ميسي يشعل الدوري الأمريكي بهدف ماركة مسجلة

2025-05-30 06:24:44
الأمريكي

شهدت الجولة السادسة عشرة من منافسات الدوري الأمريكي لكرة القدم انفجاراً هجومياً لفريق إنتر ميامي بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي قاد فريقه للفوز على مونتريال بثلاثية نظيفة في الشوط الأول قبل أن يضيف الفريق هدفاً رابعاً في الدقيقة 70.

المباراة انتهت بنتيجة 4–2 لمصلحة أصحاب الأرض، وأقيمت فجر الخميس على ملعب “إنتر ميامي ستاديوم”، وسط حضور جماهيري كثيف تجاوز 18 ألف متفرج.

بداية الهدف التاريخي… سحر لا يصدأ

انطلقت فصول الإبداع عندما تبادل ميسي الكرة مع زميله سيرجيو بوسكيتس داخل منطقة الجزاء، ثم سدد كرة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة 27.

  • الكرة اصطدمت بالأرض: لتغيّر اتجاهها وتخدع الحارس.
  • الهدف الأول: كان بمثابة رسالة للعالم أن ميسي ما زال يصنع المعجزات.

وكان هذا الهدف بمثابة طابع رسمي على عودة ميسي إلى مستوياته الاستثنائية، التي شهدتها كؤوس العالم ودوري الأبطال الأوروبي.

تمريرة ساحرة.. وسواريز ينهي الفرصة

لم يكتفِ ميسي بالتسجيل، بل واصل صناعة اللعب الهجومي بطريقة استثنائية، حيث مرَّر كرة ذكية خلف مدافعي مونتريال إلى لويس سواريز داخل الصندوق.

الهداف الأوروغواياني أنهى التمريرة بهدف ثاني في الدقيقة 35، مما أعطى الفريق زخماً أكبر، وأكد أن:

  • التناغم بين ميسي وسواريز: لا يزال عنصراً محورياً في خطط إنتر ميامي.
  • الخبرة الأوروبية: تحولت إلى سلاحٍ فتاك في الدوري الأمريكي.

عودة مونتريال… ولكن ميسي يحسم الموقف

الأمريكي

حاول الضيوف العودة في الدقيقة 74 عبر دانتي سيلي الذي قلّص الفارق إلى 2–1، لكن ميسي رفض أن تعود المباراة إلى نقطة التوتر.

في الدقيقة 70، استلم الكرة من تمريرة متقنة خارج المنطقة، هيأها بلمسة واحدة، ثم سدّدها علوية رائعة فوق الحارس ليُعلن الهدف الثالث.

ثم أضاف الرابع بنفس الطريقة، لكن هذه المرة بتسديدة صاروخية أكد بها أن:

“الذهب لا يصدأ، والسحر لا ينتهي.”

أداء خارق قبل الاحتفال

على الرغم من تألقه في الشوط الثاني، إلا أن ميسي ظهر متحفظًا بعض الشيء في الشوط الأول، مكتفيًا بلمسات خفيفة هنا وهناك.

لكن مع بداية الشوط الثاني، انفجر اللاعب بنمط لعب جديد:

  • الحركة بين الخطوط: أعادت له دوره التقليدي كصانع ألعاب مطلق.
  • الانطلاقات السريعة: غيّرت إيقاع اللقاء لصالح الإنتر.
  • السيطرة على الكرة: أصبحت واضحة مع وجود الرقم 10 على الملعب.

مشهد الأرقام والإحصاءات

الأمريكي

لم يكتفِ ميسي بالأهداف الثلاثة والصناعة، بل قدّم مباراة شاملة توج فيها بجائزة أفضل لاعب في اللقاء:

  • الأهداف: 2 مباشر.
  • الصناعة: 1.
  • التسديدات على المرمى: 4 (3 تصديات).
  • التمسكات الناجحة: 8 (4 نجحت).
  • التمريرات: 56 بنسبة دقة 82%.
  • الفرص الخطرة: 2.
  • التحامات هوائية: 11 (6 ناجحة).

كل هذه الأرقام تؤكد أن ميسي ما زال يملك أدوات التحكم في إيقاع المباريات، حتى في دوري يبدو أقل تنافسية من الليجا أو الكلاسيكو.

دور المدرب وجهاز التدريب

يُعزى هذا المستوى المذهل إلى طريقة لعب جديدة بدأها مدرب الفريق خافيير ماسكيرانو منذ توليه المسؤولية.

  • تحرير ميسي من المهام الدفاعية: ليكون مركز تركيز الفريق.
  • منحه حرية الحركة: بين الجناح والوسط والمنطقة.
  • الاعتماد على الخبرات: مثل بوسكيتس وسواريز لبناء الهجمات.

هذه الاستراتيجية جعلت من هجوم إنتر ميامي واحداً من الأخطر في الدوري، وساهمت في تحقيق 9 انتصارات متتالية خلال الموسم الحالي.

حلقة تواصل الخبرات العالمية

يمثل هذا الأداء فصلاً جديداً في مسيرة ميسي الاحترافية خارج أوروبا، إذ بعد انتقاله إلى MLS الصيف الماضي، وجد الانسجام السريع مع الأجواء الأمريكية.

استلهم من تجارب:

  • هيغوين: الذي سبق له خوض تجربة في الدوري الأمريكي.
  • جوارديولا: الذي درّبه في مانشستر سيتي.
  • فرناندو يورو: في ترتيب الكرات الثابتة وصناعة الفرص.

تفاعل الجماهير ووسائل الإعلام

تصدرت لقطات أهداف ميسي مواقع التواصل الاجتماعي خلال دقائق من تسجيله، وتغنى معجبوه بالهدف الأول باعتباره "ماركة مسجلة" في تاريخ الكرة.

القنوات الرياضية:

  • سلطت الضوء على مهارته: في استلام الكرة وصناعة الفرص.
  • أشادت بسرعته: في التحرك رغم العمر المتقدم.

صحف العالم: علّقت بأن ما قدّمه ميسي في مونتريال كان “واحدًا من أفضل عروضه في الموسم الأمريكي حتى الآن”.

آفاق العودة للمشهد القاري

يبقى السؤال الأبرز حول قدرة ميسي على الحفاظ على هذا المستوى العالي في بقية مباريات الدوري، ومدى مساهمته في قيادة إنتر ميامي نحو:

  • التأهل لدوري أبطال الكونكاكاف: حيث يحتاج الفريق لاحتلال أحد المراكز الأولى.
  • الوصول لكأس العالم للأندية: إذا نجح الإنتر في حسم لقب الدوري لأول مرة.

وهذا الأداء قد يفتح الباب أمام عودة ميسي إلى المشهد القاري، ولو في آخر مواسم مسيرته.

خاتمة متجددة للأسطورة

مع كل هدف جديد يسجله ليونيل ميسي، يُكتب فصل جديد في الأسطورة التي بدأت مع برشلونة واستمرت مع الأرجنتين، وها هي تتجدد في أمريكا.

في مونتريال، أثبت أن الذهب لا يصدأ، وأن السحر لا يختفي، بل يُعيد تعريف نفسه في سماء مختلفة.

والآن، يبقى الجميع في انتظار: هل سيحمل ميسي راية إنتر ميامي إلى النهائيات الكبرى؟ أم أن الفصل القادم سيكون في مكان آخر؟

المزيد من المقالات