياض" مغرية من ناديي مانشستر يونايتد وتشيلسي في إنجلترا، إلا أن ارتداده تجاه هذه العروض يؤكد تمسكه بأولوية تدريب منتخب فرنسا على أي غنائم مالية فورية.

مسيرة تدريبية بدأت في ريال مدريد

مسيرة زين الدين زيدان التدريبية بدأت بعد اعتزاله اللعب في صيف عام 2006، ليخوض تحدياً جديداً في سماء التدريب مع ريال مدريد. وبعد أن حقق مع الملكي ثلاثية تاريخية في دوري أبطال أوروبا ضمن مواسم متتالية بين 2016 و2018، استقال زيدان للمرة الثانية من تدريب الفريق عام 2021 تاركاً خلفه إرثاً من البطولات والإنجازات غير المسبوقة. منذ ذلك الوقت، ظل اسم زيدان يتردد بقوة في سوق المدربين المرغوبين على مستوى العالم، وخصوصاً من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التي تسعى دوماً إلى استقدام أسماء قادرة على مزج الخبرة وإنجاح المشاريع قصيرة الأجل.

ديسايي يكشف عن رفض زيدان لعروض مالية خيالية

زيدان

مارسيل ديسايي، الذي لعب إلى جانب زيدان في منتخب فرنسا خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات، أكد أن العروض الإنجليزية كانت بمثابة معاينات حقيقية لقبول شاب، قائلاً إن "تشيلسي قدم لزيدان شيكاً على بياض، وكذلك حدث مع مانشستر يونايتد. لكن زيدان رفض كليهما لأنه لا يهتم بالمال وعينه على حلم تدريب منتخب فرنسا". تأتي هذه المعلومات في وقت رفض فيه زيدان بالفعل عرضاً ضخماً من الدوري السعودي للمحترفين يقدّر بمئة مليون يورو سنوياً، وهو ما يعكس إصراره على البقاء في فرنسا وعدم الانصراف إلى مشاريع مدفوعة الأجر سريعاً.

زيدان والتحدي القادم مع منتخب فرنسا

تزخر الصحف العالمية بترشيحات عدة لمدرب فرنسا المقبل في حال مغادرة ديشان للمنصب بعد كأس العالم 2026. ديشان نفسه أعلن قبل أشهر أن دوره سينتهي بنهاية البطولة العالمية التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وفتح الباب أمام إمكانية عودة زيدان إلى ملعب فرنسا في دور جديد تطلعي ومستقبلي. وربط النجم السابق ديسايي بين رغبة زيدان الشخصية في العمل مع منتخب الديوك وقدرته على قيادة الجيل الصاعد من اللاعبين الموهوبين إلى مجد الكرة العالمية.

رؤية زيدان التكتيكية والتركيز على الشباب

زيدان

ويشير ديسايي إلى أن "فرنسا ستظل من الدول المرشحة للفوز بكأس العالم حتى بعد ديشان، وفي حال تولى زيدان المهمة فسيجد تحت يديه أفواجاً من اللاعبين يملكون الإمكانيات الفنية والبدنية التي ترضي طموحه في إعادة بناء منتخب قمة في أوروبا والعالم لثماني سنوات قادمة على الأقل". من ناحية التكتيك والتوجه العام، اشتهر زيدان بقدرة فريدة على إدارة غرف الملابس ودمج اللاعبين الشباب مع المخضرمين في فرق مربوطة بأسلوب لعب مرن يحمل قيم السرعة والتحول الفوري بين الدفاع والهجوم.

زيدان يعرف المنتخب الفرنسي جيداً

وكان زيدان يتابع أخبار المنتخب الفرنسي بشكل دائم، وبحسب ديسايي فإنه "يحرص على حضور المباريات الكبرى كمتفرج ومحلل غير رسمي. ويريد الانتظار حتى انتهاء عقد ديشان رسمياً قبل المضي قدماً في أي خطوة". وفيما يتعلق بالسوق السعودي، كشف زيدان سابقاً عن رفضه عرضاً يصل إلى مئة مليون يورو في موسم واحد، وهو أعلى عرض يُقدمه الدوري السعودي في تلك الفترة. ويأتي هذا الرفض من باب أولويات زيدان واعتقاده بأن مهمته الحقيقية تقتضي قيادة الديوك الفرنسية نحو قمة جديدة بعد الإقصاء في أدوار متقدمة من بطولة أوروبا 2021 والخروج من نصف نهائي مونديال قطر 2022.

ثقة الجماهير بقدرة زيدان

تُعَدّ تصريحات ديسايي مصدراً مطمئناً لجماهير فرنسا التي ترى في زيدان الوريث الأنسب لاستكمال نهج ديشان وتطويره. فالجيل الحالي من نجوم منتخب الديوك يضم أسماء لامعة مثل كيليان مبابي ورافائيل فاران وأنطوني مارسيال ونجوم شابة أخرى، وهو ما سيشكل أرضية خصبة أمام زيدان كي يبدأ مشروعاً تدريجياً يمتد لسنوات عديدة مع الحفاظ على فلسفة اللعب الفرنسي القائمة على التكتيك والمهارة والروح القتالية.

تحديات كبيرة تنتظر زيدان

في المقابل، يواجه زيدان تحديات مرهقة تتمثل في مقاومة ضغوط الإعلام التي تتحدث عن إمكانية انتقاله إلى أندية إنجليزية كبرى، وكذلك قواعد العمل في المنتخب الفرنسي التي تختلف كليةً عن تدريب الأندية. فالمباراة الدولية الواحدة لا تمنح المدرب فرصة تكرار الأخطاء في أكثر من أسبوع، والأيام بين المباريات تكون قصيرة. لكن خبرة زيدان كلاعب ومدرب في الملاعب الأوروبية وخاصة ريال مدريد جعلته مهيأً لهذه المهمة صعبة المراس.

التنافس على تدريب فرنسا سيكون قوياً

من المتوقع أن يصدر القرار النهائي حول خليفة ديشان بعد بطولة كأس العالم 2026 مباشرة. وفي حال وافقته رغبة زيدان وشارك في العملية التنافسية، فسيواجه تنافساً محتدماً مع مدربين مرموقين آخرين مثل أندريا بيرلو وماوريسيو بوكيتينو وتوماس توخيل، الذين قد يتقدمون أيضاً لفسحة القيادة الفنية لمنتخب فرنسا. مع ذلك، يبقى زيدان صاحب الحظ الأوفر بسبب سمعته العالية وإنجازاته التاريخية التي ستجعل مسؤولي الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يضعون ثقتهم فيه كخيار أول.

زيدان.. بين المال والحلم الوطني

ختامًا، تستمر تردّدات رفض زين الدين زيدان للانتقال المربح ماديًّا إلى إنجلترا أو السعودية في إثبات أن شغفه الرئيسي لا يكمن في المكاسب المالية الفورية، وإنما في شرف قيادة منتخب فرنسا وإعادة كتابة فصل جديد في تاريخ كرة القدم الفرنسية. ومع اقتراب موعد انطلاق مباريات دوري الأمم الأوروبية وتحضيرات منتخب الديوك للمونديال المقبل، تبدو الأنظار منصبةً بالكامل على زيدان وتطوره التدريبي المحتمل.

هل سيقود زيدان فرنسا نحو المجد؟

وهل سيحافظ الأسطورة الفرنسية على خطوته الواثقة في استكمال مسيرته بنجاح جديد مع أبنائه اللاعبين في سماوات العالمية أم ستتسلل إليه عروض الأندية الكبرى ذات الوجاهة والتحديات المختلفة؟ الزمن وحده كفيل بكشف ذلك الفصل الاستثنائي الجميل.

المزيد من المقالات