في ليلةٍ فرنسيةٍ استثنائيةٍ ضمت ثلاثية الألقاب، سُجِّلت لحظةٌ غريبةٌ أبعدت الجورجي خفيتشا كفاراتسكخيليا عن صفوف باريس سان جيرمان قبل ساعاتٍ من لقاء الكأس الأبرز في الموسم، مُجدِّدةً علامات الاستفهام حول قدرات الفريق على التعامل مع ضغوط الاستحقاقات الكبرى.
انهيار ما قبل الانطلاق… صداعٌ يستهدف نجم نابولي السابق
في استاد دو فرانس حيث جُمعت كؤوس فرنسا تحت سماءٍ تكفلت بالأجواء المثالية للاحتفاء بالزعيم الباريسي، اضطُر خفيتشا كفاراتسكخيليا للتوقف عن الإحماء ودخول غرفة خلع الملابس بعدما ألمّ به صداعٌ شديد وفق ما كشفه لويس إنريكي، مدرب «بي إس جي»، في المؤتمر الصحفي عقب فوز الفريق على رانس بثلاثيةٍ نظيفة.
المصدر (ليكيب) ذكرت أن اللاعب الجورجي تذمّر من دوارٍ حادٍّ في مقدمته قبل انطلاقة الشوط الأول، ما دفع الجهاز الطبي للفريق إلى نصحه بالراحة الفورية وتجنّب المجازفة حفاظًا على صحته، خاصةً مع انتظاره مواجهة «ميونخ» التاريخية في نهائي دوري أبطال أوروبا الأسبوع المقبل.
ثلاثيةٌ فرنسيةٌ في شوطٍ واحد… سبّورت إنريكي استعدادًا للنهائي الأوروبي
سجّل باريس سان جيرمان ألقابه المحلية الثلاثة لهذا الموسم – الدوري الفرنسي وكأس السوبر وكأس فرنسا – بطريقةٍ تكتيكيةٍ بحتةٍ، إذ حسم الفريق المباراة قبل انتهاء الشوط الأول بفضل:
1. ثنائية البرقاوي الصاعد برادلي باركولا (دقيقتا 15 و19) من صناعة لامعة للاعب الوسط إدواردو دوي (Marca).
2. الهدف الثالث الذي أطلقه الظهير البارع أشرف حكيمي قبل صافرة الاستراحة، مستثمرًا هجمةٍ مرتدةٍ سريعةٍ عكست واقع السيطرة التكتيكية للفريق.
وأدّى هذا الفوز «السهل» دورًا مزدوجًا: تجسيد جاهزية «البي إس جي» للمباراة الأكبر أمام إنتر ميلان في ميونخ، وفتح الباب أمام إدارة النادي للتخطيط لمواصلة هيمنةٍ محليةٍ قبل الانطلاق في المنافسة القارية.
دوناروما «يقفُ الند للندّ» مع ميوله الفنية
في سياق إدارة الموارد البشرية داخل الملعب، قرّر لويس إنريكي الاستعانة بالحارس الثاني ماتفي سافونوف في مباراة الكأس، وذلك كجزء من خطةٍ لتنويع فرص اللعب وتقليل ضغط المباريات على الحارس الأساسي جانلويجي دوناروما. الخطوة التي فسّرها بعض الخبراء (RMC Sport) بأنها «رسالة تحفيزية» لكل عناصر الفريق، منحت فرصةً للاعب الروسي ليرفع الحارس الإيطالي من سقف طموحاته ويستعيد تركيزه قبل «ليلة ميونخ» الحاسمة.
“هذه استراتيجيةٌ فنيةٌّ بحتةٌ، ونحن نزداد قوةً حين نقرأ دروسًا من المواجهات المحلية قبل الانتقال إلى المسرح الأوروبي.”
– لويس إنريكي في المؤتمر الصحفي
هل تكرر «صدمة إسطنبول»؟
لا تخلو الساحة الكروية من قصص الاستعدادات المفاجئة التي قلبت موازين كبار الفرق، مثلما حدث مع إنتر ميلان في نهائي 2023، حين فُقد عنصرٌ أساسيٌّ لتعرضه لإصابةٍ مفاجئةٍ قبل ساعاتٍ من صافرة الانطلاق. وهنا سؤالٌ لا بدّ من طرحه: هل سيؤثر غياب كفاراتسكخيليا – حتى ولو موقّتًا – على توازن وسط باريس سان جيرمان في مواجهةٍ تتطلّب أعلى درجات التركيز والتكتيك؟
في هذا الصدد، يشير المحلل غيوم لوكلير (L’Équipe) إلى أن “غياب لاعبٍ بقدراته على الاختراق وصناعة الألعاب يُجبر إنريكي على إعادة طرح خياراته في الارتداد والتسديد من خارج المنطقة، خصوصًا أنه مقابل إنتر ميلان تنتظرنا ليلةٌ لا تحتمل سوى أداءٍ مكتملٍ بلا أعذارٍ صحيةٍ أو تكتيكيةٍ.”
خياراتٌ بديلةٌ في قائمة إنريكي الذهبية
ولأن كرة القدم لا تبقى معطلةً لأي حالةٍ طارئةٍ، استعرض «المدرّب المتجول» لويس إنريكي قائمةً من البدائل التي قد تُغطي غياب كفاراتسكخيليا:
• خورخي مينديز: جناحٌ شابٌ انطلق من أكاديمية الشباب، يمتاز بالسرعة والقدرة على اختراق الجناح الأيمن.
• بابلو سارابيا: المخضرم الذي يعود من إصابةٍ ويملك خبرةً واسعةً في إدراك المواقع خلف المهاجم.
• ماورو إيكاردي (في حال تغيير الخطة): إقحامه كرأس حربةٍ ثانٍ يُخفف الضغط على صانعي الإبداع ويجبر دفاعات الخصم على إعادة ترتيب خطوطها.
هذه الحلول الجزئية لو نجحت في الاختبار خلال الحصص التدريبية، قد تنسف سيناريو «الصداع الجورجي» وتخفف من وقع غيابه على الأداء الجماعي.
اعتباراتٌ أخيرةٌ قبل «قمة المجد»
ثمة إدراكٌ واسع داخل «حديقة الأمراء» إلى أن الفوز بالكأس المحلية يعزز الثقة ويرفع معنويات اللاعبين قبل تحدٍّ تاريخي، لكن الثبات البدني والذهني هو ما يخط طريقة النجاح بدقةٍ متناهيةٍ.
إذ قال مهاجم الفريق كيليان مبابي في تصريحٍ مقتضبٍ:
“نريد تحقيق ثلاثيةٍ محليةٍ وإنهاء المسلسل المحلي بإنجازٍ يُحمّسنا للنهائي الأوروبي. لكن الأهم أن نعود بكأس الأبطال.”
وبهذا، تكون باريس سان جيرمان قد وضع أسسًا صلبةً لاستكمال موسمٍ لا يُنسى، مع اجتراح دروسٍ من كل مفاجأةٍ محليةٍ واستثمارها في «ليلة ميونخ» التي قد تختتم حقبةً جديدةً من المجد الباريسي.
