تحقيق في عمولة أنشيلوتي قد تهز سمعة منتخب البرازيل

16 days ago

أنشيلوتي

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن فتح تحقيق رسمي حول تعاقد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع المنتخب البرازيلي وذلك بعد تداول أنباء عن حصول وسيط غير معتمد على عمولة ضخمة ما يثير شبهة خرق اللوائح المعمول بها في سوق المدربين عالمياً حسبما نقلت صحيفة سبورت الإسبانية

أزمة تجتاح الأسطورة الإيطالي

يأتي قرار الفيفا في ظل تكهنات متصاعدة حول المبلغ الذي ناله الوسيط دييغو فرنانديز لقاء دوره في إقناع أنشيلوتي بترك ريال مدريد لتولي قيادة منتخب البرازيل بعد مسيرة حافلة من النجاحات على الصعيدين المحلي والقاري وقد أوضح القسم القانوني في الاتحاد الدولي أنه أرسل طلب توضيحات رسمية إلى الاتحاد البرازيلي يطالبه بتزويد الفيفا بكامل التفاصيل المتعلقة بدفع عمولة قدرها 1.2 مليون يورو قبل موعد أقصاه الرابع من شهر يونيو الجاري

خلفية التعاقد المفاجئ

بعد موسم شهد إخفاقاً نسبياً في العاصمة الإسبانية قرر كارليتو خوض تحدٍ جديد خارج القارة الأوروبية وتولَّى المهمة خلفاً للمدرب السابق الذي أقيل في مجلس استثنائي إثر انتخابات داخلية مثيرة للجدل بين أعضاء الاتحاد البرازيلي وحسب صحيفة UOL البرازيلية فقد تولى دييغو فرنانديز الذي لم يكن مسجلاً كوكيل معتمد مهمّة التنسيق بين أنشيلوتي وممثلي مجلس الإدارة طوال المفاوضات قبل أن تُفضي تلك المباحثات إلى توقيع العقد رسميًا

تفاصيل العمولة المريبة

تكمن شبهة الفيفا في دفع هذه العمولة إلى رجل أعمال برازيلي مقيم في مدريد لم تسجل أوراقه لدى سجل الوسطاء المعترف بهم من قبل الاتحاد الدولي ما يخالف المادة الخاصة بتنظيم عمل الوكلاء والوسطاء في التعاقدات الاحترافية ونص الفيفا على ضرورة تسجيل كل من يشارك في صفقات النقل أو التمثيل بشهادة رسمية ما يوفر الشفافية ويمنع التلاعب المالي وما قد يترتب عليه من عقوبات تطال الأطراف المشاركة في حال ثبوت المخالفة

دور الوسيط في الصفقة

أنشيلوتي

ذكرت صحيفة سبورت أن البنك المكلف بدفع مكافأة نهاية الخدمة لأنشيلوتي إلى جانب الاتحاد البرازيلي جرى التفاوض عبر فرنانديز الذي رافق المدرب خلال رحلة خاصة من مدريد إلى ريو دي جانيرو مرتدياً قميص السيليساو الكلاسيكي كما حرص على حضور جلسات التوقيع الإعلامية ما عزّز من دوره الظاهر أمام الرأي العام رغم غياب اعتماده رسمياً في سجل الفيفا للوسطاء المعتمدين

المعوقات القانونية والإضافات الإعلامية

يتزامن فتح التحقيق مع تعاقد الاتحاد البرازيلي مع وكالة علاقات عامة لإدارة الشق الإعلامي من الصفقة وتهدئة الأجواء في البدء تحسبًا لأي تداعيات سلبية قبيل المباراة الأولى لأنشيلوتي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم أمام منتخب الإكوادور إذ شدد الفيفا على أهمية استلام جميع المستندات المتعلقة بالعقد والتراسل المتبادل حول بنود فسخ عقد المدرب السابق مع ريال مدريد قبل عام من نهايته الرسمية

آثار محتملة على المهمة الجديدة

أنشيلوتي

لا يقتصر اختبار أنشيلوتي على تحقيق النتائج الإيجابية في الملعب بل يمتد إلى مصداقية العملية التعاقدية التي أفضت إلى وصوله لمقعد القيادة الفنية للأشياء التي قد توجّه ضربة معنوية لسمعته الدولية إذا ثبت تورطه أو تورط أي عامل من فريقه في خرق لوائح الفيفا المتعلقة بالشفافية المالية في التعاقدات مع المدربين واللاعبين خصوصًا أن السيليساو يستعد لكأس العالم 2026 وهو يسعى لتجهيز كوكبة من النجوم الصاعدين مع الحفاظ على صورة نظيفة للعمل المؤسسي

موعد الحسم والرد المتوقع

طلب الفيفا الحصول على الملف القانوني كاملاً بحلول الرابع من يونيو المقبل أي قبل موعد المباراة الرسمية الأولى لأنشيلوتي مع منتخب البرازيل ما يضع ضغوطًا كبيرة على الاتحادات المعنية لتسليم المستندات المطلوبة في وقتها وإلا قد يواجهوا عقوبات مالية إضافة إلى احتمالية فرض حظر انتقالات أو تعليق تسجيل المدربين لدى الاتحاد الدولي إلى حين البت في الملف

قراءة في ردود الفعل الصحفية

انقسمت الصحافة البرازيلية حول جدية الاتهامات فبين من اعتبر أن قضية العمولة تمثل مخالفة جسيمة تهدد استقرار المنتخب في مصيريته نحو المونديال وبين من رأى أن هذه الخطوة استباقية من الفيفا لضبط الفوضى المتنامية في سوق التعاقد مع المدربين وقال بعضهم إن أنشيلوتي بطبعه يحظى بسمعة طيبة ومستقلة عن التحركات التسويقية المحيطة به لذا من المحتمل أن يدافع الاتحاد البرازيلي عن مشروعه وينفي أي شبهات مالية في العقد

خاتمة تحمل درسًا للاتحادات والأندية

تكشف أزمة أنشيلوتي مع السيليساو أهمية الالتزام الصارم بلوائح الفيفا عند إبرام الاتفاقيات مع جميع الأطراف وضرورة اعتماد الوسطاء والوكالات المعتمدة رسميًا لتجنب إثارة شبح الفضيحة التي قد تجرّ نتائج فنية في الملعب إلى محاكم قانونية وترجّح كفة الأندية التي تلتزم بالشفافية وتطبيق اللوائح بدقة ومدججة بالخبرات القانونية والإدارية القادرة على حماية مصالحها ومصالح المدربين واللاعبين في آن واحد دون المساس بسمعتها الدولية.

المزيد من المقالات