
يرصد باريس سان جيرمان فرصة التعاقد مع المدافع الإسباني ماريو جيلا الذي فرض نفسه واحداً من أبرز الظهور الدفاعية في الدوري الإيطالي مع لاتسيو منذ انتقاله إليه صيف 2022. يأتي اهتمام النادي الفرنسي بالتعاقد مع الشاب البالغ من العمر 24 عاماً بعدما أثبت إمكانياته البدنية والتكتيكية أمام كبار فرق الكالتشيو، وهو ما جعله محط متابعة من كبار أندية أوروبا، على رأسهم ريال مدريد التي تحتفظ بنسبة 50% من عائد بيع جيلا حال استخلفه لاتسيو أو قام ببيعه لأي فريق آخر في الميركاتو الصيفي الحالي. تفاصيل الصفقة المحتملة وأبعادها الاقتصادية والفنية تشكل مادة دسمة لوسائل الإعلام المتخصصة صاحبة الجمهور الواسع في متابعي أخبار كرة القدم حول العالم.
خلفية انتقال ماريو جيلا إلى لاتسيو
نشأ ماريو جيلا في أكاديمية ريال مدريد حيث تلقى تدريبه وانتقل لاحقاً للدفاع عن ألوان الفريق الرديف قبل أن يقوم لاتسيو عام 2022 بإبرام صفقة بلغت قيمتها نحو 6 ملايين يورو استقطب بموجبها اللاعب الشاب بهدف تطويره وتأهيله للمشاركة الأساسية مع الفريق الأول. ومنذ قدومه إلى العاصمة الإيطالية برزت قدرة جيلا على استيعاب فروض المدرب التكتيكية، كما شهدت إنزالاته الدفاعية تطوراً واضحاً جعل موقعه في تشكيلة البيانكونيري شبه ثابت، وهو الأمر الذي انعكس على ارتفاع قيمته السوقية من ما يقارب 500 ألف يورو إلى ما يقارب 28 مليون يورو بحسب موقع ترانسفير ماركت العالمي. هذا التحول الواضح في مستواه جعل الأندية الكبرى تضعه على رادارها، ولا سيما الأندية التي تبحث عن دماء جديدة في المراكز الدفاعية لتعويض رحيل لاعبين مخضرمين أو تدعيم صفوفها لمواصلة المنافسة على البطولات القارية.
حاجة باريس سان جيرمان إلى تعزيزات دفاعية
ينطلق باريس سان جيرمان من حقيقة أن الخط الخلفي للفريق قد يحتاج إلى دماء جديدة خلال الفترة المقبلة خاصة مع تقدم بعض العناصر الأساسية في العمر، مثل ماركينيوس الذي بات يبلغ من العمر 30 عاماً بعد سنوات طويلة قضاها كأحد أبرز المدافعين في العالم. كما يرافقه المدافع ويليان باتشو والذي يرتكز عليه مدرب الفريق الفرنسي تشافي هيرنانديز بشكل أساسي، بينما يشكل الشاب يوغينيو بوتشياسيو وفرانك كيسي خيارات احتياطية. في ضوء هذه المعطيات، يسعى النادي الباريسي إلى ضم مدافع شاب يمتلك الموهبة والإمكانية على التطور وبنفس الوقت تجربة الاحتكاك بالمستوى القاري، وهو ما يطابق ملف ماريو جيلا الذي انتقل من بطولة الدوري الإسباني الرديف إلى الكالتشيو ثم بات مرشحاً للمشاركة مع منتخب إسبانيا الأول تحت قيادة المدرب لويس دي لا فوينتي. وقد أشار تقرير نشرته صحيفة آس الإسبانية إلى أن المدير الرياضي لباريس سان جيرمان لويس كامبوس يضع جيلا على رأس أولويات تعزيز الخط الخلفي نظراً لتوليفة السرعة والقوة البدنية التي يمتاز بها والتي ظهرت بوضوح خلال مباريات لاتسيو ضد يوفنتوس وإنتر ميلان وروما.
التفاوض مع لاتسيو والتكلفة المالية

يواجه باريس سان جيرمان مهمة معقدة تتمثل في إقناع لاتسيو بالتخلي عن أحد أبرز لاعبيه الشبان بعد موسم جيد قدمه مع الفريق. وفقاً للتقارير الصحفية، فإن إدارة لاتسيو تطالب بمبلغ يقترب من 40 مليون يورو نظير التخلي عن ماريو جيلا في فترة الانتقالات الصيفية الحالية. وتشير المصادر نفسها إلى وجود عرضين قدمها نادياً في الدوري الإنجليزي الممتاز لم ييقلّاهما عرض العاصمة الفرنسية من ناحية القيمة، لكن الإغراء المادي الذي يطرحه باريس من خلال تقديم راتب مجزٍ للاعب هو ما قد يحسم الأمر لصالحه. وبطبيعة الحال، فإن كل خطوة تفاوضية يأخذها باريس سان جيرمان في الاعتبار بند الاحتفاظ بنسبة 50% من قيمة إعادة بيع اللاعب إلى أي نادي آخر؛ وهو بند أضافته إدارة ريال مدريد عند بيعه لجيلا قبل موسم ونصف للتأكد من استمرار استفادتها مادياً من تطور مسيرته الاحترافية في المستقبل.
أبعاد الاستفادة على ريال مدريد
في إطار استراتيجية ريال مدريد المعروفة باكتشاف وتطوير الشباب ثم إتاحة فرصة رحيله لأندية أخرى مقابل نسبة بيع مستقبلية، يكون هذا النادي الإسباني رابحاً كلما حقق اللاعب انتقالاً جديداً بقيمة أعلى. وباستثناء نسبة إعادة شراء محتملة كانت محفوظة في بعض الصفقات السابقة، فقد قرر ريال مدريد الاستغناء عن جيلا بشكل نهائي مقابل الاحتفاظ بنسبة نصفية من عائد بيعه. وإذا تكلّلت الصفقة مع باريس سان جيرمان بالنجاح، فإن ظهور جيلا بزي النادي الفرنسي مستقبلاً قد يمنحه فرصة التألق في دوري أبطال أوروبا بشكل أكبر، مما يزيد سعره السوقي ومن ثم يعود بالنفع المالي على الخزينة الملكية. وتتذكر جماهير مدريد كيف استفادت خزائن النادي من بيع لاعبين مثل مارتن أوديغارد ومايكل إيسيانو بعد مسيرتهما التكوينية في الميرينغي، وكان الاثنان قد انتقلا لصفوف أندية يعدها النادي الملكي بوابة لتطورهم ثم عاد وتعاقد معهما بشكل نهائي في المستقبل.
دور المنتخبات في رفع قيمة اللاعب

يلعب الانضمام لمعسكرات المنتخب الوطني الإسباني دوراً رئيساً في تعزيز سيرة ماريو جيلا الاحترافية ومضاعفة فرص نجاحه مع أي نادٍ جديد. فقد كان ظهوره الأول مع منتخب شباب إسبانيا ثم انضم مؤخراً لمنتخب إسبانيا الأول تحت إشراف المدرب لويس دي لا فوينتي، وهو ما يؤكد تطوره المستمر وطموحه للمشاركة في البطولات الكبرى مع منتخب بلاده. هذا الأمر يمنح الصفقات المحتملة لقيمته عنصراً تسويقياً آخر يضفي المزيد من الأهمية للاهتمام العالمي بضمه. وفي حالة انتقاله إلى باريس سان جيرمان فإن تجربة الاحتكاك بالدوري الفرنسي والدوري الأوروبي تمنحه بعداً جديداً قد يقود إلى تحسين ترتيب منتخب إسبانيا الدفاعي كذلك. ويعتاد كبار المدافعين الذين يمرون بتجارب متنوعة في دوريات القمة أن يكتسبوا الخبرة المطلوبة للمشاركة في البطولات الدولية بشكل أفضل، وهو ما يسهم في رفع سعرهم السوقي في كل مرة يظهرون فيها بأداء مقنع.
فرص الصفقة وتأثيرها على تشكيلة باريس
إذا ما نجح باريس سان جيرمان في ضم ماريو جيلا، فسوف يشكل الخيار الثالث القوي إلى جانب ماركينيوس وويليان باتشو، إضافةً إلى إتاحة مزيد من المرونة الفنية للمدرب تشافي هيرنانديز لتطبيق تكتيكات متنوعة على مستوى الخط الخلفي. كما سيمنح الفريق الفرنسي ميزة عمرية مهمة في خط الدفاع، حيث يتوقع أن يستمر جيلا في التطور على مدار السنوات المقبلة بعيداً عن ضغوط المباريات الصعبة. وقد يلعب دور الظهير الأيمن في بعض المواجهات التي تحتاج إلى خصائص هجومية إضافية اعتماداً على تأقلمه التكتيكي مع طريقة لعب باريس المعروفة بسيطرة الكرة والتمركز الذكي في الملعب.