يعتبر تشافي هيرنانديز من أبرز رموز كرة القدم العالمية في العقد الماضي حيث قاد فريق برشلونة إلى تحقيق مجد غير مسبوق بصفته صانع ألعاب وقائد في وسط الملعب. وفي مقابلة حديثة كشف النجم الإسباني والحالي مدرب برشلونة السابق عن شعوره بالفخر لكونه احتل المركز الثالث في جائزة الكرة الذهبية ثلاث سنوات على التوالي بين 2009 و2011، مؤكدًا أنه كان يستحق على الأقل الحصول على الميدالية البرونزية رغم السطوع الكبير الذي حققه كل من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو آنذاك.
خلال الفترة الذهبية التي قضاها برشلونة تحت قيادة بيب جوارديولا شهد تشافي دورًا محوريًا في بناء الألقاب المحلية والقارية، حيث ساهم بطريقة بارعة في التناغم التكتيكي بين لاعبي الهجوم والدفاع. وقدم تشافي مستويات فنية عالية جعلته ثالثًا في الترتيب العام لجائزة الكرة الذهبية عام 2009 خلف ميسي الحائز على الجائزة ورونالدو الذي حل ثانيًا. كما تكرر سيناريو التصنيف ذاته عام 2010 و2011، مما يدل على الثبات التكتيكي والفردي الذي قدمه طوال تلك السنوات.
تشافي: كنت دائمًا في القمة
في حديثه عن تجربته مع الجائزة قال تشافي: “أنا فخور للغاية بأنني دخلت قائمة أفضل ثلاثة لاعبين في العالم لثلاثة مواسم متتالية. ليس لدي إيهام بأنني كنت أفضل من ميسي أو رونالدو آنذاك، فهما كانا في مستوى مختلف، لكن دور صانع الألعاب الذي ألعبه يتطلب قيادة الفريق بأكمله وتوجيه إيقاع اللعب داخليًا، وهذا أمر لا يخلو من التقدير”. وبهذه التصريحات رسم تشافي صورة واضحة عن قدراته الفريدة في التحكم في تفاصيل وسط الملعب وصناعة الفوز من خلال التمريرات الدقيقة وفهم المساحات.
دور تكتيكي لا يُقدر بثمن
أهمية تشافي تكمن في كونه لاعبًا تكتيكيًا يفهم سرعة اللعب والإيقاع المناسب لكل مباراة، فبينما كان ميسي يجسد التفجير الهجومي ورونالدو يمثل قوة التسديد المباشر والاختراق الفردي؛ كان تشافي العنصر الرابط الذي يمنح الفريق توازنًا مستدامًا خلال دقائق المباريات. وقد تميز بأسلوبه القصير في التسليم والاستلام وقراءته المسبقة لتحركات زملائه في برشلونة، الأمر الذي جعله يساهم في صناعة مئتي هدف تقريبًا خلال حقبته الذهبية مع الفريق الكتالوني.
حقبة جوارديولا وثنائية تشافي وإنييستا

وخلال حقبة بيب جوارديولا من موسم 2008 حتى 2012 أسس تشافي مع زميليه أندريس إنييستا وليونيل ميسي مزيجًا لا يُقهر في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، حيث توج النادي بلقب التشامبيونز ليج مرتين عامي 2009 و2011 وابلغ ذروته الفنية في “السامبيول” أمام مانشستر يونايتد في النهائي الشهير. وفي ذلك الوقت كتب النقاد العالميون مقالات تضمِن تشافي قائمتهم الأولى لأكثر اللاعبين تأثيرًا في التشكيلة إذ كان دائمًا محور اللعب وصانع اللمسات الحاسمة.
اعتراف بالتفوق.. ولكن!
وأشار تشافي أيضًا إلى أن اعترافه بالتفوق الفني لميسي ورونالدو لم يمنعه من أن يشعر بالاستحقاق لاحتلال المركز الثالث في التصنيف العالمي. وبيّن أن المنافسة على الكرة الذهبية لم تكن تقتصر على الجانب الفردي فقط، بل انعكست على مسيرة برشلونة التي عبرت مراحل بناء الفريق حين كان عقل الوسط الإسباني يرسم خططًا فنية داخل الملعب على أساس الضغط العالي والاستحواذ الكامل على الكرة. وأضاف: “في كل مرة كنت أحصل فيها على المركز الثالث كنت أعتقد أن الكرة البرونزية تكفي لتكريم أسلوب صناعة اللعب والإبداع الذي قدمته”.
التصنيفات التاريخية

يشير التاريخ إلى أن الموسم الأول عام 2009 شهد تتويج ميسي بالجائزة بعد موسم أحسن فيه رقم تشكيلة الأهداف مع برشلونة وفرض سيطرته على مسابقة الليغا ودوري الأبطال، بينما احتل رونالدو المركز الثاني آنذاك. أما في عام 2010 فقد شهدت الجائزة هيمنة كاملة لبرشلونة حيث جاء ميسي أولًا وإنييستا ثانيًا وتشافي ثالثًا. وكرر التصنيف نفسه في 2011 خلف هيمنة نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو على الجائزة واحتلال ميسي للمرتبة الثانية، فيما جاء تشافي في المركز الثالث للمرة الثالثة على التوالي.
تشافي في قلب التألق الكتالوني
وبوجود تشافي في المراكز الأولى لجائزة الكرة الذهبية لمدة تمتد لأربع سنوات بين 2008 و2012 أضحى اسمه مرتبطًا بشكل دائم بقائمة نخبة اللاعبين العالميين في تلك الحقبة. كما يعكس وجود ثلاثي الوسط البارز (تشافي وإنييستا وميسي) في المراكز الأولى عام 2010 أهمية التوليفة التي صنعت تفوق برشلونة في كل المسابقات الأوروبية والمحلية. إضافة إلى ذلك يكشف عن دور تشافي في قيادته التكتيكية للخطط الفنية التي ابتكرها جوارديولا حين كان يعول على الذكاء التكتيكي والقدرة على قراءة اللعب في الخروج من الضغط المضاد وتوجيه الكرات لتفكيك دفاعات الخصوم.
إحصائيات تعكس الأثر الحقيقي
يجدر ذكر أن تشافي خاض طوال مسيرته مع برشلونة أكثر من 767 مباراة رسمية سجل خلالها 85 هدفًا وصنع حوالي 185 هدفًا لزملائه، مما يبرهن على دور صانع الألعاب الفعّال في صناعة الفرص وتمرير الكرات الحاسمة. وقد اعتاد على تسديد الركلات الحرة إلى جانب قدرته الكبيرة على الفوز بالكرات الثنائية والسيطرة على منتصف الملعب. مثل هذا الأداء خلق له سمعة كأحد أكثر لاعبي الوسط تأثيرًا في كرة القدم الأوروبية حينها.
الشعبية والبحث الرقمي
من ناحية الجماهير ومحركات البحث، يرتبط اسم تشافي بكلمات مفتاحية مثل “تشافي الكرة الذهبية” و“تشافي أفضل لاعب برشلوني” و“تشافي في تاريخ برشلونة” و“تشافي ميسي رونالدو مقارنة” و“أفضل صانع ألعاب في العالم” وغيرها. وبفضل تألقه في دوري أبطال أوروبا خاصة في المباريات الحاسمة ضد فرق مثل ميلان وبايرن ميونيخ وتشيلسي استطاع فرض نفسه في قائمة المرشحين للحصول على الجائزة العالمية لثلاث سنوات متتالية.
ختامًا: رمز للاستحواذ والتكتيك
ختامًا يُمكن القول إن تشافي هيرنانديز أصبح رمزًا عالميًا لنمط الكرة الاستحواذية التي تأسست في النادي الكتالوني منذ الثمانينيات وتطورت على يديه خلال حقبة جوارديولا. وعلى الرغم من اعترافه أن ميسي ورونالدو كانا في مستوى مختلف، إلا أنه أضاف بأن فوزه بالمركز الثالث ثلاث مرات يستحق عليه الحصول على الكرة البرونزية باعتباره أحد أكثر اللاعبين ثباتًا وتأثيرًا على نتائج فريقه خلال المواسم الذهبية. ولا يزال عشاق الكرة في جميع أنحاء العالم يحتفظون بذكرى أدوار تشافي التكتيكية في تمكين برشلونة من فرض أسلوبه الفريد على منافسيه محليًا وقاريًا، كما يُعد اسمه مرجعية للجيل الجديد من لاعبي وسط الملعب حول مفهوم الاستحواذ وصناعة الفوز.