في تطوراتٍ هزّت أوساط كرة القدم السعودية والعالمية في آنٍ واحد، لا يزال مصير أسطورة الكرة البرتغالية كريستيانو رونالدو مع نادي النصر محطّ تكهنات واسعة، مع اقتراب المباراة الحاسمة ضد الخليج في الجولة القادمة من دوري روشن السعودي. فغياب “الدون” عن مواجهتي الأخدود والتعاون أثار علامات استفهام كبيرة حول علاقاته مع المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، ووضع النادي في مأزق حقيقي قبل انطلاق معركته على مقعد دوري أبطال آسيا، وحتى حول إمكانية اعتزاله النهائي إذا ما ارتبط اسمه بالهلال للمشاركة في كأس العالم للأندية!
مباراتا الأخدود والتعاون.. كيف صمد النصر بغياب القائد؟
عندما غاب رونالدو عن صفوف العالمي في الجولة 31 أمام الأخدود، صدم الجميع بتحقيق أكبر فوز في تاريخ نادي النصر في دوري المحترفين السعودي (9-0)، لكن النتيجة – رغم فخامتها – لم تنطوِ على حضورٍ لم يُتوقّع أن يخلو من بصمته الكروية. وفي الأسبوع التالي، اكتفى الفريق بتحقيق نقطة تعادل (1-1) مع التعاون، ما أدّى إلى فقدان حظوظه تقريبًا في التأهل الآسيوي، إذ بات مفصليًا أن يحصل على ثلاث نقاط إضافية من قضية حارس العروبة رافع الرويلي ليتجنب الاقصاء، فضلًا عن المنافسة الشرسة مع الأهلي على بطاقة كأس السوبر السعودي.
أزمة “بيولي – رونالدو” أم عذرٌ طبي؟
رغم حضور رونالدو إلى مقر النصر وظهوره في العيادة الطبية، كما أفاد الإعلامي علي العنزي عبر منصة “إكس”، فإن اللاعب البرتغالي لم يشارك في التدريبات الجماعية، مما غذّى شائعات الخلاف مع المدرب الإيطالي حول الخطة التكتيكية ومستوى التحضير البدني. البعض ذهب إلى حدّ القول بأن رونالدو طالب برحيل بيولي عن النادي، بينما نفى آخرون ذلك مؤكدين أن التبرير الحقيقي هو عدم جاهزيته من الناحية الطبية وعدم انتهاء الجهاز الفني من تقييمه عشية مباراة الخليج.
تحذيرٌ كامل اللهجة: اعتزالٌ نهائيٌ إذا التحق بالهلال!
في لمسةٍ ليست بعيدة عن دراما الأندية الكبرى، حذّر الناقد الرياضي عبد الرحمن الفلاج، خلال استضافته في برنامج “سبورت سنتر”، النجم البرتغالي من فكرة انتقاله إلى جاره الهلال – ولو على سبيل الإعارة – للمشاركة في مونديال الأندية 2025. إذ أكّد الفلاج أن مشاركة رونالدو بقميص الزعيم السعودي قد تدفعه لاتخاذ قرار الاعتزال فوريًا، مبررًا ذلك بأن القفز من قميص النصر إلى الهلال يخرق “محرّمات الميركاتو المحلي” ويُعدّ خيانة لجماهير الأصفر قبل أن يجعل عودته إلى النادي الأصلي مستحيلة.
عروضٌ برازيليّة تُثير الفضول
في ظلّ هذا الجدل الداخلي، كشفت تقارير “ماركا” الإسبانية نقلاً عن رئيس تحريرها فيليكس دياز، عن تلقي رونالدو اتصالات مع أحد الأندية الكبيرة في البرازيل تمهيدًا لعرضٍ مغرٍ للمشاركة في مونديال الأندية، لا سيما وأن هناك أربع فرق برازيلية (بالميراس، فلامنجو، فلومينينسي، بوتافوغو) تأهلت إلى البطولة. ويرى دياز أن إدارة النصر غير راضية عن مستوى رونالدو هذا الموسم، وقد تكون مستعدة للموافقة على رحيله – وربما على سبيل الإعارة – إذا ما تلقى عرضًا لا يُرفض من “أرض السامبا”.
كيف يتعامل “الأصفر” مع فوضى الوسط الإعلامي؟
في غرفة الملابس بنادي النصر، يبدو التوتر واضحًا على وجوه بعض اللاعبين الذين اعتادوا الاعتماد على خبرة رونالدو وترقب تمريراته الساحرة. ومع اقتراب موعد مباراة الخليج (الأربعاء المقبل)، يعمل الجهاز الفني على إعداد خطة بديلة في حال استمرار غياب القائد، معتمداً على تكتيك 4-2-3-1 يشارك فيه المهاجم الأرجنتيني خورخي سانتا كروز صانعًا للفارق أمام الدفاعات المرتدة، إلى جانب دعم ثنائي الوسط عمر هوساوي ومحمد كنو.
المراهنات الجماهيرية ومتتالية الآمال
على منصات التواصل، تصدر هاشتاج #رونالدو_مع_الخليج التريند السعودي، حيث يطالب قطاع واسع من محبيه بإنهاء الجدل بالمشاركة أساسياً، بينما يرى آخرون أن البطولة الآسيوية أهم من بقاء رونالدو في الملاعب السعودية. وفي المقابل، يترقب مناصرو الهلال ومشجعو الأندية البرازيلية تفاصيل أي عرضٍ رسمي، آملاً أن يجذب “الدون” إلى قارة أمريكا الجنوبية قبل إعلان قراره النهائي.
لمحة عن مستقبل تحضير النصر وما ينتظره
بجانب التركيز على صفقة تبديل الحارس رافع الرويلي، يستعد النصر لتعزيز صفوفه بلاعبين جدد في الجبهة الهجومية والوسط الدفاعي، تحضيرًا للموسم المقبل سواء بمشاركة رونالدو النهائيّة أو بدونه. وسيكون على الإدارة دراسة ما إذا كانت ستمنح الضوء الأخضر لرحيله، أو تحافظ على عقده حتى يونيو 2025، وترهن مصيرها لمصلحة سيتم الفصل فيها من قبل لجنة المظالم الرياضية في السعودية.
ختامًا..
لا تزال قصة الأسطورة البرتغالية معلّقة بين روايات الإخفاقات الجماعية وانتصاراته الفردية: هل سيخوض مواجهة الخليج ويحافظ على رقمه القياسي في الأهداف؟ أم سيترحل إلى البرازيل أم ينهي مسيرته بأقسى وداع ممكن على أرض السعودية؟ الأيام القادمة كفيلة برسم ملامح الفصل الأخير لهذه الدراما الكروية المتقلبة.