
بعد ليلته الذهبية على أرض “RCDE” في ديربي كتالونيا الذي منحه لقب الدوري الإسباني 2024–2025 رقم 28، خرج الجناح البرازيلي رافينيا بتصريحات مدوّية تكشف عن مزيجٍ نادر من التواضع وطموح لا حدود له. إذ لم يكتفِ بالتعبير عن فرحته الغامرة بفوز برشلونة (2–0) على إسبانيول، بل لام نفسه بشدّة على "أسوأ مبارياته" هذا الموسم، ووجّه وعدًا مدويًا لجماهير البلوجرانا بالفوز بدوري الأبطال الموسم المقبل.
أزمة منتصف الموسم التي كادت تُغيِّر التاريخ
قبل أشهرٍ قليلة، كان مشهد “كامب نو” يعج بالقلق، بعدما تراجع مستوى برشلونة بشكلٍ مطّرد خلال شهر ديسمبر، فدفعت الخسائر المتتالية البعض إلى التكهن بأن موسم الثلثية (الدوري، الكأس، السوبر) قد يتحول إلى كارثة كتالونية.
في ذلك الوقت، أشارت التقارير إلى وجود "أزمة ثقة" في غرفة خلع الملابس، مع مطالبات بإعادة هيكلة الفريق فنيًا. لكن عودة رافينيا إلى مستواه المعهود بدأت تدفع السيارة الكتالونية نحو الطريق الصحيح، فتقلّص الفارق مع المطارَدين، قبل أن تنقلب المعادلة بالكامل بتحقيق سلسلة انتصارات طرحت السؤال مجددًا: “هل هناك من يستطيع إيقافه؟”
مزيج من التواضع والصدمة الذاتية
في مؤتمرٍ صحفيٍ أضاءت فيه أضواء الاحتفاء بتتويج الليغا، بدا رافينيا صريحًا مع نفسه قبل أن يذرف دموع الفرح.
فقد اعترف وكأنه يستحضر لحظةً قاسية في ذهنه:
“صحيح أنّ هذا هو لقبي الثاني في الدوري مع برشلونة، وأتمنى الفوز بالمزيد، لكني أعترف بأن مباراتي أمام إسبانيول كانت من أسوأ لقاءاتي هذا الموسم. الشوط الأول كان أداءً ضعيفًا جدًا، ولم نشعر بالأداء الذي يليق باسم النادي.”
لم يكتفِ اللاعب البرازيلي بهذا الاعتراف النادر، بل حدّد سرّ تتويج برشلونة في هذه الليلة الحاسمة، حين قال:
“لم يكن علينا النظر إلى نتائج ريال مدريد أو مراقبة فرق المطارَدة. عندما نركز على أنفسنا فقط، نمنح فرصتنا الحقيقية لتحقيق الانتصارات. هذا هو الدرس الذي تعلمناه.”
وعدٌ لا يقبل القسمة على اثنين

وبينما تُسلّم الجماهير مجدداً ببراعته الفنية، استغل رافينيا منصة المتحدث الرسمي ليطلق وعدًا لا يحيد عنه:
“لقد فزت بكل شيء ممكن في إسبانيا بهذا القميص، والآن حان دورنا للفوز بدوري أبطال أوروبا. هذا حلم النادي الأكبر، وليس حلمي أنا أو الجهاز الفني فحسب. الموسم الماضي كنا قريبين، لكننا لم نحقق اللقب. موسم 2025–2026 سيكون عام ثورتنا الأوربية.”
جُمعت كلمات رافينيا هذه وسط تصفيقٍ حار من زملائه في غرفة الملابس، وقد بدا واضحًا أن “الثقة الجديدة” التي استعادها بطل الليغا ستكون وقودًا لبرشلونة في مشواره القاري.
كيف تغيّرت موازين القوى في “كامب نو”؟

يُحسب لفريق هانسي فليك قدرته على تجاوز كبوات منتصف الموسم بفضل إعادة توزيع الأدوار بين نجوم مثل روبرت ليفاندوفسكي في خط الهجوم، وجافي في وسط الميدان، مع الحفاظ على صلابة دفاعية يقودها مارك أندريه تير شتيغن في المرمى.
وقد مهد أداء رافينيا المتجدد الطريق أمام سجل هجومي جمع 97 هدفًا خلال 36 جولة، ليؤكد أن “نادي الكبار” لا يخشى أي اختبار مهما كان حجم المنافسين.
الجماهير تنتظر تحديات ما بعد اللقب
برشلونة لن يقف طويلاً عند عتبة الليغا بعد الآن؛ فإلى جانب مباراتين أخريين ضد فياريال وأتلتيك بيلباو، يتعيّن على البلوجرانا الاستعداد مبكرًا لـ:
1. مباريات كأس الملك:
الحفاظ على لقب الكأس ليؤكد ثنائية محلية تاريخية.
2. دوري أبطال أوروبا:
تجاوز دور المجموعات والذهاب بعيدًا في الأدوار الإقصائية.
3. سوبر أوروبا:
التحدي مع بطل أوروبا لمزيدٍ من الألقاب القارية.
في هذا السياق، يزداد ضغط الجمهور العالمي على إدارة النادي للعمل على ملفي تجديد العقود وتدعيم الصفوف بصفقة مهاجم قادر على إحداث فارقٍ إضافي في دوري الأبطال، مع بقاء رافينيا الجناح الطائر عنصرًا أساسيًا في خطط فليك الطموحة.
خلاصة: العمل يبدأ الآن!
بينما غرّد المشجعون على وسوم #ثورة_برشلونة و#وعد_رافينيا، بدا أن مزيجًا من الإنجاز والالتزام الذاتي يشكّل هوية الفريق الجديد.
ولا شك أن تصريحات رافينيا النابعة من صدقٍ وحماسٍ لن تنطفئ سريعًا، بل ستبقى نبراسًا أمام نجوم برشلونة الصغار والكبار على حد سواء، ليقفوا جميعًا معًا في وجه أي تحدٍّ أوروبيٍ جديد.
فبعد أن نجح في تخطي كبوة ديسمبر، ها هم الكتالونيون يخطون بخطواتٍ واثقة صوب القمة العالمية، مع وعدٍ برتقالي يلوح في الأفق: دوري الأبطال.