يواجه فريق الهلال اختبارًا عصيبًا في ختام منافسات الموسم، حين يصطدم بمستضيفه القادسية على ملعب “ملعب الملك فهد الدولي” (المعروف باسم “أرض الأحلام”) في الجولة 34 والأخيرة من دوري روشن للمحترفين. فبعدما ظن الجميع أن بطاقة التأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة قد حُسمت لصالح الزعيم بوصافة ترتيب الدوري (72 نقطة)، عادت “زلزال” قرار مركز التحكيم الرياضي السعودي لتمنح النصر ثلاث نقاطٍ إضافية، وتُعيده إلى دائرة المنافسة (69 نقطة)، فتفاقمت الضغوط على لاعبي الهلال للانتصار في الجولة الأخيرة أو انتظار تعثر “الغريم التقليدي” أمام الفتح.
عودة النصر تعيد الحسابات إلى ساحة التحدي
كان الهلال ضمن تأهله الآسيوي بعد تأكيد وصافته رسميًا قبل جولاتٍ من النهاية، لكن قرار مركز التحكيم بمنح النصر نقاط مباراة العروبة (المسحوبة لأسباب قانونية) قلب المعادلة رأسًا على عقب. الآن صار “الزعيم” مطالبًا بفوزٍ لا يقل عن النتائج المنتظرة في الرياض لمباراة النصر والفتح، وإلا فإن رصيد الأصفر سيصبح (70 نقطة) ويُسيطر على المركز الثالث. هذا التفوق العددي لأصحاب اللونين الأزرق والأصفر أعاد إشعال المنافسة على مقاعد الأبطال، وجعل مواجهة القادسية ذات ثقلٍ استثنائي، خصوصًا في ظل قرب إقامة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
رسائل القلق تلف “الأزرق” قبل تحدي القادسية

بحسب المحلل الرياضي ناصر الجديع في برنامج “برا 18”، يواجه الهلال عددًا من الغيابات والإصابات التي قد تؤثر في استقرار التشكيلة. أبرز هذه الحالات، القائد سالم الدوسري، الذي لم يتعافَ تمامًا من الإصابة العضلية، ورغم ذلك أصرّ على التواجد في قائمة المباراة للدفاع عن شارة القيادة وتقليص آلام الجماهير. وقال الجديع:
“سالم الدوسري يضحّي بنفسه من أجل الزعيم، لكنه قد يكون الحلقة الأضعف في وسط الملعب إذا لم يكتمل شفاؤه. إدارة الهلال مطالبة باتخاذ قرارٍ حاسمٍ بين المخاطرة بصلاحية اللاعب أو إراحته تحسّبًا لموسمٍ قادمٍ أكثر شراسة.”
وأضاف الجديع أن مشكلات التوازن في صفوف الهلال لا تقتصر على الدوسري، بل تشمل أيضًا لاعب خط الوسط البرازيلي مالكوم أوليفيرا، الذي خضع مؤخرًا لجراحة أسنان أبعدته عن التدريبات، وينتظر الجديع من الإدارة تقليل الاعتماد على الأسماء الأجنبية في محطةٍ كهذه لصالح العناصر المحلية الأكثر جاهزية.
مفاجأة “جيسوس” تُلقي بظلالها على كواليس الزعيم
في تطورٍ مفاجئ، كشف المحلل المصري أحمد حسام “ميدو” عبر برنامج “دورينا غير” أن المدرب البرتغالي السابق للهلال، جورج جيسوس، عرض خدماته على الاتحاد البرازيلي لقيادة منتخب “السامبا” قبل أن يحسم الأخير التعاقد مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي. وقال ميدو:
“جيسوس كان مستعدًا لتدريب البرازيل، وأرسل سيرته الذاتية شخصيًا إلى رئيس الاتحاد البرازيلي! هذا الخبر أعاد فتح ملف المدرب الأجنبي في السعودية، وأزعج إدارة الهلال التي تتطلع للاستقرار الفني.”
وبينما يحمل جيسوس بقايا شعبيةٍ في أوساط الجماهير الهلالية، فإن ترحيبه المحتمل بمهمةٍ أكبر جغرافيًا يجعل بعض المراقبين يتساءلون عن سياسة النادي في اختيار مدرب الموسم المقبل، وكيف سيؤثر رحيل جيسوس المفترض إلى أوروبا على هدوء غرفة خلع الملابس.
“القادسية” يكمل صفوفه… والشرقية تخطف الأنظار

على الجانب الآخر، دخل القادسية المباراة مكتمل العدد، حيث أكد المدرب العُماني محمد البصيري مشاركة كل محترفي الفريق الأجانب بلا استثناء، رغم استعدادهم نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين ضد الاتحاد. ويأمل “فارس الشرقية” أن يحسم المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال آسيا 2، وأن يخرج من “المحرقة الهلالية” بنقطةٍ على الأقل، مستثمرًا عامل الأرض والجمهور.
وقال مصدرٌ في القادسية لـ”أخبار الكرة” إن الفريق يعمل على خطةٍ مباغتةٍ تعتمد على السداد من المرتدات واستغلال أخطاء الدفاع الهلالي المضغوط لإجبار الزعيم على اللعب برقابةٍ تامة، مما قد يفتح المجال لأهدافٍ مبكرة.
سيناريوهات حاسمة قبل صافرة النهاية
1. فوز الهلال وفوز الفتح أو تعادل النصر: يتأهل الهلال بوصافة الترتيب، ويبقى النصر رابعًا برصيد 69 أو 70 نقطة حسب نتيجة الفتح.
2. خسارة الهلال: يفقد الهلال الوصافة، ويصعد النصر بربما للمركز الثاني (72 نقطة) أو الثالث، ما يتطلب معادلةً أهداف الهلال لضمان التأهل الآسيوي.
3. تعادل الهلال وخسارة النصر: يبقى الهلال في المركز الثاني تلقائيًا برصيد 73 نقطة، وينجح في التأهل دون النظر لنتائج الآخرين.
الخلاصة: ليلةٌ ساخنةٌ بانتظار الهلال والقادسية
قبل انطلاق صافرة بداية المباراة، تبدو قرارات المدرب – سواء بإشراك سالم الدوسري أو الدفع بلاعب محلي بديل – ذات حساسيةٍ كبيرة، إذ ستحدد قدرة الهلال على فرض أسلوبه المهاجم وضمان النقاط الثلاث. في الجهة المقابلة، ينتظر القادسية فرصةً لصناعة المفاجأة والانتقال إلى المنافسة القارية.
مهما كانت الوقائع، فإن معركة “الهلال × القادسية” لن تكون مجرد مباراة وداع للموسم، بل اختبارًا نهائيًا لكل منظومة الزعيم – من طاقمٍ فنيٍ ولاعبين وإدارة – قبل الإبحار في تحديات أكثر ضراوةً على الساحتين المحلية والقارية في الموسم القادم.