في سهرة كروية حملت معها الإثارة والتشويق، نجح فريقا توتنهام هوتسبير الإنجليزي وأتلتيك بلباو الإسباني في خطف بطاقتي التأهل إلى دور الأربعة من منافسات الدوري الأوروبي، إثر فوز الأول على ضيفه آينتراخت فرانكفورت الألماني، وانتزاع الثاني الانتصار أمام غلاسكو رينجرز الإسكتلندي. وإليكم التفاصيل الكاملة لكل مباراة، مع معطيات فنية وتحليلية تساعد عشاق كرة القدم على فهم مسار هذه الفرق في البطولة القارية.
خروج دفاع فرانكفورت صامداً أمام هجمات توتنهام
في الإياب الذي جمع بين توتنهام وآينتراخت فرانكفورت على ملعب “توتنهام هوتسبير”، امتد الصراع إلى شوطين حافلين بالاندفاع الهجومي من الجانبين، بيد أن الفارق كان لصالح الفريق الإنجليزي بفضل ركلة جزاء سجل منها دومينيك سولانكي هدف اللقاء الوحيد.
بداية المباراة شهدت اندفاعاً واضحاً للاعبي توتنهام بحثاً عن هدف مبكر يؤمّن تأهلهم بعدما انتهت مباراة الذهاب في ألمانيا بالتعادل 1-1. وجاءت الفرصة الذهبية في الدقيقة 24 عندما تعرض مدافع فرانكفورت للإعاقة داخل منطقة الجزاء إثر مروره من قبل النجم جيمس ماديسون. لم يتردد الحكم في احتساب ركلة جزاء، تكفّل بالتسديد منها المهاجم سولانكي بنجاح، مُعلناً تقدم السبيرز في مجموع المواجهتين 2-1.
مع حلول الشوط الثاني، نمایش فرانكفورت تحوّل إلى هجومي أكثر بعدما دفع المدرب موريسيو بوكليتسكي بتبديلات تنقل القوة إلى منتصف الملعب، سعياً لإعادة التعادل. لكن الدفاع المنظم لتوتنهام، بقيادة القائد إيريك داير والظهير كيران تريبير، نجح في إحباط محاولات فرانكفورت وحرمان لاعبيه من تسديدات خطرة على مرمى هوجو لوريس.
بحسب الإحصاءات، نفذ توتنهام 15 تسديدة مقابل 12 للضيوف، فيما بلغت نسبة الاستحواذ 58% لصالح السبيرز، الأمر الذي يعكس سيطرة نسبية على مجريات اللعب، رغم استعصاء الشباك الألمانية.
صمود دفاعي وحماس هجومي من أتلتيك بلباو

في المباراة الثانية التي أقيمت على ملعب سان ماميس، واجه أتليتيك بلباو نظيره غلاسكو رينجرز في لقاء مغاير من حيث الوتيرة، إذ سعى الفريق الإسباني لانتهاز الأفضلية التي اكتسبها من التعادل السلبي ذهاباً في إسكتلندا.
حصل أصحاب الأرض على ركلة جزاء في الدقيقة 43 بعد عرقلة لاعب الوسط الأوروغوياني إينياكي ويليامز داخل المنطقة، فتولى تنفيذها أويان سانشيت ببراعة، مانحاً فريقه هدف التقدم قبل نهاية الشوط الأول.
ثم عاد الواعد نيكو ويليامز في الشوط الثاني ليضيف الهدف الثاني إثر انطلاقة سريعة من الجبهة اليسرى، تلاها تمريرة متقنة من ليونيل أوسمانديز وضعته أمام المرمى الخالي، فوضع الكرة بكل هدوء في الشباك، مانحاً الباسكيين بطاقة عبور ربع النهائي.
هذه النتيجة تؤكد أن صانع الألعاب مارين، والذي نجح في صناعة 4 أهداف خلال 5 مباريات بالقميص الباسكي هذا الموسم، مستمر في تقديم مستويات لافتة، كما أن الأداء الجماعي للأتلتيك كان نموذجياً بين استحواذ تكتيكي وصل إلى 62% وتسديدات بلغت 18 محاولة.
كيف وصلت الأندية إلى هذا الدور؟
- توتنهام بدأ مشواره في دور المجموعات كوصيف عن المجموعة الثالثة خلف إف سي بازل السويسري، قبل أن يتخطى الثمن والربع نهائي على التوالي أمام نادي غرينوك مورتون الإسكتلندي (بنتيجة 4-1 بمجموع المباراتين) وشاختار دونيتسك الأوكراني (3-2).
- أتلتيك بلباو تصدّر مجموعته الخامسة متقدماً على ميتالورغ دونيتسك الأوكراني ولاس بالماس الإسباني، ثم أقصى دينامو بوخارست رومانيا (بمجموع 5-2) وإشبيلية الإسباني (2-1)، ما يؤكد قدرته على مجابهة فرق من مواطنين أوروبيين مختلفين.
الطموحات والاحتبارات قبل نصف النهائي

مع انكشاف طريق نصف النهائي، تبدو التحديات الكبرى في انتظار الناديين: توتنهام قد يلاقي باير ليفركوزن أو روما الإيطالي، بينما سيواجه أتلتيك بلباو أحد المتأهلين من الجهة الشرقية كآينتراخت أو إشبيلية.
من الناحية الفنية، سيحتاج السبيرز إلى الحفاظ على صلابة دفاعية أكبر، خصوصاً أمام فرق تمتاز بالضغط العالي والتمريرات العرضية، مع ضرورة تنويع اللعب ما بين الكرات الطويلة والانطلاق عبر الأجنحة لاستغلال سرعة سون هيونغ-مين ورأسيات هاري كين.
أما الباسكيون، فيجب أن يعززوا نسقهم الهجومي بتكرار الضغط منذ البداية، والاستفادة من تألق الخط الأمامي بقيادة سانشيت وويليامز، دون إغفال جانب التوازن الدفاعي أمام لاعبي وسط الخصم الصامدين.
ردود الفعل والمشجعون
عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفاعل مشجعو توتنهام وأتلتيك بلباو بشكل واسع بعد تلك الانتصارات. حيث اتسم هاشتاغ #Tottenham و#AthleticBilbao بتداول آلاف التغريدات ومقاطع الفيديو التي تستعرض لحظات التحكيم والفرص الضائعة.
كما صرح المدرب أنطونيو كونتي عقب اللقاء قائلاً: “العمل الدفاعي كان وراء هذا الفوز، اللاعبون قدموا كل ما لديهم للحفاظ على الكرة ومنع فرانكفورت من صناعة الخطورة”. من جهته، عبّر ماريو أليغري مدرب أتلتيك عن فخره بالأداء قائلاً: “الثقة كانت عالية في الملعب، اللاعبون أظهروا عقلية الأبطال أمام جماهيرهم”.
ماذا بعد؟
تترقب الجماهير الأوروبية انطلاق مباريات نصف النهائي في منتصف مايو/أيار، حيث ستتحدد الهوية النهائية للبطل الجديد للدوري الأوروبي. وعليه، فإن كل من توتنهام وأتلتيك بلباو عليهما الاستعداد تكتيكياً وبدنياً، مع تأكيد جاهزية العناصر الأساسية وتوفر البدائل القادرة على تغيير دفة اللقاءات.
في الختام، يقدم الدوري الأوروبي هذا الموسم عروضاً كروية متقاربة المستوى، ويبدو أن نصف النهائي سيشهد مواجهات نارية ستضع على المحك أحلام اللاعبين والجماهير على حد سواء.