في لقطة درامية رسمها قلب كورنيّا إل برات، أطلق خوان جارسيا، الحارس المميز لنادي إسبانيول، قنبلة كروية من العيار الثقيل معلنًا نهاية رحلته مع “البلانكيمولادا” بعد ضمان البقاء في دوري الأضواء. هذه الخطوة لم تقِل وقعًا عن أي صفقة ضخمة؛ إذ فجّرت سباقًا محمومًا بين ريال مدريد وبرشلونة، اللذين يتصارعان الآن على الاستفادة من نجم حراس الموسم الفائت.
دراما البقاء تتحول إلى دراما الانتقالات
عانى إسبانيول في النصف الثاني من الموسم من هزائم متتالية ترشّته للهبوط بعد خمس خسائر في ست مباريات، لكن تألق جارسيا أمام لاس بالماس (2-0) في الجولة الأخيرة أنقذه من مصيرٍ قاتم، مانحًا جماهير كتالونيا لحظة انتصارٍ لا تُنسى بفضل رعونته وردود فعله السريعة في المرمى. ومع صافرة النهاية، لم يأتِ الاحتفال بالبقاء وحده، بل تبعه تصريح تاريخي نُقل عبر صحيفتي “موندو ديبورتيفو” و“ماركا”:
“الجميع يعلم الوضع الذي نمر به أنا والنادي، ولكن مهما حدث، أنا فخور بمغادرة إسبانيول وهو في الدرجة الأولى.”
من هنا بدأت التكهنات تتطاير كأوراق الخريف، مع اجتهاد وسائل الإعلام في رسم سيناريوهات مستقبلية لمسيرته الشابة التي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.
العملاق الملكي يركّز عليه
في معقل سانتياغو برنابيو، لم يُخفِ فلورنتينو بيريز والإدارة رغبتهم في تعزيز مركز حراسة المرمى مع وجود شكوك حول استمرار أندريه لونين وغموض حول قدرة تيبو كورتوا على المحافظة على أدائه بعد معاناته من الإصابات. يراهن ريال مدريد على امتلاك خوان جارسيا لصفات الحارس العصري: قراءة المباريات، التمرير المنظّم من القدمين، وقدرة لا تُضاهى في التصديات الإنقاذية.
فرصة ذهبية للبدء من الصفر
رغم وجود منافسة قوية داخل القلعة البيضاء، يتوقع أن يُعطى جارسيا فرصة إثبات نفسه سريعًا، خاصة في البطولات الإقليمية وكأس ملك إسبانيا، قبل أن ينافس على القفازات الأساسية في دوري الأبطال. هذا السيناريو جذاب للاعب طموح لا يريد تسجيل دقائق على دكة الاحتياط فقط.
برشلونة يخطط للاحتفاظ بالعرش
على الضفة الأخرى، لا يبدو موقف كامب نو أقل قوة. يعتبر مارك أندريه تير شتيغن العمود الفقري للدفاع الكتالوني، لكن سياسة التدوير والحاجة لتخفيف الضغط عن الألماني تتطلب وجود بديل مضمون. دخل خوان جارسيا بقوة ضمن خطط الإدارة التي تبحث عن “حارس المستقبل” يدعم المشروع الرياضي لما بعد 2026.
الدم الكتالوني مكسب إضافي
كونه من مواليد منطقة كتالونيا، يكتسب جارسيا عامل الاندماج السريع مع بيئة البلاوجرانا، وهو ما قد يقلق المدرب من مخاطر التجربة الأولى بعيدًا عن بلاده. إدارة خوان لابورتا ترى في ضمه صورة قوية تُرضي الجماهير وتؤكد التزام النادي بدعم المواهب المحلية.
سيناريوهات متباينة ومخاطر محسوبة
1. الانتقال إلى مدريد: يُتاح له المشاركة الجزئية في الموسم الأول، مع فرصة احتلال مكان أساسي في حال تراجع مستوى كورتوا أو رحيل لونين. المخاطرة: المنافسة مع أسماء قوية وتذبذب أمنيته وصعوبة تغيير موازين الثقة في المرمى.
2. التوقيع لبرشلونة: دور بديل مؤقت مع وعد بأن يكون خليفة تير شتيغن في المواسم المقبلة، إضافة إلى الشعور بالانتماء المحلي والاستقرار العائلي. المخاطرة: فترة انتظار قبل تسلمه القفازات الرسمية.
3. رحلة أوروبية مفاجئة: مثل باير ليفركوزن الألماني أو ليون الفرنسي، أندية تقدم أسلوب لعب يجمع بين التحدي وبرامج تطوير اللاعبين. المخاطرة: البعد عن الأضواء مقارنة بالدوري الإسباني، ولكنها فرصة لجني خبرة دولية مبكرة.
الجماهير والحسابات المالية
على وسائل التواصل، تلفّ الصفقة الجديدة العالية الأرقام الحديث بين مشجعي مدريد وبرشلونة وإشبيلية وفياريال، خاصة أن التعاقد مع لاعب شاب بسعر متوسط سيمنح إدارة أي من الناديين حرية مالية أكبر في تعاقدات أخرى.
“إذا وصل العرض المناسب، سيكون القرار صعبًا على خوان، فهو أمام نموذجين من أكبر أندية العالم”، هكذا علق محلل سوق الانتقالات في “ماركا”.
خاتمة: الحارس الذي لا يخشى القرار الكبير
لن تكون قصة خوان جارسيا مجرد انتقالٍ عادي. هي قصة حارس قرر أن يترك بصمته بعيدًا عن معركة البقاء، ويفتح صفحة جديدة عنوانها الطموح والتحدي. أين ستكون وجهته؟ ريال مدريد أم برشلونة أم مفاجأة أوروبية؟ الجواب سيأتي في الأيام المقبلة، ولكن المؤكد أن الميركاتو الصيفي الحالي سيُذكر دائمًا كصيف “الانفجار الكاتالوني”.
