ابتعاد ريال مدريد عن ضم ظهير أيمن بنفيكا يضع كاريراس خارج المعادلة

نفي كامل من جهة الوكيل وموقف واضح

خرج جينيس كارفاخال، وكيل أعمال كاريراس، بتصريحات حاسمة نقلتها صحيفة “أبولا” البرتغالية، نفى فيها جميع الإشاعات: “لا أعرف مصدر تلك الأخبار المتناقلة، وما يُنشر عنها مجرد خيال لا يمت للواقع بأي صلة، ويجب ألا يُؤخذ على محمل الجد.” وأضاف: “ألفارو يقدم مستويات مميزة مع بنفيكا هذا الموسم، ويجد دعمًا كاملًا من إدارة النادي وجمهوره، ولن يفكر في الرحيل عن البرتغال خلال هذا الصيف.”

سعر الفقاعة وشروط بنفيكا الصارمة

يقدر مجلس إدارة بنفيكا قيمة كاريراس بنحو 50 مليون يورو، وهو المبلغ الذي لن يتنازل عنه إلا لعروض كبيرة تتمدّد إلى ما بعد السوق الأوروبية. ويأتي هذا الموقف مدعومًا بظهور اللاعب بشكلٍ ثابت في التشكيلة الأساسية، حيث شارك في 32 مباراة مع الفريق، سجل خلالها هدفًا من تصويبة بعيدة المدى، وقدم أربعة تمريرات حاسمة توضح تطوره في الكرات العرضية والإسهام الهجومي المتوازن.

في هذا الإطار، ربطت صحيفة “آس” الإسبانية صفقة كاريراس إلى مدرب ريال مدريد المقبل عبر خطة معقدة تقضي بشراء النادي الملكي لبطاقة اللاعب من مانشستر يونايتد (الذي اشترى هيكليًا بطاقته منذ انتقاله من أكاديمية مدريد) مقابل نحو 18 مليون يورو، ثم إعادة بيعه لريال مدريد بمبلغ أعلى قليلًا. إلا أن هذا السيناريو لم يجد قبولًا من الوكيل أو إدارة بنفيكا، ما يجعل التكهنات غير مبنية على صفقات واقعية.

خطوات ريال مدريد في مركز الظهير الأيسر

في ظل الإغلاق شبه التام لملف كاريراس، بدأ ريال مدريد يبحث بجدية عن بدائلٍ أخرى في السوق. وترجح مصادر داخل النادي أن الخيار الأبرز سيقع على لاعبٍ محليٍ إسبانيٍّ يملك خبرةً أكبر في الليغا ومواصفاتٍ دفاعيةٍ وهجوميةٍ متوازنة، تضمن عدم معاناة الملكي من تراجع الجانب الأيسر خلال المواجهات الحاسمة. ومن بين الأسماء المطروحة:

• خافي سانشيز (إشبيلية): الظهير الصاعد الذي اتسم أداؤه بالثبات، ويمتاز بسرعة العمق والاندفاع لداخل منطقة الخصم.
• ماركو مينغوزا (ريال سوسييداد): لاعب أكاديمية ريال مدريد السابق الذي أثبت قدرته على التمركز الجيد والدقة في التمريرات البينية.
• لاعب دولي من الدوري الإنجليزي: تقدم التقارير عن اهتمامه بظهيرٍ يجيد التعامل مع الأدوار الهجومية والدفاعية سقوطًا والعودة بالتمركز السريع.

خلفية انتقال كاريراس ومرحلة التأسيس في بنفيكا

كان ألفارو قد ارتبط بجدران ريال مدريد منذ نعومة أظافره، حيث تدرّج من الفئات العمرية حتى وصوله للفريق الرديف. وخلال فترة الانتقال الصيفي قبل عام، وقع على عقدٍ يمتد حتى صيف 2028 مع بنفيكا، الذي رأى فيه مستقبلًا واعدًا لمركز الظهير الأيسر وخيارًا طويل الأمد.

وبدأ اللاعب بسرعة في التأقلم، بتسجيله هدفه الأول في الجولة الخامسة للدوري البرتغالي، ومساهمته في وصول الفريق إلى ربع نهائي الدوري الأوروبي. ويعود الفضل في هذا التطور إلى الثقة الكبيرة التي أولاها له المدرب البرتغالي خواكين سيلفا، الذي أثنى على قدرته على قراءة الخصم وتحقيق التوازن بين الأدوار الدفاعية والهجومية.

تأثير التصريحات على مسيرة اللاعب

رغم النفي القاطع لوكيله، يبقى ألفارو عرضةً لضغوط التكهنات الدائمة التي تصاحب الوافدين من أكاديمية ريال مدريد. وقد يؤثر ذلك إيجابيًا على رفع أسهمه، ولكن قد يضعه أمام تساؤلٍ عن إمكانيات الانتقال لبطولةٍ أكبر. ويؤكد المحللون أن اللاعب بحاجة للاستمرار في بنفيكا لموسمٍ إضافيٍ على الأقل، لتعزيز معدّلاته التهديفية والتمريرية، قبل التفكير في تجربة جديدة تحمل قدرات أكبر على المنافسة في دوري الأبطال.

استنتاج

مع تأكيد الوكيل على ثبات موقف اللاعب ورغبة بنفيكا الصلبة في الإبقاء عليه، يظهر جليًا أن ملف ألفارو كاريراس لن يكون على جدول المفاوضات البيضاء خلال الصيف الجاري. وستتحول أنظار ريال مدريد إلى مفاتيحٍ محليةٍ أخرى، أو إلى صفقاتٍ جاهزةٍ للنضوج والانضمام الفوري. ويبقى على إدارة “الميرينغي” وضع خطةٍ مدروسةٍ طويلة الأمد لتدعيم الأجنحة، تضمن جاهزية الفريق في أكثر المراكز ضغطًا خلال منافسات الموسم المقبل.