
في مفاجأة كبيرة هزّت أروقة جدة، بدأت تكبر شائعات تقول إن المدرب الفرنسي لوران بلان قد يودّع مقعد القيادة الفنية للاتحاد بنهاية موسم 2024–2025، رغم أن الأرقام والإخلاص للون الأصفر والأسود يصوغان قصة مختلفة تمامًا. وهذا ما كشفه الإعلامي ماجد هود، عبر حلقة برنامج “دورينا غير” التي تُبث على قناة الرياضية، حين وصف كل ما يتردد عن رحيل بلان بأنه “غير منطقي” على الإطلاق.
الاتهامات تتصاعد… والحقائق تثبت العكس
خلال الأيام الماضية، تناقلت بعض المنصات الإعلامية والتغريدات على “إكس” إشاعاتٍ بأن إدارة الاتحاد بدأت تبحث عن بديلٍ للمدرب لوران بلان، على الرغم من أن الفريق لا يزال في دائرة المنافسة على اثنين من أغلى الألقاب: درع دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين. لكن ما كشفه هود، المقرب من كواليس نادي الاتحاد، هو أن “لا حديث رسمي داخل النادي عن تغييرات على مستوى الجهاز الفني، ولا حتى تحركات أولية للتعاقد مع مدربٍ جديد أو أفراد جدد في الطاقم”، مضيفًا:
“الأرقام ضد كل شائعة. كيف نسقط مدربًا متصدرًا للدوري ومرافقًا للفريق في نهائي الكأس؟ الأمر مستحيل والمنطق يرفضه”.
“النمور” على أعتاب اللقب… ولا وقت للتبديل
ينفرد الاتحاد بصدارة جدول ترتيب دوري روشن السعودي برصيد 74 نقطة، بفارق ست نقاط أمام الهلال الوصيف، قبل جولتين فقط من نهاية المنافسة. وفي حال حسم الاتحاد فوزه على الرائد مساء اليوم الخميس في الجولة 32، سيتقلد الفريق نجمة الدوري دون اللجوء إلى أي منافسة شاقة. وهذا الانتصار سيعد بمثابة الخطوة الحاسمة نحو إثبات قدرات لوران بلان، الذي تولّى قيادة الفريق في بداية الموسم بعد رحيل الفريق عن المدرب السابق.
وليس هذا فحسب، إذ يتربع الاتحاد أيضًا في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الذي سيُجرى في 30 مايو، بعد أن أقصى حامل اللقب من ربع النهائي. وهو ما يضع بلان تحت مجهر الجماهير العريضة التي تعيش لحظات من الترقب والحماس، بعيدًا عن أي أزمات إدارية أو فنية يمكن أن تُثني الفريق عن مواصلة الانتصارات.
الإحصائيات تفضح المؤامرة: 85 هدفًا و37 “سينيور” في ملعب الدفاع

إن المتابع الحصيف لأداء الاتحاد يدرك عمق الاستقرار الفني الذي يتمتع به تحت قيادة لوران بلان. فمنذ انطلاقته مع النمور، خاض بلان 35 مباراة في جميع المسابقات، نجح خلالها في تحقيق 27 فوزًا، بينما استقرّ رصيد التعادلات عند 5 مباريات، وعرفت الهزائم 3 مناسبات فقط. أما الأرقام التهديفية فقد تحدثت بدورها عن التفوق الواضح، إذ سجّل الاتحاد 85 هدفًا برئاسة الفرنسي، واستقبلت شباكه 37 هدفًا، في مؤشرٍ صريح على التوازن بين الهجوم الساحق والدفاع المنظم.
هذه الإحصائيات تعني أن معدل الأهداف المسجلة لكل مباراة بلغ 2.43 هدفًا، بينما لم يتجاوز المعدل الدفاعي 1.06 هدفًا في اللقاء. وهو ما يُظهر بجلاء أن “النمور” لا يفترّون ولا يكلّون، وأن الجهاز الفني يبني نموذجًا للاعبي الاتحاد على أسسٍ تكتيكية وخططٍ بدنية عالية الجاهزية.
دويّ “دورينا غير”… صوتٌ واحد ضد الشائعات

لم يكتفِ ماجد هود بالتأكيد على استحالة رحيل بلان؛ بل كشف أيضًا أن لا نقل أو عرض رسمي لأي من اللاعبين الأجانب الحاليين للاتحاد على أنديةٍ أخرى استعدادًا للموسم المقبل، ما يؤكد أن النادي يضع كامل ثقته في المشروع الراهن ويرغب في استمرارية المنظومة الفنية واللاعبين على حد سواء.
هذا الانسجام بين الإدارة والجهاز الفني هو ما غذّى الروح التنافسية للاعبين، وظهر جليًا في طريقة التعامل مع المواقف الصعبة خلال المباريات الحاسمة. فكلما سنحت فرصة للاتحاد لتوسيع الفارق أو المحافظة عليه، برزت ملامح استراتيجية لوران بلان التي تعتمد على البناء من الدفاع إلى الهجوم بسرعة متوازنة، مع استغلال المساحات والارتداد السريع لتحصيل النقاط.
ماذا ينتظر “العميد” بعد التتويج؟
مع انتهاء موسم 2024–2025 على أعلى مستوىٍ من التميز، ستصبح الخيارات أمام الاتحاد واضحة الأبعاد:
1. استمرار بلان لموسمٍ إضافي:
وهو السيناريو الأحسن لمواصلة المشروع الاستثماري الرياضي الذي يهدف لتحقيق ألقابٍ قارية.
2. حسم ملف التعاقدات:
بعد الاعتماد على الأداء المحلي القوي، يمكن للإدارة تعزيز الفريق بصفقاتٍ تقوّيه للمواسم المقبلة.
3. بداية حقبة جديدة:
في حال عدم تجديد عقد الفرنسي، سيبحث النادي عن عناصر فنية تناسب المسار الحالي، لكن الأرقام التي سجّلها بلان ستفرض شروطًا صارمة على أي مدربٍ بديل.
في الختام…
في النهاية، يتبدّى بوضوح أن الأنباء عن رحيل لوران بلان ترتكز على رغبةٍ في نشر الفوضى عبر مواقع التواصل، لا أكثر. أما الحقائق والإحصائيات فتنطق بلغةٍ واحدة: عمق الاستقرار الفني في الاتحاد يقوده مدربٌ أثبت كفاءته، ويعكس أرقامًا رائعة على أرض الملعب، تؤكد أنه الخيار الأمثل لمواصلة الصعود إلى القمة في دوري روشن السعودي وبقية المحافل المحلية والقارية.