مع انتهاء مواجهة النصر والفتح في ختام دوري روشن للمحترفين موسم 2024–2025 وتسجيله هدف فريقه في خسارة صعبة 3–2، تصدرت تساؤلات جماهير الكرة السعودية والأوربية المشهد حول ما إذا كانت هذه المواجهة تشير إلى نهاية مسيرة كريستيانو رونالدو بقميص “العالمي” إثر اقتراب عقده من الانتهاء في 30 يونيو المقبل. لكن مصادر مؤكدة من داخل أروقة النادي فندت كل الشائعات وأكدت أن الأسطورة البرتغالية سيواصل رحلة العطاء مع بطل كأس السوبر السعودي بعد توصله لاتفاق مبدئي يمدد عقده لموسمين إضافيين حتى صيف 2027 ليبقى رمزاً تسويقيّاً وفنيّاً في ملاعب المملكة رغم تجاوز عمره الرابعة والأربعين مع انتهاء العقد الجديد
تفاصيل الاتفاق بين النصر ورونالدو
تفاصيل الاتفاق الذي كشف عنها مراسل شبكة "إس إس سي" وليد الصيعري أشارت إلى أن إدارة النصر وضعت نصب أعينها أهمية بقاء رونالدو باعتباره الدعامة الأساسية لخط هجوم الفريق ومصدر جذب مالي ضخم من خلال عقود الرعاية وحقوق البث التلفزيوني وقدمت للاعب عرضاً متوازناً يراعي تقدمه في السن من خلال تبني برنامج إعداد بدني خاص مع إتاحة فترات راحة أطول بين المباريات الاستثنائية كالنهائيات القارية والمحلية
التأثير الفني لبقاء رونالدو
على الصعيد الفني يعتمد النصر على رونالدو بشكل واضح منذ انتقاله إلى العاصمة السعودية في يناير 2023 إذ خاض أكثر من 70 مباراة سجل خلالها أكثر من 50 هدفاً وصنع 20 تمريرة حاسمة بين الدوري وكأس الملك وكأس السوبر وأبطال آسيا قبل أن يصل هذا الموسم إلى هدفه رقم 800 في مسيرته مع الأندية ليعزز رقمه القياسي وسط منافسة ضارية على لقب الحذاء الذهبي المحلي برصيد 25 هدفاً رغم تراجع النتائج الجماعية التي حرمت الفريق من الألقاب الكبرى في ثلاثة مواسم متتالية
القرار الاستراتيجي للنصر

ورغم أن تألقه الفردي لم يصعد النصر إلى منصة التتويج بالدوري أو الكأس الآسيوية فقد اتخذت إدارة النادي قراراً استراتيجياً بتجديد الثقة به نظراً لإدراكها أن قدرته على تسويق الدوري السعودي عالمياً وبثّ الصور الحماسية لمباريات “العالمي” داخل الملاعب هي جزء لا يتجزأ من خططها لتعزيز الجذب الدولي والاستمرار في مشروع الاحتراف وتطوير البنية التحتية الكروية
مشاركته في كأس العالم للأندية
وفيما يخص مشاركة رونالدو في بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الجديدة التي ستقام في الولايات المتحدة بين 15 يونيو و13 يوليو 2025 فإن الاتفاق يفتح باب إعارة محتملة للاعب إلى أحد الأندية المشاركة في البطولة، وفق رغباته والطابع التسويقي للنادي، على أن يعود بعد انتهاء المنافسة ليشارك في الاستعدادات الشتوية قبل استكمال الموسم المحلي، ما يضمن له خوض مباريات بمستوى عالٍ دون تحميله ضغوط الموسم الطويل
ردود فعل الجمهور
على الجانب الجماهيري شهد موقع "تويتر" تفاعلاً واسعاً مع الإعلان شبه الرسمي، حيث عبر أنصار النصر عن سعادتهم ببقاء الأسطورة الذي أضفى على استادات المملكة وجوهاً احترافية غريبة عن الدوري المحلي، بينما انقسم جمهور الكرة العالمية بين من رأى أن استمرار رونالدو فرصة لرفع مستوى الدوري وآخرين اعتبروا أن الفترة القادمة ستكون اختباراً حقيقياً لقدرته على المواصلة في مثل هذه الأندية بعد تجربة ليفربول وباريس سان جيرمان التي انتهت بخروج من المنافسة على الألقاب الكبرى
الرؤية الفنية والإدارية

من الناحية الفنية يؤكد الجهاز الفني للنصر بقيادة المدرب القادم أن الحفاظ على رونالدو سيسمح ببناء خطة تكتيكية تشاركية تشركه ضمن ثلاثي هجومي إلى جانبهما لاعب محلي شاب قادر على استلام الكرات في المساحات الضيقة مما يخفف العبء البدني عنه ويطيل من أمد عطائه حتى بلوغه الأربعينيات من العمر، كما تنوي الإدارة توظيف خبراته في دورات الإدارة الرياضية وإطلاقه سفيراً للنادي مستقبلاً لتشجيع الشباب على الانخراط في برامج تطوير المواهب الخاصة بالنادي
مؤتمر صحفي رسمي
خلال مؤتمر صحفي في مقر النادي الرئيسي أوضح الأمين العام للنصر أن الاتفاق الجديد هو نقطة تحول في تاريخ الاحتراف السعودي لأن المدة الإضافية للعقد تعكس ثقة النادي في قدرات رونالدو التسويقية والفنية وفي قدرته على المشاركة في إعداد جيل جديد من المهاجمين المحليين عبر نقل خبراته مباشرة داخل معسكرات تدريب الفريق الأول والشباب
مستقبل رونالدو في السعودية
ولأن عقد رونالدو يمتد حتى 2027 فإنه سيعيش تجربة فريدة في الملاعب السعودية تظهر تطور منظومة الاحتراف عربياً، إذ سيسمح له البرنامج الجديد بالجمع ما بين المباريات المحلية والخارجية على غرار ما يجري في دوريات القمة الأوروبية كالإسباني والإنجليزي، ما يعني حضوره في كأس العالم للأندية ومواصلة قيادة النصر رسمياً على مستوى دوري روشن والمشاركات الآسيوية في آن واحد
في الختام
يحسم تجديد عقد كريستيانو رونالدو مع النصر معظم التكهنات التي صاحبت نهاية الموسم بعد مواجهة الفتح الأخيرة، ويؤكد أن «العالمي» ماضٍ في مشروعه الطموح بإعطاء الأولوية لعناصر عالمية قادرة على رفع سقف التطلعات، بينما تظل مسؤولية تحويل الأرقام الفردية لرونالدو إلى ألقاب جماعية أكبر تحدٍ يضعه في مقدمة أولويات الإدارة الفنية والإدارية للنادي خلال الموسم القادم.